تعرف علي آثار إيرانية “عتيقة” تتصدع وسط غرق حكومي في أزمة السيول

مواقع أثرية تواجه أضرارا في إيران جراء هطول سيول عارمة على مدار الأيام الماضية وسط غياب واضح لمنظومة الطوارئ الحكومية.

تواردت تقارير إخبارية في إيران عن تضرر عدد من المعالم الأثرية العتيقة بمناطق مختلفة من البلاد، جراء هطول سيول عارمة على مدار الأيام الماضية وسط غياب واضح لمنظومة الطوارئ الحكومية التي عجزت عن تصريف مياه الفيضانات التي طمرت مدنا وقرى في 25 محافظة إيرانية على الأقل.

وكشف مساعد رئيس منظمة التراث الثقافي والسياحة والأعمال اليدوية الإيرانية محمد حسن طالبيان عن تسبب الأمطار في حدوث تشققات داخل موقع أثري يعرف باسم “نقش رستم” يحتوي على نقوش حجرية منحوتة على الصخر في نطاق محافظة فارس (جنوب) والتي تصنف ضمن الأقاليم الأكثر تضررا من الفيضانات غير المسبوقة.

وأعرب طالبيان عن أسفه بسبب تضرر هذا الموقع الأثري بشدة في الوقت الراهن، والذي يضم آثارا تعود إلى عصور غابرة تمتد أقدمها إلى أكثر من 1000 عام، فضلا عن وجود 4 مقابر تعود لملوك من الأسرة الأخمينية التي حكمت أغلب أراضي إيران قبل نحو 2000 عام، إلى جانب منحوتات صخرية بارزة.

مياه السيول تتسلل إلى داخل جدران نقش رستم الأثري

وأظهرت مقاطع فيديو متداولة عبر منصات التواصل الاجتماعي تسلل مياه السيول إلى المقابر الأثرية المذكورة، إضافة إلى موقع مقبرة الملك الفارسي القديم “كورش”، مؤسس الأسرة الأخمينية في منطقة “باسارجاد” الأثرية الواقعة بمدينة شيراز، بينما غابت عن المشهد سبل الإنقاذ من قبل المؤسسات الإيرانية المختصة.

وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية “إرنا”، في تقرير لها، أن عدة أماكن استكشافات أثرية تضررت في شمال البلاد بسبب قربها من ضفاف أنهار، بينما أدت السيول الغزيرة إلى تأثر جدار أثري يشتهر بـ”جدار جرجان الكبير” ويُعَد من أكثر الأبنية التاريخية الإيرانية طولا؛ إذ يبلغ طول هذا الجدار نحو 200 كيلومتر.

مياه السيول قرب مقبرة كورش

ويتراوح عرض هذا الجدار الأثري بين 2 و10 أمتار، وينطوي في امتداده على منشآت مثل الخنادق وعدد من القلاع بينما يحتل جدار جرجان المرتبة الثالثة عالميا من حيث الطول، ويرجع تاريخ بنائه إلى القرن الخامس الميلادي بغرض حماية سكان سهول مدينة جرجان الواقعة شمال إيران.

وأثرت الرطوبة الناجمة عن مياه السيول بشكل سلبي للغاية على جدران برج أثري يعرف بـ”جنبد كاووس” المدرج على لائحة التراث العالمي منذ عام 2012، ويبلغ ارتفاعه 70 مترا؛ حيث تم بناء هذا البرج باستخدام الآجر والملاط بشكل أسطواني متعدد الأوجه في محافظة جولستان الواقعة شمال إيران.

ويقع برج كاووس على قمة تلة ترابية ترتفع نحو 15 مترا فوق سطح الأرض، ويبلغ ارتفاعه 55 مترا وعند إضافته الى ارتفاع التلة يصبح المجموع الكلي للبرج 70 مترا، ويعود تاريخ بنائه إلى نحو 1000 عام مضت في حكم الدولة الزيارية التي استوطنت شمال إيران بين عامي 928 و1090 ميلاديا.

الأمر لم ينتهِ عند هذا الحد؛ حيث اجتاحت الفيضانات جسرا تاريخيا في مدينة “آق قلا” التي طمرتها المياه بالكامل في شمال البلاد، إلى جانب غرق بنايات تاريخية بشكل حرج للغاية في محافظة مازنداران الشمالية، وكذلك آثار مدينة شوشتر الجنوبية التي تحتوي على قنوات ري وسدود وطواحين بعضها يعود تاريخ تدشينه إلى القرن الخامس قبل الميلاد، وكذلك معالم أثرية بمحافظتي كردستان وآذربيجان الغربية.

وتسود مخاوف من تضرر مواقع أثرية أخرى بعضها حمامات وجسور وقباب ومنحوتات صخرية، في الوقت الذي تبدو السلطات الإيرانية عاجزة تماما عن الحد من تداعيات الكارثة البيئية التي ألحقت أضرارا بالغة في قطاعات مختلفة تنوعت بين شبكات الكهرباء والزراعة وغيرها.

جميع الحقوق محفوظة لـ موقع الهجرة

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *