تعرف علي السياحة المفرطة.. هل أنهت الجائحة على “بعبع” المدن الشهيرة؟

كانت “السياحة المفرطة” هي الكلمة الأكثر ترددًا في 2019، مع معاناة الوجهات السياحية من آثار الزوار.. لكن بعد كورونا هل اختفت الأزمة؟

وفي ظل التخطيط والتكهنات والتوقعات، هناك شيء واحد لا يمكن لتلك الوجهات تصوره، ألا وهو اتجاه قطاع السفر إلى التوقف مع انتشار “كوفيد-19” حول العالم، بحسب شبكة “سي إن إن” الأمريكية.

وأجبر الحظر المفروض على السفر والحجر الصحي وعمليات الإغلاق على مستوى البلاد معظم المسافرين للبقاء بالمنازل، لتعيش الوجهات السياحية، التي كانت تعاني بسبب ضخامة أعداد السياح، حالة ترنح.

لكن هل انتهت “السياحة المفرطة” حقًا؟ في هذا التقرير تستعرض “سي إن إن ترافيل” الوضع الراهن.

برشلونة – إسبانيا

لطالما كانت مدينة برشلونة مقصدًا سياحيًا منذ مسابقة الغوص الأوليمبية لعام 1992، التي كشفت جمال المدينة أمام الجمهور الدولي. واليوم تولد السياحة ما يتراوح ما بين 12 إلى 14% من إجمالي الناتج المحلي للمدينة و9% من إجمالي العمالة.

لكن في السنوات الأخيرة، بدأ مسؤولو المدينة والسكان، الذين أنهكتهم السياحة المفرطة، إعادة النظر في اعتمادهم على أعمال العطلات.

وطبقًا لـ”سي إن إن”، قدمت برشلونة قبل جائحة فيروس كورونا المستجد سلسلة تدابير مصممة لعلاج بعض آلام السياحة المفرطة، مثل: القيود على منازل العطلات المستأجرة، وفرض ضريبة السياحة، وتشجيع المسافرين على زيارة المناطق الكائنة خارج المدينة القديمة المكتظة.

وبعد انتهاء الإغلاق الصارم الذي فرضته المدينة، لم يكن أمام برشلونة سوى فترة وجيزة يمكن للسياح زيارتها خلالها، قبل أن تجد إسبانيا نفسها ضمن قوائم الحجر الصحي للدول.

وبنهاية سبتمبر/أيلول الماضي، تراجعت السياحة الدولية بنسبة 77%. واليوم، تكافح المدينة، كما باقي دول أوروبا، للسيطرة على الزيادة الجديدة في إصابات فيروس كورونا الجديد، كما جرى فرض حظر ليلي في محاولة للسيطرة على الوضع.

البندقية – إيطاليا

ربما تكون البندقية الوجهة الأكثر ارتباطًا بالسياحة المفرطة؛ فلطالما كانت زيارة المدينة الإيطالية بمثابة مساحة استراحة للكثيرين.

لكن مع زيادة أعداد السياح على مدار العقد الماضي، احتج السكان على الأمر، وجرى وضع لوائح تنظيمية وقواعد جديدة على مر السنين لمعالجة تدفق الزوار.

وفي حين جرى وضع رسوم على الرحلات اليومية في التواريخ التي تشهد إقبالا دائم ليبدأ تطبيق النظام في يوليو/تموز 2020، تم تأجيل الأمر في النهاية.

وأصبح شمالي إيطالي أحد أول المناطق الأوروبية التي تتحمل العبء الأكبر لجائحة كورونا المستجد نهاية فبراير/شباط، حيث خضعت لإغلاق وبدأت تعيش أشهر بدون سياح.

وعندما أعيد فتح الحدود الدولية، لم تقترب حتى أعداد الزوار بالأرقام التي شهدتها في السنوات السابقة.

وعانت كثير من الوجهات السياحية الأخر، من المدن التاريخية مثل أمستردام وبراغ إلى خليج مايا باي في تايلاند وشواطئ بالي، من آثار الأعداد الكبيرة للسياح خلال السنوات الأخيرة. والآن، يعانون أيضًا من تداعيات قلة أعداد الزوار.

وبالرغم من أن السياحة المفرطة قد تكون أعاثت فسادًا بالوجهات السياحية، لكن اتبعت الظاهرة أنماطًا يمكن التنبؤ بها، مثل: شهرة المكان، تدفق الناس هناك. في المقابل، لا يمكن التنبؤ بـ”كوفيد-19″، أو على الأقل ليس على المدى الطويل.

سجلت حركة وفود السياح الدوليين تراجعاً حاداً بنسبة 70% في العالم في الـ8 أشهر الأولى من 2020 مقارنة بـ2019، بسبب تفشي وباء كوفيد-19.

وأعلنت منظمة السياحة العالمية، أمس الثلاثاء، أن شهري فصل الصيف اللذين يشكلان عادةً موسماً سياحياً ناشطاً في نصف الكرة الأرضية الشمالي، كانا كارثيين. فقد شهدا تراجعاً في عدد السياح بنسبة 81% في يوليو/ تموز الماضي مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي، و79% في أغسطس/آب الماضي.

وتشير المنظمة، في بيانها، إلى أن هذا الانهيار يمثل تراجعا قدره 700 مليون في عدد السياح وخسائر تصل قيمتها إلى 730 مليار دولار للقطاع السياحي العالمي “أي أكثر من ثماني مرات من الخسائر المسجلة بعد الأزمة المالية العالمية في 2009”.

جميع الحقوق محفوظة لـ موقع الهجرة

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *