تعرف علي رحلة في مقلي الإثيوبية.. نجمة الشمال “المفرحة” وتاريخ ثورة

مدينة “مقلي” (780 كم شمال العاصمة أديس آبابا) هي حاضرة إقليم التجراي بشمال إثيوبيا، الذي يزخر بعدد من المعالم السياحية الأثرية

في أقصى شمال إثيوبيا، على الحدود مع الجارة الشمالية إريتريا، يلتقيك إقليم التجراي بحاضرته مقلي، مدينة بعبق التاريخ ورونق السياحة التي ترتكز على المعالم الدينية والآثار التاريخية لمختلف الديانات.

ومدينة مقلي هي ثالث أكبر مدينة إثيوبية بعد أديس آبابا ومدينة بحر دار، فهي حاضرة إقليم التجراي، وخطفت الأضواء لدورها الثوري في الكفاح المسلح ضد نظام حكم منقيستو هايلي ماريام ( 1974- 1991 ) .

فالمدينة التي تعرف بنجمة الشمال كما يحلو لقاطنيها ومحبيها، تقع على ارتفاع 2254 مترا فوق مستوى سطح البحر، وهي المحور الاقتصادي والثقافي والسياسي لشمالي إثيوبيا.

وتأخذ مدينة ” مقلي ” (780 كم شمال العاصمة أديس آبابا)، أهميتها كونها حاضرة إقليم التجراي بشمال إثيوبيا الذي يزخر بعدد من المعالم السياحية الأثرية .

وهناك في أقصى شمال الإقليم بالقرب من الحدود مع إرتريا تقف قرية النجاشي التي تروي قصة الهجرة الأولى لصحابة الرسول محمد صل الله عليه وسلم، شاهدة على سماحة الشعب الإثيوبي وموقف حاكمة آنذاك خاصة النجاشي الذي لا يظلم أحد عنده .

لتأخذك على الجهة الأخرى من إقليم التجراي مدينة أكسوم بآثارها ومعالمها التي هي الأخرى تحكي عن المسيحية جنبا الى جنب مع التاريخ الإسلامي في بلاد الحبشة .

وإقليم تجراي شمالي إثيوبيا، هو أحد أقاليمها الاتحادية التسعة، كنتاج طبيعي للدستور الذي أنجز بعيد وصول الجبهات الثورية إلى الحكم في مايو / أيار 1991، وانتهاء حقبة هايلي ماريام .

وتحد إقليم التجراي من الشمال إريتريا، ومن الغرب السودان، ومن الشرق إقليم عفار، ومن الجنوب إقليم أمهرا.

ويتميز الإقليم، بوجود أهم المناطق التاريخية للديانتين الإسلامية والمسيحية في إثيوبيا، ومنها قرية النجاشي ومسجدها العتيق، وهو أول مسجد في إفريقيا ، ومدينة أكسوم التي تحتضن الآثار المسيحية والمواقع الأثرية العتيقة كالمسلات والحفريات .

ومن أبرز المعالم بمدينة مقلي النصب التذكاري، وسط العاصمة، والذي يجسد قصة ثورة تجراي، وهو أول ما يلفت انتباه الزائر للمدينة ، وهو أحد أهم المزارات في الإقليم.

فالنصب التذكاري بمتحفه يوثق لـ “شهداء ثورة تجراي”، التي كانت في طليعة الجبهات الثورية ضد الحكم العسكري بقيادة منغستو هايلي ماريام (1974 ـ 1991) .

ويشهد النصب على ثورة انطلقت مطلع 1975، وتوجت بالنصر في 1991، مع بقية الجبهات الثورية ، وامتدت 17 عاما ، وأصبح يحتفل به سنويا كعيد للثورة ، ثورة “جبهة تحرير شعب تجراي” في الـ 19 من فبراير من كل عام .

وشُيد النصب في منطقة “عدي ـ حقي” وسط مدينة مقلي ، تخليدا لذكرى 60 ألف “شهيد” قدمتهم ثورة تجراي من أجل الحرية، وأكثر من 100 ألف شاب فقدوا أجزاء من أجسادهم ، كما يحتوي على قاعات ومكاتب إدارية للثقافة والتراث ، في طابقين.

ومن معالم مدينة مقلي، قصر الإمبراطور يوهانس الرابع ( 1871-1889 )، الذي يقف شامخا وسط المدينة، بعد أن أصبح متحفا قوميا للمدينة، كما يستخدكم جزء منه كمبني لإدارة المدينة .

ويقابله على الجانب الآخر من الجهة الشمالية للمدينة قصر أبرها، الذي يرقد على أعلى تلة بالمدينة، محاطا بحديقة بها مدخلان رئيسيان، كإحدى أهم المنتزهات بالمدينة، ويعود القصر الذي تحول إلى فندق ، لأحد حكام مدينة مقلي في السابق

.

ويوجد بالمدينة العديد من الفنادق الفاخرة بجانب عدد من المصانع ، وآخرها المنطقة الصناعية الكبرى، والتي تحوي العديد من المصانع والشركات .

وهناك جامعة مقلي، التي تمثل الصرح التعليمي الأبرز بإثيوبيا، ومن أكبر جامعات إثيوبيا إلى جانب جامعة أديس أبابا بتأريخها العريق في شرق أفريقيا، يدرس بها عشرات الآلاف من الطلاب في مختلف الكليات والتخصصات مثل الهندسة والطب والصيدلة والعلوم الإنسانية.

كما تتميز مدينة مقلي بنظافتها ومبانيها الحديثة والجميلة، فضلا عن طقسها المعتدل والذي تلطف أجوائه الأمطار من وقت لآخر فهي بحق نجمة الشمال بأجوائها الماطرة في أغلب الأوقات فالسحب والغمام لا يفارق سمائها، كما لا تفارق الأبتسامة والرقة حسناوات المدينة .

ولعل مصدر الأجواء المفرحة بالمدينة هو ارتفاعها لأكثر من ألفين متر والهضاب والتلال التي تطوق المدينة من أغلب جوانبها، فجمال الطبيعة يبدو بإخضرار أرضها والواحات التي تزين شوارع المدينة وطرقاتها الحديثة وضواحيها دائمة الخضرة .

ومن معالم المدينة أيضا سوقها الحيوي بتعدد معروضاته خاصة المحلية من المنتجات والملابس التقليدية ، فالعسل المنتج من الجبال والتلال هناك متميز بلونه الأبيض وطعمه ، بجانب أن القهوة في إقليم تغراي وخاصة حاضرته مقلي ، لها مذاق ونكهة مختلفة وللطقوس التي تصاحبها كما أغلب قوميات إثيوبية لكن هناك عبارات وطقوس تتبعها ربما هي سر التميز .

وتشهد المدينة مهرجانات قومية وشعبية بإستمرار ، بينها وأهمها مهرجان “أشندا”.. و تعني عند قومية التغراي، العشب الأخضر الطويل الذي تلبسه الفتاة حول خصرها في المناسبة، ويعرف هذا العيد في إقليم التجراي، بعيد الفتيات، حيث تحتفل به مدن وقرى تجراي في الفترة من 21 – 25 آب/أغسطس من كل عام

جميع الحقوق محفوظة لـ موقع الهجرة

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *