تعرف علي بالصور .. “السياحة السوداء” لزيارة مواقع الموت والدمار

السياحة السوداء تتلخص بزيارة مواقع شهدت أحداثا دموية أو معارك تاريخية، ويحظى هذا النوع من السياحة اليوم بإقبال كبير ،تعرف عليه بالصور.

ارتبط مفهوم السياحة والسفر بين البلدان بزيارة أبرز المعالم الأثرية وأجمل المحميات الطبيعية، أو قضاء أوقات عائلية في أحد الجبال الرائعة، إلا أن فئة من الناس قد تفضل نوعاً مختلفاً من السياحة، حيث يفضلون زيارة بقع من العالم شهدت أحداثا دموية أو معارك تاريخية أو حتى كوارث طبيعية.

يُعرف البحث عن البقاع المخيفة والمظلمة والخطرة على سطح الكوكب بأنه “السياحة السوداء”، وهو مجال جرى استكشافه مؤخرا في سلسلة جديدة لشبكة “نتفليكس” حيث تأخذ المشاهدين إلى مناطق ذات طبيعة مأساوية وبائسة.

وابتكر هذا المصطلح الباحثان في مجال السياحة البريطانيان جون لينون ومالكولم فولي في 1996 . ويشير المصطلح في معناه الأوسع إلى زيارة أماكن الدمار والموت.

وعلى الرغم من أن مصطلح السياحة السوداء قد يكون جديداً نسبياً، إلا أن زيارة الأماكن التي شهدت حوادث مروعة يعود لزمن طويل قبل انتشار ذلك المصطلح، فقد كرس مارك توين على سبيل المثال فصلاً كاملاً في روايته ”الأبرياء في الخارج“ للحديث

عن مدينة بومبي في إيطاليا، وفي أمريكا تدفق السياح بأعداد كبيرة لحقول جتيسبيرج عام 1863 لرؤية آثار واحدة من أعنف المعارك في الحرب الأهلية الأمريكية، كما ترك أنطوان تشيخوف مسيرته المهنية في الكتابة المسرحية عام 1890 ليصبح أول سائح للـ ”الغولاغ“ وهو الاسم الذي أطلق على مخيمات الاعتقال الروسية.

ويقول العالم اللغوي بيتر هوهنهاوس، والذي يدير موقعاً إلكترونيا عن السياحة السوداء: “السمات المظلمة من التاريخ والبشرية ببساطة ممتعة”. وزار هوهنهاوس نحو 700 موقع مدرج على قائمة السياحة السوداء في 90 دولة.

وللسياحة السوداء عدة أنواع، حيث تصنف بحسب الأحداث التي شهدها الموقع السياحي، منها زيارة المقابر ومواقع الهولوكوست، ومواقع المجازر الجماعية وزيارة السجون القديمة، والمدن الخالية والمواقع المهجورة لشتى الأسباب.

ومن أشهر مواقع السياحة السوداء حول العالم مقبرة بير لاشيز في باريس وجدار برلين وغراوند زيرو في نيويورك، وحقول القتل في كامبوديا وتشرنوبل في أوكرانيا والمنطقة منزوعة السلاح بين الكوريتين الشمالية والجنوبية، ومدينة ميديلين الكولومبية مسقط رأس تاجر المخدرات سيء السمعة بابلو اسكوبار، ومعسكرات الإبادة النازية السابقة والنصب التذكارية لمعسكرات الاعتقال.

يتبنى هوهنهاوس نهجا سياحيا محترما ومستنيرا عن الأماكن “السوداء”. فعلى سبيل المثال السياحة السوداء يجب ألا تشمل جولات للأحياء الفقيرة في مناطق الأزمات.

إليك ٧ مواقع للسياحة السوداء حول العالم:

١. أوشفيتز – بولندا

أحد معسكرات الاعتقال النازية خلال الحرب العالمية الثانية ويقع بالقرب من بلدة أوشفيتز في بولندا.

شهد هذا المعسكر مقتل 1.1 مليون سجين على الأقل، حيث كانت ظروف المعيشة في المعسكر شديدة الصعوبة، ومن لم يمت من المعتقلين بغرف الغاز مات بسبب الجوع أو الأمراض المعدية،أو عمليات الإعدام الفردية أو التجارب الطبية اللاإنسانية على المعتقلين.

بعد الحرب العالمية الثانية بات المعسكر رمزاً لضحايا الهولوكوست، حيث أنشأت بولندا عام 1974 متحفاً في المعسكر، تتكدس في غرفه اليوم آلاف من النظارات والأحذية وعينات من الشعر تعود للضحايا.

٢. بريبيات – أوكرانيا

مدينة أوكرانية تم إخلاؤها عقب حادثة مفاعل تشرنوبيل النووي عام 1986، وتُركت حتى اليوم على حالها، وكأن الحادثة وقعت للتو، لتبدو كمدينة من فيلم يروي أحداث ما بعد نهاية العالم.

إلا أن أحدا لم يتوقع أن الموقع الذي شهد أسوأ حادث نووي في تاريخ البشرية سيتحول إلى معلم يجذب السياح من مختلف دول العالم، حيث أعلنت أوكرانيا أن الزيارات مسموحة وستكون قصيرة ومنظمة بشكل دقيق في منطقة الحظر البالغ مساحتها 30 ميلا حول المفاعل.

٣. غابة الانتحار- اليابان

غابة بمساحة 4 أميال تقع في القاعدة الشمالية الغربية لجبل فوجي في اليابان، كثافة الأشجار فيها تحجب الرياح عنها، مما يجعلها مكاناً هادئاً وخلاباً بشكل استثنائي.

وعلى الرغم من العلامات التحذيرية باللغتين اليابانية والإنجليزية التي تحث الناس على إعادة التفكير فيما سيقدمون عليه، إلا أنها تسجل قرابة ال 100 حالة انتحار سنوياً وباتت مكاناً شائعا لتنفيذه.

٤. أورادور سور جلان – فرنسا

وهي قرية صغيرة تقع في منطقة ليموزين، شهدت مجزرة مروعة عام 1944 خلال الحرب العالمية الثانية بعد معركة النورماندي، حيث أغلقت كتيبة ألمانية القرية بالكامل بعد أن انتشرت شائعة اختطاف أحد قوات الأمن الخاص الألماني فيها، وعوقب سكان المدينة جماعياً، حيث تم جمعهم في الساحة وسط القرية بحجة فحص أورق الهوية، وتم إعدامهم بالأسلحة الرشاشة، ولم يسلم النساء والأطفال من من تلك المجزرة.

بقيت القرية على حالها ولم يتم ترميمها تنفيذا لقرار الرئيس الفرنسي السابق شارل ديغول الذي أمر بتركها مثالاً على همجية الاجتياح الألماني لفرنسا

٥. بومباي – إيطاليا

مدينة إيطالية تعود للقرن السادس أو السابع قبل الميلاد، دمرت بالكامل عقب ثوران بركان جبل فيزوف والذي طمر المدينة ب20 قدما من الرماد وحفظ أجساد سكانها البالغ عددهم 11 ألف نسمة، ليتم اكتشافها بعد قرابة 1500 عام من دمارها.

تعتبر بومبي اليوم واحدة من أهم المواقع السياحية في إيطاليا، وتم إدراجها على قائمة اليونيسكو لمواقع التراث العالمي، حيث يتمكن الزوار من مشاهدة الوضع الدقيق الذي كان عليه سكانها قبل الحادث مباشرة.

٦. كنيسة سيدليك – جمهورية التشيك

كنيسة كاثوليكية رومانية تقع أسفل مقبرة لجميع القديسين، إلا أنها ليست كنيسة اعتيادية، حيث تضم هياكل عظمية لأعداد كبيرة من البشر يتراوح عددهم بين 40 و70 ألفا، ويتدلى من سقفها ثريا تحتوي على مختلف أنواع العظام الموجودة في جسم الإنسان تزينها مجموعة من الجماجم.

حيث تجذب تلك الهياكل 200 ألف زائر سنوياً

٧. بيلشايت – إسبانيا

تعد المدينة اليوم أشبه بمدينة أشباح، مع ماضٍ مروع يشهد على أعنف المعارك.

حيث خاضت القوات الفرنسية فيها عام 1809 معركة ماريا، كما شهدت عام 1937 معركة بين قوات الجمهورية الإسبانية وقوات اللواء فرانكو خلال الحرب الأهلية الإسبانية.

وتعتبر اليوم نصباً تذكارياً للحرب يجذب آلاف السياح سنوياً كما استخدمت كمواقع للتصوير في بعض الأفلام.

جميع الحقوق محفوظة لـ موقع الهجرة

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *