تعرف علي السياحة في هافانا تدفع فاتورة حظر سفن الاستجمام الأمريكية

قرار حظر سفن الاستجمام الأمريكية من التوقف في كوبا دخل حيز التنفيذ يونيو الجاري ما حرم العاملين بالقطاع السياحي من مصدر رزق كبير

ركن سائق الأجرة إستيبان إسترادا سيارته الحمراء والبيضاء من طراز “فورد” العائدة لعام 1934 إلى جوار كاتدرائية هافانا إلى جانب سيارات أخرى لم يعد يستقلّها أي زبون من جرّاء حظر سفن الاستجمام الأمريكية مؤخرا من التوجّه إلى العاصمة الكوبية، ما يلقي بظلاله على قطاع السياحة المحلي وفرص العمل المرتبطة به.

ودخل قرار حظر سفن الاستجمام الأمريكية من التوقف في كوبا حيز التنفيذ في 5 يونيو/حزيران الجاري، وهو ما حرم العاملين بالقطاع السياحي من مصدر رزق كبير.

وانتهز إستيبان تحسّن العلاقات الدبلوماسية بين الولايات المتحدة وكوبا في 2014 ليخوض مجال السياحة. فهو يجول بالسياح منذ 5 سنوات على أبرز معالم العاصمة، كجادة ماليكون الساحلية وساحة الثورة والكابيتول.

250 ألف سائح أمريكي

وسرعان ما بات الأمريكيون يشكلون ثاني أكبر فئة من السياح الذين يزورون الجزيرة بعد الكنديين. وفي خلال أول 4 أشهر من 2019، تخطّى عددهم 250 ألفا أي أنه تضاعف مقارنة بعام 2018.

غير أن الأجواء عادت للتوتّر بين البلدين منذ وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض. وما انفكّ الأخير يكثّف العقوبات المفروضة على الجزيرة الاشتراكية. وكانت سفن الاستجمام السياحية آخر من دفع ثمن تشنّج الأجواء، وهي منعت من التوقّف في كوبا، كما كانت الحال منذ 2016.

ويحرم الحظر الدولة الكوبية من ضرائب تجنيها مقابل إرساء السفن. أما الكوبيون المنخرطون في مجال السياحة، فهم يفوّتون عليهم قاعدة زبائن كبيرة.

ويتوافد السياح الأوروبيون عادة في الشتاء فيما يتم مواصلة العمل في مثل هذا الوقت من العام بفضل السياح الأمريكيين الآتين في سفن الاستجمام.

%20 نسبة الإشغال

حتّى مطعم سان كريستوبال الشهير الذي ذاع صيته سنة 2016 عندما قصده الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما مع عائلته لتناول العشاء، يعاني الأمرّين من جرّاء الحظر. ويشتكي صاحبه كارلوس كريستوبال ماركيز (55 عاما) “لا تتخطى نسبة الإشغال 20%، ووفّرنا خدماتنا بالأمس لـ6 طاولات فقط لا غير”، ويضيف “تدهور الوضع بسبب تدابير ترامب هذه التي تطاولنا جميعا”.

وتحول الكثير من العاملين بقطاع السياحة إلى حالة بطالة تقنية، وفقا لما يقوله يويل مونتانو (44 عاما) الذي يضيف “وقت كانت سفن الاستجمام تتوقّف هنا، كانت الحياة تدبّ في البلد.. أما اليوم فبات الوضع محزنا والأماكن خالية”.

ويصرّح بأن ترامب “يريد توجيه ضربة قاضية لكوبا، هو مجنون!”، مبدياً أسفه لغياب الأمريكيين الذين كانوا في نظره “أفضل السياح يتحلّون بسلوك مثالي وبلطف كبير”.

ويؤكّد إيدي باسولتو (42 عاما) صاحب مطعم “أل بيراتا” في الحيّ السياحي، بعد مغادرة آخر سفينة استجمام أمريكية، أن نسبة المبيعات انخفضت بنحو 60%.

جميع الحقوق محفوظة لـ موقع الهجرة

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *