تعرف علي أخطر ٢٤ ساعة جوا.. مهمة انتحارية لنقل المصريين من ووهان الصينية

“العين الإخبارية” ترصد كواليس رحلة الإخلاء من “ووهان” إلى العلمين، والتي شملت ٣ فحوصات لـ٣٠١ راكب جميعها سلبية، وعزل العائدين ١٤ يوما

عادت إلى مطار العلمين الدولي، مساء الإثنين، طائرة خاصة من طراز إيرباص A330/200 تابعة لشركة سياف إحدى شركات وزارة الطيران المدني قادمة مباشرة من مطار ووهان بالصين وعلى متنها ٣٠١ مصري بعد انتشار فيروس كورونا القاتل بين سكان المدينة.

وجاء ذلك تنفيذا لتوجيهات القيادة السياسية لاتخاذ الإجراءات اللازمة لعودة من يرغب من المصريين المقيمين في مدينة ووهان الصينية بعد انتشار فيروس كورونا المستجد بها.

وأفادت مصادر بوزارة الطيران المدني بأن الطائرة هبطت بمطار العلمين، مساء الإثنين، وعلى متنها ٢٩٠ راكبا بالإضافة إلى ١١ رضيعا، كما تم تجهيز مطار العلمين ومراجعة خطة الإخلاء بالتعاون مع وزارة الداخلية والقوات المسلحة المصرية، حيث تم اختيار محافظة مطروح لاستقبال العائدين، باعتبارها أقل الأماكن تلوثًا كما أن مدينة العلمين تضم مطارا ضخما يسمح بتطبيق إجراءات الحجر الصحي التي صاحبت عملية الوصول، على أعلى مستوى.

وكان في استقبال الطائرة الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة في مصر، والتي تابعت وجود المستلزمات الطبية كافة وفقاً لاشتراطات منظمة الصحة العالمية، لوقاية الطاقم الطبي والإداري وضباط الداخلية.

كما راجعت وزيرة الصحةخطة نقل الوافدين بداية من مهبط الطائرة حتى الوصول إلى مقر إقامتهم بالحجر الصحي، وراجعت تمركز سيارات الإسعاف ذاتيه التعقيم المنتشرة بمهبط المطار، حيث وصل المصريين برفقة 14 فردًا من طاقم الطائرة بينهم 8 أفراد من الفريق الطبي المرسل من وزارة الصحة المصرية.

عزل

بمجرد أن هبطت الطائرة تم توقيع الكشف الطبي على جميع المصريين العائدين من الصين، وكان في انتظارهم 7 حافلات تولت مهمة نقلهم للحجر الصحي وعزل الجميع بالإضافة إلى طاقم الطائرة لمدة ١٤ يوما تحت الملاحظة الدقيقة.

وشملت إجراءات العزل كل من تعامل معهم منذ دخولهم الطائرة وحتى منطقة الحجر الصحي، حيث تم اتخاذ التدابير الصحية الأولية اللازمة فور استقبال المصريين القادمين من الصين.

خطورة الموقف

تم اختيار مطار العلمين نظرا لخطورة الموقف، حيث يجب على السلطات تطويق مكان وقوف الطائرة من طرف السلطات الطبية المختصة بعيدا عن المسافرين العاديين، من أجل التأكد من سلامة المواطنين كأولوية قصوى، وبعد ذلك التأكد من المعدات الخارجية والداخلية للطائرة التي رست في مطار ووهان لأكثر من ٤ ساعات، حيث جرت عملية تعقيم دقيقة وشاملة لها، طالت أجزاء الطائرة ومقاعدها ومرافقها المختلفة وأنظمة التكييف والتهوية العاملة فيها.

هدية من مصر للطيران

تم إرسال مع الرحلة 10 أطنان من المُستلزمات الوقائية هدية تضامن من الشعب المصري إلى الشعب الصيني الصديق؛ انطلاقاً من حرص مصر على التضامن مع الصين في مواجهة فيروس كورونا المستجد، وذلك بتكليف من الرئيس عبدالفتاح السيسي.

إنجاز مصري كبير

وصف أطقم الضيافة العائدين على متن الرحلة، عملية الإخلاء بـ”الإنجاز الكبير”، لأن الطائرة المصرية هي الوحيدة تقريباً التي تمكّنت من الهبوط في مطار ووهان، بعد أن كان شبه خالٍ من الطائرات.

وعن مسار الرحلة يروي أحد أفراد طقم الضيافة الذي رافق الرحلة أن الرحلة انطلقت من مطار القاهرة مباشرة إلى ووهان في رحلة استغرقت أكثر من ١٢ ساعة متواصلة.

وقدم الفريق الطبي خلال رحلة السفر الإرشادات لطاقم الطائرة عن كيفية التعامل مع الأوضاع في ووهان، خاصة بعد الهبوط في المطار، إضافة إلى أهمية ارتداء الطاقم الملابس الخاصة بالوقاية من انتقال الفيروس، حتى الوصول إلى القاهرة.

وعقب هبوط الطائرة بمطار ووهان الصيني تم التواصل مع السلطات الصينية لإنهاء إجراءات مغادرة الركاب المصريين في أسرع وقت ممكن، وبالفعل وجدوا الجالية المصرية على أهبة الاستعداد لاستقلال الطائرة المصرية.

وخصص مطار ووهان غرفة معزولة للركاب المصريين ليتمكن الفريق الطبي المصري من إجراء الفحوصات الطبية عليهم داخلها، وبمجرد أن دخل الفريق الطبي الغرفة وجد أن جميع الركاب يرتدون الكمامات والقفازات منذ خروجهم من منازلهم وحتى وصولهم المطار، خوفًا من العدوى بفيروس كورونا.

يشار إلى أنه تم نقل الطلاب المصريين وأسرهم لدى مغادرتهم مدينة ووهان الصينية من مقر سكنهم إلى مطار ووهان بعدد من الأتوبيسات المجهزة طبقًا لإجراءات وقائية مشددة من خلال توفير الكمامات وقفازات للأيدي والمطهرات للوقاية من انتقال العدوى إليهم، أثناء رحلتهم إلى المطار ومن ثم عودتهم إلى أرض مصر.

ووقع الفريق الطبي المصري الكشف الطبي على الركاب واحدا تلو الآخر حتى تأكد تماماً من خلوهم من أي أعراض للفيروس، حيث جاءت جميع النتائج سلبية، وعليه تم السماح للركاب باستقلال الطائرة.

يشير أحد أفراد طقم الضيافة إلى أن الرحلة انتقلت من مطار ووهان في طريقها إلى مصر بعد السماح لها بالإقلاع من قبل سلطات المطار، وطوال رحلة العودة قام فريق الضيافة بمتابعة جميع الركاب وتوفير كل سبل الراحة لهم، وبدوره تابع الفريق الطبي الحالة الصحية للركاب كافة، وخاصة الأطفال حيث كان على متن الطائرة ١١ طفلا.

ويروي أحد المصريين العائدين من الصين رحلتهم، قائلا إنهم بمجرد وصولهم المطار حرروا استمارة بالبيانات، تمهيدًا لإجراء الكشف الطبي من قبل السلطات الصينية والفريق الطبي المصري للبدء بالصعود إلى الطائرة.

ويضيف بدأت عملية الكشف الأولي من خلال مجموعة من الأطباء التابعين إلى السلطات الصينية بداخل إحدى القاعات بالمطار، وهم يرتدون الزيّ الخاص بالوقاية من نقل الفيروس.

وتابع: “الفريق الطبي فحص كل ما معنا من أدوات”، مشيرا إلى أن السلطات الصينية تولي اهتماما شديدا بالاطمئنان على الجالية المصرية قبل العودة إلى مصر.

ويقول راكب آخر، إنه تم الكشف على جميع المصريين قبل دخول المطار وكان كل المصريين العائدين من مدينة ووهان جميعهم غير مصابين وغير مشتبه في أحد منهم.

فحص ثالث على أرض الوطن

وبمجرد أن هبطت كان في استقبال المصريين العائدين من الصين فرق طبية من وزارة الصحة وسلطات مطار العلمين، وتم إنهاء إجراءات وفحص 301 شخص للمرة الثالثة عقب فحصهم من الفريق الطبي المصاحب للرحلة والفرق الطبية الصينية بمطار ووهان.

ونقل المصريين العائدين من “ووهان الصينية” إلى الأتوبيسات المعقمة التي أقلتهم إلى مكان الإقامة والحجر الصحي، بأحد فنادق مدينة مرسى مطروح، تحت حراسة أمنية مشددة، ومرافقة الفرق الطبية وسيارات الإسعاف، إلى مقر الحجر الصحي.

وأكد مصدر طبى من المتواجدين بالمطار أنه لم يكتشف أي حالات اشتباه في إصابة أي فرد من الوفد بالأمراض المعدية، واستقل الركاب الأتوبيسات المجهزة، وسط إجراءات احترازية وطبية مكثفة، حيث أعدت وزارة الصحة بالتعاون مع الجهات المعنية، أماكن الإقامة وتجهيزها على أعلى مستوى، بفندق المشير أحمد بدوي في مدينة مرسى مطروح، خلال فترة العزل الصحي، لمدة 14 يوما.

وتضمنت تجهيزات أماكن الإقامة، توفير جميع الاحتياجات المعيشية، داخل كل سكن بما في ذلك توفير تليفون محمول بدون كاميرات لغرض الاتصال فقط، ومزود بخط اتصال مفتوح، للتواصل مع ذويهم وطمأنتهم.

وأوضح المصدر، أنه تم تجهيز شاليه، داخل الفندق، لكل أسرة أو فرد، طبقاً لبيانات القادمين من الصين، بكل ما سيحتاجونه، بداية من فرش الأسنان والمعجون وماكينات الحلاقة، ووسائل النظافة الشخصية، وحفاضات الأطفال، وبعض الملابس الداخلية، وكل ما سيحتاجونه وأكثر تم توفيره داخل السكن، لكيلا يحتاجوا لشيء خلال فترة إقامتهم، كما تم توفير تليفون محمول بدون كاميرا ومزود بخط اتصالات مفتوح، للتواصل مع ذويهم، مضيفاً أنه سيتم سحب أي تليفونات أو كاميرات من العائدين من الصين، لمنع التصوير أو نشر صور من داخل منطقة العزل الصحي.

وكانت محافظة مطروح، أصدرت بيانا بتكليف من اللواء خالد شعيب محافظ مطروح، لطمأنة المواطنين، وقطع الطريق على الشائعات المغرضة، و”أن ذلك الإجراء هو مجرد إجراء احترازي، تقوم به مصر للاطمئنان على أبنائها العائدين من الصين، وأغلبهم من طلاب الماجستير والدكتوراة من طالبي العلم”.

وتابع البيان: “أن السلطات المصرية عملت على توفير سبل الإعاشة والإقامة للعائدين من الصين مع التأمين الطبي الشامل، للتأكد من عدم حضانة الفيروس، خلال مدة 14 يوما، ومن يتأكد سلامته سيغادر، مع العلم بأنه لا يوجد حالة واحدة ظهرت عليها الأعراض في الخارج، ومن سيُشتبه في إصابته أو يعاني من مرض مزمن، سينقل من فندق القوات المسلحة، بسيارة الإسعاف ذاتية التعقيم، إلى مستشفى النجيلة، المجهزة حالياً بأحدث أجهزة العناية المركزة، ليخضع بشكل تام للحجر الصحي داخل المستشفى”.

كما سيتم العمل على رفع كفاءة الحجر الصحي بمنفذ السلوم البري واستكمال تجهيزه وتهيئته، لاستقبال أي حالات طارئة عبر المنفذ في أي وقت، للفحص والكشف الطبي عليها ضد أية أوبئة أو أمراض معدية أخرى.

واختتم البيان أن مصر وقيادتها الحكيمة وجميع أجهزتها، لا تألو جهداً فى الحرص على أبنائها وحمايتهم، والاطمئنان عليهم ورعايتهم، ومنع أى إضرار بهم سواء داخل مصر أو خارجها.

جميع الحقوق محفوظة لـ موقع الهجرة

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *