المعالم السياحية فى مدينة آنتيب بفرنسا

المعالم السياحية فى مدينة آنتيب بفرنسا

بدأت صفارة القطار فى ألقاء أخر أنذاراتها للتحرك قطار أحمر مكشوف ، يقول لك هيا لتتأمل ، هيا لتفكر فيما تحب ، فيما تنوى ، فى كل الذكريات الجميلة فى حياتك ، فى بداية المحطة ركبت معنا سيدة فى حوالى الخمسين من عمرها وأخذت تتحدث مع السائق عن جمال المدينة وروعتها وعن ماكانت تفعله على الشاطئ فى ايام صبها ، فركب معنا رجل فى الستين من عمره وحينما أستمع اليها قرر مشاركتها فى الحديث وقال لها سيأخذك هذا القطار فى منتزه فى كل انحاء المدينة الجميلة ، وانى أركبه كل يوم صباحاً فى ذلك الوقت فقط لأتفقد ذكرياتى بين ضواحى مدينتى المحببه، ظللت أشاهدهم واتابعهم واصنت الى حديثهم عن القطار وعن المدينة محاولة أن أجد علاقة وأركب من حديثهم جملاً مفيدة حتى أنتبهت فى نهاية كلامهم أنهم يتحدثون عن ماض وحاضر ،عن جمال واستمراره، عن بلدة وشاطئها ،عن عمرهما الذى مر وهم يسيروا بين أنحاء  آنتيب بفرنسا.

والعجيب أنى لم أشعر بأى لحظة ندم فى كلامهم بل ظل حديثهم ينتقل من مكان الى آخر ومن ذكرى الى أخرى مبتسمين ومنهمكين فى الضحك ، حتى بدت وجوههم تتجمل بجمال الحديث ، ومع اندماجهم دخلت شاب فى مقتبل العمر وركب معنا القطار ، ما لفت انتباهى بالطبع ليس هذا الشاب الفرنسي المهندم بل اندماجه هو الآخر فى حديثهم وظلا يحكا حواراً رائع عن المدينة ، فقاطعتهم وكلى خجل أنا ضيفة فى هذه المدينة هل لى أن أتعرف معكم عليها.

جاوبتنى السيدة ذات الخمسون عاماً بكل رشد مدينة أنتيب تعد رمزاً للاتيكيت والذوق الفرنسي ، مدينى على شاطئ البحر المتوسط ، أخذت من البحر وقاره وقوته وواصلت على مر العصور مليكة للبحر الأبيض المتوسط، ترسم البسمة على كل زورا فرنسا من ناحية الجنوب لجولات شاطئها سحر يؤثر فى جسدك ولا أعظم ساحر فى العالم ، وفى نظرى هى المفضلة فهى لى فهى ليست مسقط رأسى التى ولدت فيه ، بل مسقط رأس أحساسى الذى ولد فيها .

ونظرت الى الرجل ذو الستون عاماً قال لى أن الرجل عندما يري حبيبته فى مكان يظل هذا المكان حبيبه حتى زال الزوال ، ومنذ ثلاثون عاما   آنتيب جميلة كما هى عليه الآن ، وكنت عاشق للثقافة والفن وكانت أنتيب الأشهر بمتاحفها فهى بالنسبة لمنطقة كوت دازور المرجع الثقافى فيها وذلك بيبب تمتعها بوجود متحف بيكاسو فيها صاحب أعظم اللوحات الفنية التى جذبت انظار العالم كله اليها ، ولقد قابلت حبيبتى على بوابة هذا المتحف كانت مثقفة مثلى وتحب اللوحات والفنون فاجتمعنا عند أحد لوحات المتحف فكانت النظرة الأولى التى لايمكن نسيانها ومن وقتها ارتبط قلب بمدينة آنتيب وأصبحت أمسي وأصبح فيها لا أتركها أبدا وعشت فيها ثلاثين من عمرى الستينى بمعدل النصف من عمرى ،، فذهبنا سوياً على الشاطئ واستمتعنا به ، فكم تمشينا فى البلدة القديمة واستمتعنا بسحرها وجمالها وذهبنا الى ميناء فوبان وركبنا القوارب البيضاء الصغيرة واستمتعنا بالحياة البحرية ، وتمشينا فى شارع إدوارد بودوان واشتريت لها من أجمل الهدايا الفرنسية الرائعة هدية جميلة لا اتذكرها فالشارع مملوء بالمنتجات الأوربية الرائعة ، وكذلك مشينا على شواطئ لاجلاسي الرملى الجذاب ، وشاطئ لى روشيه بشمسه الساطعة الجميلة .

ونظر الى الشاب الفرنسي قائلا أنا من أهل المدينة وانصحك بزيارة قلعة كاريه التى توجه البحر بتاريخها العظيم ونضالها وتحديها ووقوفها أمام أى من يفكر فى الاقتراب من فرنسا ، ويمكنك التجول فى حديقة النباتات تيورت الجميلة ذات النباتات الملونة المزينة والورود المختلفة الأنواع يمكنك التقاط صورة تذكارية لكى واظهرى فيها ضوء الشمس الساطع المنعكس على النباتات ، وهنام ثلاث من التلال المشجرة والتى يجرى بها وديان مائية رائعة الجمال.

وكانت مخيلتى تتوسع كلما يتكلمون واتمنى أن أجرى لأقوم بفعل كل مافعلوه والتنزة بارجاء المدينة كلها ، وما صبرنى قليلا توقف القطار ووجدتهم ينزلون متمنين لى رحلة سعيدة داخل مدينة آنتيب وأنهم بالفعل قبل نزولهم قد خططوا لى برنامجا  رائعا للتنزه بها والتمتع فساعدنى ذلك كثيراً ، مما جعلنى أسير فى رحلتى ورأيت كل ماتحدثوا عنه .