تعرف علي النجدي.. أول رحالة مصري يؤدي مناسك العمرة على دراجة نارية

إبراهيم النجدي بدأ أولى رحلاته بالدراجة النارية في مطلع 2016، وكانت رحلتاه الأولى والثانية داخل مصر، والثالثة للسعودية.

حبه للسفر، وعشقه لرياضة ركوب الدراجات البخارية، كانا حافزا قويا له ليبدأ مرحلة مختلفة، يستكشف خلالها الحياة بمعناها الحقيقي، ويتعرف على الكثير من البشر بعاداتهم وطباعهم وتقاليدهم المختلفة.

بدأ إبراهيم النجدي، ابن محافظة دمياط (شمال مصر)، أولى رحلاته وجولاته بالدراجة النارية في مطلع 2016، وكانت رحلتاه الأولى والثانية داخل مصر، والثالثة للمملكة العربية السعودية، ليصبح أول مصري يؤدي مناسك العمرة سفرا على الدراجة النارية، أما رحلته الرابعة فكانت للهند، والخامسة كانت رحلة حول بحيرة فيكتوريا بمناسبة تنظيم مصر لكأس الأمم الأفريقية 2019.

لا تفارقه أبدا كلمات الإمام الشافعي (والأسدُ لولا فراقُ الأرض ما افترست .. والسّهم لولا فراقُ القوس لم يصب)، والتي تمثل دافعا له للسفر والترحال واكتشاف الدنيا بما فيها، ولكن النجدي لديه فكرة مختلفة عن السفر يبحث لها عن إجابة.

دائما ما كان يدور بخيال النجدي سؤال مهم يطرحه على نفسه وعلى المحيطين به.. ماذا تعرف عن مصر؟ ما هي الأماكن التي يمكن أن نزورها في هذا البلد؟ لم يكن لديه إجابة شافيه يقدمها لأي سائح أجنبي، تجعله شغوفا بزيارة بلدنا.

إبراهيم النجدي بدأ يبحث عن الإجابة بنفسه في أولى رحلات سفره بالدراجة النارية، ورفع شعار “يفوز باللذة كل مغامر .. ويموت بالحسرة كل من يخشى العواقب”، وبدأ جولة في عدد من مدن مصر لمسافة 3 آلاف كيلو متر، واستغرقت الرحلة 9 أيام، زار خلالها العديد من محافظات مصر، والكثير من المدن، اكتشف فيها أمورا لم يكن يعرفها عن بلاده، وأماكن ومعالم مختلفة.

الرحلة الأولى أعطت للنجدي مؤشرات، وبعض الإجابات عن السؤال المسيطر على عقله.. “ماذا نزور في مصر؟”، وهو ما كان دافعا له ليخوض رحلته الثانية في مصر، وسافر النجدي مسافة 6 آلاف كيلو متر، في رحلة استغرقت 15 يوما، بدأها بمدينة دمياط، القاهرة، العين السخنة، مرسى علم، القصير، حلايب وشلاتين، أسوان، الأقصر، شرق العوينات، واحة باريس، الداخلة، الخارجة، الفرافرة، الواحات البحرية سيوة، مطروح، الإسكندرية، فدمياط مرة أخرى، الإسماعيلية، بورسعيد، سيناء من خلال طريق شرم الشيخ دهب، طابا نويبع، شرق التفريعة بورسعيد، ليعود مرة أخرى إلى دمياط.

إجابات كثيرة حصل عليها إبراهيم النجدي بعد أن طاف معظم محافظات مصر، وتعرف على معالمها وحكاياتها وأصبحت لديه حصيلة وقصص عن مصر يرويها للآخرين، عادات وتقاليد مشوقة تستحق أن تكتب وتروى عن مجتمعات لها طبيعتها، واهتماماتها.

أولى رحلات النجدي خارج مصر بالدراجة النارية كانت إلى المملكة العربية السعودية، ليصبح أول مصري يؤدي مناسك العمرة سفرا بالدراجة النارية من بلاده إلى أرض الحرمين الشريفين، وخلال الرحلة قام النجدي بجولة استكشافية بالمملكة العربية السعودية.

أما ثاني رحلات الرحالة إبراهيم النجدي خارج مصر بالدراجة النارية، فكانت في 2017 إلى الهند، واستغرق الإعداد لهذه الرحلة ما يقرب من 4 أشهر، ولم يسافر النجدي بدراجته النارية الخاصة، لارتفاع تكلفة الشحن فقام بتأجير واحدة من هناك، واستغرقت الرحلة نحو 15 يوما، لمسافة 4500 كيلو متر، فطاف خلالها بسلسلة جبال الهمالايا التابعة للهند.

وخلال هذه الرحلة الصعبة ذات الطرق الوعرة خاض النجدي تجربته في أعلى طريق بالعالم وهو ما يعني نقص نسبة الأكسجين بالجو، وأصبح أول مصري يضع علم بلاده على لافتة الوصول بجبال الهمالايا بجوار عدد من أعلام الدول التي وضعت من قبل رحالة من هذه البلاد.

هذه الرحلة كانت مليئة بالمتاعب في ظل نقص نسبة الأكسجين، والطرق الوعرة صعودا وهبوطا وهو ما كان يتطلب جهدا مضاعفا لصعود الطرق، ولكن ما هون كل هذه المصاعب نجاح النجدي في رفع علم مصر متسلقا لأعلى طريقين بالعالم، هما طريق “خاردونج لا” بارتفاع 18380 قدما ما يقرب من 6500 متر عن سطح البحر، بفارق 1500 متر عن قمة أفرست والطريق الثاني هو طريق، “تاجلانجلا” بارتفاع 17582 قدما ما يقرب من 5328 مترا عن سطح البحر، بالإضافة لعبور أخطر طريق في العالم “ساش باس”.

أما الرحلة الثالثة لإبراهيم النجدي خارج مصر فكانت في القارة السمراء بمناسبة تنظيم مصر لبطولة الأمم الأفريقية 2019، وكانت عبارة عن جولة بالدراجة النارية حول بحيرة فيكتوريا، يمر خلالها النجدي بدول كينيا وأوغندا وتنزانيا، ولكن لم يتمكن النجدي من إكمال الرحلة، وعاد إلى مصر قبل أن يصل لخط نهاية الرحلة بعد تعرضه لإصابة.

ويخطط الرحالة المصري إبراهيم النجدي، لرحلة تبدأ من مدينة دمياط، وتنتهي في جنوب أفريقيا وتحديدا مدينة كيب تاون، حيث توجد لافتة عند نقطة التقاء كيب تاون بالمحيط، يسعى النجدي لرفع علم مصر هناك، ليس هذا هو الهدف الوحيد من هذه الرحلة، فهو يسعى لتنشيط سياحة الدراجات النارية في مصر، وأن تصبح اللافتة الموجودة بدمياط عند نقطة التقائها بالبحر المتوسط، في أهمية لافتة كيب تاون التي تجتذب سياحة الدراجات النارية إليها.

رحلات النجدي تتطلب منه مجموعة من الأدوات اللازمة لمعيشته اليومية، حيث يقضي أياما في رحلات السفر، فهو يحتاج لخيمة وكيس للنوم ومجموعة أواني لطهي الطعام، وعدة لإصلاح الموتوسيكل وصيانته وبنزين، ولا يجد النجدي مشكلة في أماكن الإقامة فبمجرد غروب الشمس يخيم في أي مكان سواء في الصحراء أو بجوار الطريق أو في إحدى الحدائق أو محطات الوقود إن كان بإحدى المدن.

خلال رحلاته تعرف النجدي على مجموعة من العادات وشاهد العديد من الغرائب، كان أبرزها “عيد الصلح” في سيوة أو عيد الحصاد، ويكون لمدة 3 أيام في شهر أكتوبر/ تشرين الأول من كل عام، وتحديدا عند اكتمال القمر، وهذا تقليد اعتاده أهالي سيوة منذ ما يقرب من 200 عام، حيث يجتمع كل أهالي سيوة عند “جبل الدكرور” طيلة ثلاثة أيام، وقبلها يتم جمع الخبز الناشف من كل بيوت القرية، وتوضع على بعضها، ويتم تجهيز أكل طيلة الثلاثة أيام “فتة، لحوم” والهدف من ذلك هو إذابة المشاكل والخلافات بين الجميع، وأن يأكل كل شخص من طعام غيره، وهو ما يساعد على تصفية النفوس.

ومن أبرز العادات في النوبة عند الزواج، إذ تختلف طريقة عزومة الأشخاص لحضور العرس، فالنوبة عبارة عن مجموعة من الجزر، وقبل الفرح بنحو 10 أيام تستقل العروسة مركبا صغيرا ومعها مجموعة من السيدات وتقوم بجولة أمام الجزر والبيوت بالمركب، وتقف أمام كل واحدة منها مطلقة الصراخ وكأنه إيذان وإعلام بموعد العرس ودعوة لكل أهل النوبة.

حكايات وقصص وعادات وتقاليد مختلفة تعرف عليها النجدي في جولاته داخل وخارج مصر، لكن تبقى الحقيقة المؤكدة التي أيقن بها النجدي في رحلاته، هي أن السعادة ليست في كثرة مال أو شهرة أو غيرها مما نسعى خلفه في مدننا الكبرى، فقط “الرضا والبساطة” هما المعنى الحقيقي للسعادة.

جميع الحقوق محفوظة لـ موقع الهجرة

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *