تعرف علي البندقية تخرج من سجن كورونا.. في انتظار السياح

الحياة عادت للمدينة السياحية، لكن بدلا من صخب السياح، أصبحت شوارعها تعج بفرق التطهير داخل المتاجر استعدادا لاستقبال الزوار.

من جديد، بدأت الحياة تدب في شوارع البندقية، بعد أن أصابها الفيروس بالشلل طيلة الأسابيع الماضية.

في يوم 18 مايو/أيار من 2020، التقطت المدينة السياحية أنفاسها بمجرد أن رفعت السلطات الإيطالية القيود المفروضة على معظم أنحاء البلاد وأنهت الحظر المفروض منذ 10 مارس/آذار بسبب فيروس كورونا.

عادت الحياة إلى طبيعتها في المدينة ذات الشعبية السياحية الهائلة، لكن بدلا من صخب السياح الذي اعتادت عليه، أصبحت شوارعها تعج بأصوات المكانس الكهربائية وفرق التطهير داخل المتاجر استعدادا لاستقبال الزوار.

والسؤال الذي يطرحه أصحاب المحلات في المدينة: من هم زوار البندقية بعد ما تحولت إلى مدينة سياحية مهجورة، وفقا لشبكة (سي إن إن) الأمريكية.

حسب وزارة السياحة الإيطالية، يزور البندقية نحو 30 مليون سائح من جميع أنحاء العالم سنويا، ما يضخ في الاقتصاد المحلي نحو 2.5 مليار دولار، لكن نسبة قليلة جدا من هؤلاء الزوار كانت من الإيطاليين.

يقول ماتيو سيكي، رئيس شركة (Venessia) السياحية، إن هناك إيطاليين لم يسبق لهم الاستمتاع بإطلالة هذه المدينة العائمة.

وأضاف: “السياح لن يعودوا إلى البندقية حاليا بالرغم من فتحها، حتى يتم فتح الحدود والسماح بالسفر الدولي”.

وأكد سيكي: “عندما أغلقت المدينة وكان بداخلها أهلها فقط، ظهر لأول مرة عددنا القليل جدا”.

ويرى كثيرون في البندقية أن الوباء فرصة لتطبيق ما عجزت حكومة المدينة عن القيام به في الماضي، وهو إعادة التفكير في السياحة الزائدة ومحاولة خلق نوع جديد من السياحة المستدامة للمدينة الهشة، وأكدوا أن ما سيحدث في البندقية خلال المرحلة المقبلة سيكون حاسما لمستقبلها.

افتقار السياح

من جانبها قالت جين دا موستو، رئيسة جمعية (We Are Here Venice) غير الهادفة للربح، إنها كانت تحارب من أجل نشر فكرة السياحة المستدامة في البندقية، وهي ترى وباء كورونا المستجد كنقطة تحول لهذه المدينة.

وأضافت: “البندقية الآن هي التي طالما كنت أحلم بها، فقط مزيد من المقيمين. لا تعد مشكلة البندقية هي افتقار السياح بل الافتقار إلى المقيمين الدائمين. ومع بدء توافد مزيد من المحليين المقيمين، ستعكس المدينة ثقافتها وأسلوب الحياة المذهل بصورة أكبر، ما سيجعل السياح أكثر استمتاعا بها”.

قبل تفشي وباء كورونا المستجد، سقطت البندقية ضحية لشعبيتها الخاصة وسط صراع متفاقم بين السياحة الزائدة التي تغذيها شعبية السفن السياحية وانخفاض تكاليفها والسفر الجوي منخفض التكلفة، علاوة على الانخفاض المطرد للسكان المحليين الذين فروا من المدينة بأرقام قياسية بسبب الغزو السياحي.

وتعرضت مدينة البندقية للعديد من الأوبئة قبل ذلك، حتى أن كلمة الحجر الصحي ظهرت لأول مرة فيها ضمن استجابة المدينة للطاعون قبل أكثر من 700 عاما حيث كانت مركزا تجاريا قويا يجذب التجار من جميع أنحاء العالم.

مراكب الجندول

ورصدت وكالة الأنباء الفرنسية، عودة مراكب الجندول الشهيرة الإثنين، إلى القناة الكبرى في البندقية ناقلة عددا قليلا جدا من الركاب لعبور هذا المجرى المائي بانتظار عودة السياح الغائبين راهنا.

وقد نقل سائقا مركب بعدما وضعا قناعين وقفازات في الجندول الأسود قبل ظهر الإثنين راكبا وحيدا لعبور القناة الكبرى.

ويعتمد التباعد الاجتماعي على متن المركب مع مسافة متر فاصلة بين المقعد والآخر رسمت حدودها بواسطة شريط لاصق على أرضية الجندول.

ويحق لهذه المراكب التي تشتهر بها البندقية نظريا استئناف نشاطاتها لكن الحركة تبقى بطيئة جدا مع غياب السياح عن المدينة. ويبقى عدد المراكب قليلا جدا في المياه.

ويفترض أن تستأنف نشاطها فعلا بعد إعادة فتح الحدود أمام السياح الأوروبيين في الثالث من يونيو/حزيران.

جميع الحقوق محفوظة لـ موقع الهجرة

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *