بالصور.. “العين الإخبارية” في منزل زينب الخادمة التي تحولت إلى “خاتون”


تعرف علي بالصور.. “العين الإخبارية” في منزل زينب الخادمة التي تحولت إلى “خاتون”

الخاتون هي الشريفة أو الجليلة، وهو لقب حصلت عليه زينب خادمة محمد بك الألفي “أحد أمراء المماليك في مصر”.

الخاتون هي الشريفة أو الجليلة، وهو لقب حصلت عليه زينب خادمة محمد بك الألفي، أحد أمراء المماليك في مصر، بعد أن حررها وتزوجت من أميرٍ يدعى الشريف حمزة الخربوطلي.

واشترى الأمير لزوجته زينب منزلا فخما يبلغ عمره الآن نحو 600 عام، تعاقب عليه السكان والزوار حتى امتلكته زينب وسُمي باسمها. وكانت آخر من سكنته قبل أن تضمه وزارة الأوقاف المصرية كواحد من أجمل المنازل الأثرية الشاهدة على عبقرية معمارية فذة.

يحكي محمد كمال، مفتش الآثار والمسؤول عن منزل زينب خاتون القابع خلف الجامع الأزهر بمصر، لـ”العين الإخبارية” قصة المنزل وصاحبته وأوجه العبقرية في تصميمه، ويقول إن المنزل مر عليه عدد من الملاك قبل أن تصل إليه زينب خاتون.

ويعود تاريخ تأسيس البيت إلى عام 1486 حين قامت الأميرة شقراء هانم، حفيدة السلطان الناصر حسن بن قلاوون، أحد سلاطين المماليك ببناء المنزل وظل ملكها حتى عام 1517 ودخول العثمانيين مصر.

ويقول محمد كمال إن زينب خاتون لعبت دورا وطنيا إبان فترة مجيء الحملة الفرنسية إلى مصر عام 1798 ونضال المصريين ضد الاحتلال الأجنبي، حيث كانت تؤوي الفدائيين والجرحى الذين يلجأون إلى البيت عندما يطاردهم الفرنسيون.

وقد عثر فيما بعد على 27 جثة دفنت في سرداب تحت الأرض لهولاء الفدائيين.

ويقول مفتش الآثار إن المنزل يقسم إلى “سلاملك” وهي غرف الرجال و”حرملك” وهي غرف الحريم وغرف الخدم وقاعة صيفية وقاعة شتوية وعدد من الملاحق.

وبمجرد عبورك من بوابة المنزل يقابلك على اليمين غرفة صغيرة للحرس يليها غرفة للطاحونة ثم مدخل منكسر لصحن أو حوش المنزل للحفاظ على حرمة من في البيت وعلى اليمين الحوش غرفة لاستقبال الرجال ثم المطبخ وغرفة الخزين. في منتصف صحن الدار عدة غرف؛ واحدة يوجد بها بئر المنزل والثانية إسطبل والثالثة مخصصة لوضع الأزيرة المخصصة للشرب وعلى اليسار يوجد سلم الحرملك يليها سلم الرجال.

ويشرح محمد كمال أن المنزل به 4 سلالم، فهناك السلم المخصص للحريم ودرجاته منخفضة ومحاط بالجدران للحفاظ على الخصوصية وهناك السلاملك وهو المخصص للرجال ودرجاته أعلى ويوجد على يسار المدخل ويوصل إلى القاعات الصيفية والشتوية وغرف الرجال وهناك سلم الخدم وسلم التخديم الذي يتنقل عبره الخدم لتوصيل الطعام والشراب لقاعات الاستقبال.

ويضيف أن القاعة الصيفية توجد في الاتجاه البحري والشتوي في الاتجاه القبلي ويوجد مشربيات في كل منهما لها أكثر من وظيفة، فبالأساس هي مخصصة لتوفير الخصوصية للسيدات بحيث يرين ما يحدث في الخارج ولا يراهن أحد، إضافة لتوزيع الهواء والإضاءة بالغرف.

ويوضح أن في القاعة الصيفية يكون السقف مرتفعا وتكون فتحات المشربية العلوية أوسع من الفتحات السفلية، بحيث تسحب الهواء الساخن وتدخل الهواء البارد وتسمح بدخول ضوء الشمس دون وهجها الحارق كما أنها مصنوعة من الخشب وهو مادة عضوية حين يقع عليه ندى الصباح يبرد الهواء الذي يدخل عبره فيشعر من بالغرفة بالبرودة والطراوة على عكس تصميم القاعة الشتوية التي تتميز بسقفها المنخفض وزجاجها الملون الذي يعكس الألوان المبهجة على الجدران مع سقوط أشعة الشمس عليه.

وفي الطابق الثاني توجد غرفة تغيير الملابس “المسلخ” وغرف النوم ودورات المياه. كما يوجد به سرير يعتقد أنه كان مخصصا للولادة فهو موضوع فوق “صندلة” مرتفعة عن بقية الغرفة تصل إليها عبر سلم، ويقال إن المرأة كانت تظل في هذا السرير لمدة 40 يوما بعد الولادة ولا تنزل من الصندلة لأن مناعة الجنين تكون ضعيفة ولذلك توفر الصندلة له وللأم عزلة عن أي مسببات للضرر.

ويقول محمد كمال إن المنزل يتميز بعبقرية التصميم، وهو مصمم على الطراز المملوكي، وإن مساحته الحالية أقل بكثير من مساحته الأصلية حيث تهدمت أجزاء منه بفعل الزمن.

وبسبب جماله المعماري الفريد، شهد المنزل تصوير العديد من الأعمال السينمائية والتلفزيونية، كما يتوافد عليه الزوار من داخل مصر وخارجها.

جميع الحقوق محفوظة لـ موقع الهجرة

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *