تعرف علي “إينال” شاهد على روعة العمارة الإسلامية.. حمام “اللي اختشوا ماتوا”

حمام “إينال” من أقدم الحمامات الشعبية الذي بقي شاهدا على روعة العمارة الإسلامية وأقدم الطقوس الاجتماعية التي اعتاد عليها البسطاء

زيارة الحمامات الشعبية كانت من أهم الطقوس التي حرص عليها المصريون قديماً، ومع مرور الوقت تحولت تلك الحمامات إلى ما يُعرَف الآن بـ”السبا”.

ويعد حمام “إينال” الكائن في حي الجمالية الشعبي من أهم حمامات القاهرة العثمانية، إذ بني منذ 700 عام تقريباً وهو شاهد على روعة العمارة الإسلامية وأقدم الطقوس الاجتماعية التي اعتاد عليها البسطاء.

وشَيّد حمام “إينال” السلطان الملك الأشرف أبوالنصر إينال بن عبدالله العلائي في عام 861هـ/1456م حسب النص الموجود أعلى الباب الرئيسي، أي قبل وفاة السلطان الأشرف إينال بـ4 أعوام، وهو السلطان الـ12 من الجراكسة، وكلمة “إينال” هي كلمة جركسية من مقطعين وتعني “شعاع القمر”.

ويتميز الحمام عن غيره بنظام الإضاءة التي تعطي الراحة والهدوء، فو عبارة عن قباب سماوية مقسمة إلى أركان ومكسوة بالزجاج الملون الذي يعكس الإضاءة الخارجية.

ويتكون الحمام من مدخل مائل، وقاعة للاستقبال مربعة ذات سقف من عروق خشبية يطلق عليها “براطيم” تتوسطه شخشيخة بها 28 نافذة ملونة، وفي الضلع الشمالي لهذه القاعة فتحة باب تؤدي إلى حجرة خلع الملابس ذات أرضية من بلاط حديث يغطيها قبو متقاطع، تتوسطه فسقية حجرية دائرية وتحيط بقاعة الاستقبال 4 سدلات، ومغطس هذا الحمام مربع تغطيه قبة ضحلة بسيطة بها فتحات صغيرة للتهوية.

ويقول الدكتور أحمد سالم، الأستاذ بكلية الفلسفة والآداب قسم التاريخ وآثار العصور الوسطى جامعة غرناطة- إسبانيا، إن فكرة بناء الحمامات الشعبية لم تكن فكرة عربية بل هي فكرة رومانية، إذ كانت موجودة لدى الرومان بشكل كبير، وتناقلها العرب من الشرق إلى الغرب خلال التنقلات والرحلات وانتقال عبدالرحمن الداخل “صقر قريش” من سوريا إلى الغرب “الأندلس”.

وعن تكوين الحمامات يضيف سالم: “الحمام مكون من 4 أماكن سواء في المغرب والأندلس أو الشرق مصر وسوريا والعراق؛ هي قاعة الاستقبال والغرفة الباردة لتغيير الملابس ثم الغرفة الدافئة للتدليك والمساج والغرفة الساخنة للاستحمام”، مشيراً إلى أنَّ قاعة الاستقبال في المغرب والأندلس كانت تشبه الحجرات الموجودة في القصور.

وعن “إينال”، يقول سالم إنَّه بُني منذ 700 عام في عصر السلطان إينال المملوكي، فهو من مماليك البرجية الشركية وحكم من القلعة في شارع المعز لدين الله الفاطمي، ويؤدي مدخله الرئيسي إلى ممر منكسر حتى لا يرى المارة الحمام من بالداخل.

ويضيف: تناقلت الألسنة مثلاً شهيراً ارتبط بهذا الحمام، وهو “اللي اختشوا ماتوا”، وذلك بعدما اشتعلت النيران بالحمام من خلال الغرفة الساخنة وحاصرت مجموعة من السيدات، منهن من استطاع الهرب عاريات ولكن ظلت الأخريات “اللي اختشوا” بالداخل ومتن حرقاً، مشيراً إلى أنَّ تلك القصة غير موثقة في أي مرجع تاريخي ولكنها مجرد أقاويل ترددت.

جميع الحقوق محفوظة لـ موقع الهجرة

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *