أصغر أقليات باكستان في خطر بسبب تدفق السياح


تعرف علي أصغر أقليات باكستان في خطر بسبب تدفق السياح

قبيلة كلاش إحدى أصغر أقليات باكستان التي تحتفظ بتقاليدها تواجه الخطر بسبب تطفل السياح وعاداتهم

فيما ترقص نحو 100 امرأة من قبيلة كلاش احتفاء بحلول الربيع، يصوّر عشرات السياح وجوههن ما يثير انزعاجا لدى أفراد إحدى أصغر أقليات باكستان التي تواجه تهديدا جراء تدفق السياحة.

وفي منتصف مايو/أيار، يحتفل أفراد هذه القبيلة غير التوحيدية التي ينتسب إليها نحو 4 آلاف شخص يتوزعون على 3 وديان نائية في شمال باكستان، بعيد “جوشي” الذي يرمز لنهاية الشتاء الذي كان قاسيا بشدة هذه السنة.

ويحتفل أفراد القبيلة بهذا الموسم الجديد عبر إحياء حفلات زفاف وتقديم أضاح حيوانية، لكن هذه الفترة تشهد أيضا تدفقا للزوار الذين يأخذ السكان الأصليون عليهم سلوكا لا يراعي خصوصيات هؤلاء.

وفي الاحتفالات، يوجه الزوار آلات التصوير في هواتفهم المحمولة نحو نساء قبيلة كلاش اللواتي يلفتن الأنظار بملابسهن الملونة وزخارف اللؤلؤ والأصداف على شعرهن، في بلد محافظ ترتدي أكثرية نسائه في العادة ملابس لا تلفت الانتباه.

ويقول المرشد السياحي المحلي إقبال شاه: “بعض السياح يستخدمون آلات التصوير كما لو أنهم في حديقة حيوانات”.

ويضيف “لكننا لسنا في حديقة حيوانات”، مبديا أسفه إزاء “الأفكار الخاطئة” المنتشرة عن ثقافة هذا الشعب الذي ينتمي إليه.

وفي العام الماضي، أحيل سائح من مدينة بيشاور على المحاكمة وأرغم على الاعتذار بعدما صور نفسه خلال مضايقته مجموعة من النساء.

وفي بومبورات، تدعو لافتات الزوار إلى طلب الإذن من القرويين قبل تصويرهم وعدم “مضايقة النساء”.

ويقول ياسر كلاش نائب رئيس اتحاد أصحاب الفنادق في المنطقة “نستقبل كل سائح يأتي إلى هنا، لكننا نطلب إليهم أيضا أن يحترمونا”.

ويشكل تنظيم القطاع السياحي معضلة لقبيلة كلاش إذ يمثل مصدر الدخل الرئيسي لهؤلاء منذ الفيضانات التي أتت في 2015 على نحو 40% من أراضيهم الزراعية، وفق سكان كثر.

وفتح نحو 40 فندقا ونزلا الأبواب في المنطقة، وفق ياسر كلاش، ما وفّر فرص عمل كثيرة لأبناء هذه القبيلة الآخذة أعدادهم في التراجع.

ثقافة في خطر

ويقول مدير المتحف المحلي في المنطقة أكرم حسين إن قبيلة كلاش التي كان أفرادها يستوطنون في الماضي مساحات شاسعة تمتد من إقليم كشمير عند الحدود الهندية الباكستانية إلى ولاية نورستان الأفغانية، باتوا اليوم الأقلية الأصغر في البلاد ويقتصر وجودهم على حفنة من القرى.

وقد يكون هذا الشعب ذو البشرة البيضاء ولون العينين الفاتح متحدرا من جنود الإسكندر الأكبر الذي غزا المنطقة في القرن الرابع قبل الميلاد.

ويظهر أحدث إحصاء أن تعداد أفراد القبيلة لم يعد يتخطى 3872 عضوا.

ويحذر أكرم حسين “إذا لم نتلق المساعدة سيكون مصيرنا الزوال”.

جميع الحقوق محفوظة لـ موقع الهجرة

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *