“أوتيل الأخلاق”.. كيف تحول هذا الدير إلى فندق شهير؟


تعرف علي “أوتيل الأخلاق”.. كيف تحول هذا الدير إلى فندق شهير؟

استفاق المهندس الروماني أنطونيو بيلوسي من غيبوبته ليجد الحادث قد نال من جسده.. فقرر إنشاء “فندق الأخلاق”

قبل عدة أعوام انقلبت حياة المهندس الروماني أنطونيو بيلوسي، الذي كان في أوج نجاحه كخبير في قطاع الفنادق، عندما تعرض لحادث مروع لدى قيادته درجاته النارية، وهو الحادث الذي أدخله في غيبوبة طويلة.

وفي عام 2007 استفاق بيلوسي من غيبوبته بمعجزة كما يقول، لكن المهندس الذي كان في الأربعينات من عمره، فوجئ بأن الحادث نال من جسده وأعاقه، بيد أن تجربته مع الإعاقة ألهمته للخوض في مشروع فريد من نوعه.. فندق يعتمد بشكل كبير على أصحاب الهمم في طواقمه وموظفيه.

حلم بيلوسي لم يلبث أن تحول إلى حقيقة، إذ اعتمد المهندس الروماني على شبكة واسعة من العلاقات التي كونها خلال مسيرته المهنية بقطاع الفنادق في روما، ليقع اختياره على دير قديم للراهبات في أحد الشوارع الشهيرة بالعاصمة الإيطالية، ومستغلا السحر القديم في المبنى قام بتحويله إلى فندق مجهز بجميع وسائل الراحة الحديثة.

“فندق الأخلاق Albergo Etico” كان الاسم الذي أطلقه بيلوسي على مشروعه الجديد المكون من 18 غرفة وساحة استقبال وحديقة، ويقع الفندق على بعد خطوات من “ساحة الشعب piazza del Popolo” في العاصمة الإيطالية.

“لدى استفاقتي من الغيبوبة كانت لدي رغبة في البدء من جديد وفتح آفاق أوسع أمام ذوي الهمم الذين يواجهون المشقات في حياتهم.. أردت أن منحهم فرصة جديدة للحياة من خلال العمل”، يقول بيلوسي لصحيفة “leggo” الإيطالية.

الصحيفة وصفت المشروع بأنه “أكثر من مجرد فندق”، وقالت إنه مكان سحري مثالي لقضاء عطلات نهاية الأسبوع.

ويتميز “فندق الأخلاق” بأن نصف عدد موظفيه من ذوي الإعاقات الجسدية أو الذهنية أو الحسية، ويتم استدعاؤهم للعمل جنباً إلى جنب مع خبراء في مجال الفندقة، مع توفير برامج تدريب لمدد تتراوح بين 12 إلى 18 شهراً لأصحاب الهمم الآخرين في جميع المهام الفندقية، بداية من تنظيف الغرف وتحضير وجبات الإفطار إلى الترحيب بالنزلاء.

ويقول بيلوسي “أردت الجمع بين تجربتي الشخصية مع الإعاقة وشغفي بالعمل، فبعد حادث الدراجة النارية ومواجهة تجربة ما بعد الغيبوبة، أدركت مدى أهمية العمل لذوي الهمم لبناء هويتهم، وكنت دائماً شخصاً واثقاً تماماً من قدراتي، ولكن أحياناً تدمرك الإعاقة وتقلل يقينك وإيمانك وثقتك بنفسك، لذا أعتقد أن العمل جزء مهم من النهوض مرة أخرى، ومن هذا المنطلق اخترت تنفيذ هذا المشروع، لمنح هذا اليقين للآخرين أيضاً”.

وأضاف: “اليوم يوظف فندق الأخلاق 16 شخصاً بشكل دائم، بينهم 8 من أصحاب الهمم، باختلاف أعمارهم ومهامهم المقسمة بين الطوابق والقاعات والاستقبال، كل ذلك بالتدريب الجيد الذي يُنفذ بموجب تعاقد واضح”.


أما عن الخطط المستقبلية لهذا المشروع الفريد من نوعه في روما، قال بيلوسي: “نركز على التدريب لإعطاء شبابنا فرصة للخروج من هذه التجربة مؤهلين للعمل في الخارج.. نريد التوسع وإعطاء ذوي الهمم الآخرين الفرصة للمجيء والتجربة هنا، نحن فقط البداية”.

وحسب الصحيفة، فإن تجهيز فندق الأخلاق تكلف 1.5 مليون يورو، وهو مشروع خيري حيث توجه جميع إيراداته لدفع رواتب الموظفين وإيجار المبنى وغيرها من التكاليف الثابتة، أما الأرباح فيتم التبرع بها لمنظمات أخرى غير ربحية تدعم أصحاب الهمم.

جميع الحقوق محفوظة لـ موقع الهجرة

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *