تعرف علي بالصور.. “باب الجنة” وموطن الشعراء في تونس

توزر تتميز باختلاف بنائها المعماري عن باقي البلاد التونسية، فالأهالي يبنون واجهة منازلهم بالطريقة نفسها بالاعتماد على الآجر الأصفر.

تتميز مدينة “توزر” الواقعة بالجنوب الغربي للعاصمة التونسية بجمال غابات نخيلها وكثبان رمالها المتميزة وشلالات مياهها الطبيعية وجودة تمورها.

أطلق الرومان تسمية “توزروس” على مدينة توزر، والتي تعني “باب الجنة”، نظراً لجمال طبيعتها الخاص، وموقعها الاستراتيجي لقيام الحضارات.

اللوحة الفنية الساحرة توزر تستقطب آلاف السياح سنوياً الذين يأتونها من كل حدب وصوب لزيارة أماكنها التاريخية القديمة وطبيعتها الخلابة.

وتتميز المدينة باختلاف بنائها المعماري عن باقي محافظات البلاد التونسية، فأهالي توزر يبنون واجهة منازلهم بنفس الطريقة بالاعتماد على الآجر الأصفر “نوع من الطوب الأصفر” الذي يرمز إلى لون الأرض والتراب، والذي يعتمده الأهالي لحماية أنفسهم من أشعة الشمس صيفاً والبرودة شتاءً.

وفي الشتاء، يُفضل السياح والتونسيون السفر إلى توزر جوهرة الصحراء وحط الرحال تحت ظل نخيلها وأشعة شمسها الدافئة، لعل ينسيهم شدة البرد القارس.

السفر إلى الجنوب يتزامن عادة مع المهرجانات التي يتم تنظيمها خلال العطلات الشتوية، مثل مهرجان الواحات الصحراوية الذي يعمل على التعريف بالموروث الثقافي الصحراوي الذي لا تنضب ثروته.

ويقول بدر الدين الشعباني، رئيس مصلحة التظاهرات الثقافية في توزر لـ”العين الإخبارية”، إن الطابع السياحي سيطغى على الجانب الثقافي للمهرجان، وسيسهم في تنشيط السياحة الداخلية.

وما يزيد جمال المكان وسحره، لحظة غروب الشمس، حين ينعكس نور الغروب على رمال الصحراء مودعة الأفق الجميل، لترسم لوحة يلتقي فيها اللونان الذهبيان؛ لون الصحراء والشمس.

توزر.. موطن الشعر والأدب

تلك المدينة النابضة بسحرها وحية بتاريخها، هي موطن الشعراء والأدباء، فقد أنجبت أبرز شعراء العالم مثل أبي القاسم الشابي، صاحب البيت الشهير: “إذا الشعب يوماً أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر”، كما أنها أرض ولاّدة بالأدباء بإنجابها محمد العربي كادة، وابن الشباط التوزري، والبشير خريف، وغيرهم.

ما جعل هذه المدينة تزخر بأبرز الأدباء والشعراء، هو جمال المكان ونقاء الطبيعة التي تجلب الإلهام لأبنائها لكتابة أقوى الكلمات وأشرس المعاني وأجمل المفردات، هذه الطبيعة التي تجعل الكاتب يتخيل لتنزل من قريحته أجود السطور والجُمل والأبيات.

متاحف توزر

من يزور مدينة توزر لا يستطيع أن يفوّت على نفسه زيارة فضاء “دار شريط” الذي يبقى من أجمل الأماكن، وهو متحف يروي تاريخ نشأة الإنسان منذ بداية الحياة مروراً إلى أبرز الحضارات التي مرت على تونس من قرطاجية إلى رومانية ووندالية وبيزنطية وإسلامية، وصولاً إلى زمن الاحتلال الفرنسي وعهد الاستقلال.

أما “الشاق واق” فيعد من أبرز المتاحف التونسية، حيث يجسد حياة البشرية منذ بدئها من عهد الديناصورات إلى اليوم، ويتضمن مجسمات بالأبعاد الحقيقية لكل المراحل التاريخية التي مرت على الإنسانية، ويجعل زائره يسافر من غير تأشيرة إلى تاريخ الأزمنة الغابرة، حيث يختزل تاريخ حضارة الفراعنة والرومان والفينيقيين والعرب والإسلام.

جميع الحقوق محفوظة لـ موقع الهجرة

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *