تعرف علي الواحات البحرية في مصر.. سحر الطبيعة في قلب الصحراء

الواحات البحرية تحظى بشهرة واسعة من بين أكثر المناطق السياحية جمالا في الأراضي المصرية، حيث تجمع بين سحر الطبيعة والآثار التاريخية

إذا أردت أن تحلق بعيدا، فما عليك سوى أن تتجه على بعد 365 كيلومترا إلى الجنوب الغربي من محافظة الجيزة، حيث “الواحات البحرية” التي تقع في قلب صحراء مصر الغربية.

نالت الواحات البحرية شهرة واسعة من بين أكثر المناطق السياحية جمالا في الأراضي المصرية، فهي منطقة سياحية تتميز بسحر الطبيعة، والآثار التاريخية، بخلاف رحلات البراري، وتسلق الجبال وغيرها.

وتبلغ مساحة الواحات ما يزيد على ألفي متر مربع، وتعد من الأماكن المعروفة منذ العصور القديمة، حيث عرفها المصريون القدماء والرومان وكانت تشهتر باسم واحة البهنسا، وما يميز موقعها الجغرافي هي تلك التلال السوداء التي تحيط بها، وهي تتبع إداريا محافظة الجيرة، وتتكون من واحات القصر، والحيز، ومنديشة، ومدينة الباويطي العاصمة.

وتقول الرحالة إيمان الأمير: “إن أردت الاسترخاء والبعد عن صخب المدينة فالواحات البحرية هي خير مكان، حيث الطبيعة الخلابة والمناظر الطبيعية، فعليك بدء رحلتك بالفطار السيوي حيث العسل والفطير المشلتت، والمبيت في أحد الفنادق الخاصة والمصممة على الطراز البدوي حيث القباب العالية التي تعمل على توازن الجو داخل الغرف”.

وإيمان الأمير هي رحالة مصرية وكاتبة أدب رحلات، حاصلة على الدكتوراه في نظم المعلومات الجغرافية، زارت 200 مدينة في 33 دولة، واهتمت بنقل تجاربها في السفر من خلال عدة كتب في أدب الرحلات منها “في رحلة الحياة”،”يا مسافر وحدك”، “السفر والترحال”، “العين السحرية”، “الواحات البحرية” و”الأماكن حواديت”.

وتضيف الأمير: “لاكتساب الطاقة الإيجابية عليك مشاهدة الشروق فوق جبل الإنجليز الذي اتخذته القوات البريطانية عام 1916 كمعسكر لها، وقاموا بكتابة ذكرياتهم التي ما زالت باقية حتى الآن على الجبل، فمساحته الشاسعة ومنحدراته ستجعلك تعشق الطبيعة”.

وأوصت بزيارة الجبال السوداء التي تبعد حوالي 50 كيلومترا من مدينة البويطي، وسميت بذلك الاسم لوجود طبقة من المسحوق الأسود تغطيها، ويوجد بتلك المنطقة تلال سوداء بركانية وهاجة، تتمتع بمناظر ساحرة خلابة، خاصة عند شروق الشمس والغروب، فضلا عن الليالي القمرية والتي تظهر تلك الصحراء كلوحة زيتية لمنتجع بيئي وسط الصحراء.

وتحتوي الواحات على آثار تاريخية مهمة، فتقول إيمان: “تضم الواحات مقبرة أمنحتب حوى من أقدم مقابر الواحات البحرية، ونقرت مقابر الواحات البحرية في الصخر الرملي المحلي وترجع إلى العصر الصاوي، ولجميع مقابر الأسرة الـ26 في الواحات البحرية مداخل صالات ذات أعمدة باستثناء مقبرة جد آمون إيوف عنخ، حيث إن أعمدة مقبرته مستديرة وذات قمم على شكل زهرة بردى وأعمدتها ملونة بلون أبيض وتخلو من أي مناظر.

ومن أهم معالم الواحات البحرية معبد الإسكندر الأكبر فهو المعبد الوحيد الذي خصص له ويصور على جدرانه الإسكندر الأكبر مقدما القرابين للإله آمون أحد أهم الآلهة المصرية التي عبدت في الواحات البحرية في العصر اليوناني- الروماني.

وهناك أيضا وادي الموميات الذهبية الذي يقع بالقرب من واحة الفرافرة ويحتوي على ما يقدر بـ10 آلاف مومياء ذهبية، أي يغطي وجهها أقنعة من الذهب، والتي ترجع في تاريخها إلى القرنين الأول والثاني للميلاد في بداية العصر الروماني الذي حكم مصر.

ولمدينة البويطي العاصمة طابع خاص، حيث تتميز بالمنازل القديمة، ومقام الشيخ البويطي وهو تلميذ الإمام الشافعي، ولحبه بأرض الواحة طلب من أهلها أن يدفن بها.

ويتميز أهل الواحات البحرية بالطيبة والنقاء، فتقول الأمير: “لا تفوت فرصة زيارة أحد الأهالي بالمنطقة للتعرف عليهم عن قرب والتعرف على تقاليدهم وأسرار الواحات التي عاشوا وتربوا بها، وتناول الشاي السيوي المجهز على الحطب حول حلقات النار، ولاتنس أن تشتري زيت الزيتون والبلح والذي يتميز به أهل الواحة”.

جميع الحقوق محفوظة لـ موقع الهجرة

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *