تعرف علي بالصور.. “قشين ماريام”.. كنيسة إثيوبية يقصدها السياح على ارتفاع 3 آلاف متر

مواقع دينية مختلفة في إثيوبيا يقصدها السياح، إذ تضم عددا كبيرا من الكنائس والأديرة، التي تعود لعصور قديمة، وبها إرث ديني فريد.

تعتبر المواقع السياحية في المناطق الجبلية من أهم المواقع التي يهتم بها السياح الإثيوبيون، وخاصة محبي السياحة الدينية في البلاد.

وتكاد تكون غالبية الكنائس الإثيوبية أعلى قمم المرتفعات والجبال، حيث كان يلجأ إليها الرهبان والقساوسة للزهد والابتعاد عن حياة المدنية الحديثة.

وتوجد مواقع دينية مختلفة في إثيوبيا يقصدها الزوار والسياح، إذ تضم عددا كبيرا من الكنائس والأديرة، التي تعود لعصور قديمة، وبها إرث ديني فريد.

كنيسة قشين ماريام

تعد كنيسة “قيشن ماريام”، التي تعرف أيضاً باسم “قيشن دبري كربي”، أحد الأديرة المقدسة في إثيوبيا، وتوجد أعلى القمم الجبلية، إذ تم بناؤها على ارتفاع يصل إلى 3019 مترا (9905 أقدام) فوق مستوى سطح البحر، في مقاطعة إمباسيل، بمنطقة ولو بإقليم الأمهرا شمال إثيوبيا، على بعد حوالي 80 كم شمال غرب مدينة ديسي، وعلى بعد 483 كيلومتراً شمال أديس أبابا.

وتقع الكنيسة على قمة جبل يسمى “أمبا”، الذي يشبه الصليب في شكله من أعلى، فهو موطن لـ4 كنائس هي: “قشين ماريام” و”قدوس جابرييل” و”قدوس ميكاييل” و”إقزابهير أب”.

ووفقاً لبعض الوثائق الموجودة في الكنيسة، جلب الإمبراطور زرا يعقوب (1434-1468) قطعة من “الصليب الحقيقي” الذي صلب عليها المسيح إلى منطقة “قشين أمبا”، ودفن تحت كنيسة “أقزابهير أمبا”، حيث بقي لهذا اليوم.

جبل على شكل صليب

كلمة “ميسكل ” في اللغة الأمهرية تعني “الصليب”، كذلك هو عطلة سنوية للكنيسة الإثيوبية الأرثوذكسية، وهو أحد الأيام المخصصة لإحياء ذكرى اكتشاف الصليب الحقيقي من قبل الملكة هيلينا، أم الإمبراطور قسطنطين الكبير.

وحسب المصادر الدينية في إثيوبيا؛ قدمت الإمبراطورة هيلينا قطعة من الصليب الحقيقي إلى جميع الكنائس في العالم، ثم أحضرت هذه القطعة إلى “قشين ماريام” في إثيوبيا.

ويزور الكنيسة الآلاف من الحجاج من جميع أنحاء البلاد، وبعض الأجانب في الخارج، ويحتفظ دير “قشين ماريام” بكتاب كبير يسجل قصة الصليب الحقيقي للمسيح، وكيف تم الحصول عليه.

ويقول أرمياس كفلي، في موضوع بحثي عن “قشين ماريام” نشر له مؤخراً في عدة مواقع: “إلى جانب المناظر الطبيعية لقشين، فإن تشكيل المناظر الطبيعية وأنواعا مختلفة من الأراضي هي رائعة ومذهلة بالنسبة للسياح، علاوة على ذلك فإن تكوين المناظر الطبيعية المحيطة أمر لا يصدق، خاصة بالنظر إلى قمة الجبل، التي تشاهد من البعد جبال (مقدلا) و(ديلانتا) و(تينتا) من المعالم الأخرى التي تمنح قشين ماريام أهمية”.

زوار الكنيسة والجبل

يزور عدد كبير من الزوار في رحلات دينية يتم إعدادها من قبل جمعيات وأفراد يتجمعون في عدة مناطق ويتجهون إليها بالسيارات في مجموعات.

ولكن على بعد مسافة تتوقف حركة السيارات لأنها لا تستطيع أن تواصل سيرها في تلك الجبال والمرتفعات التي لا توجد بها طرق ممهدة، ويواصل الزوار الطريق مشياً على الأقدام، نسبة لصعوبة الطرقات ووعورة البيئة هنالك، فيسير الزوار مسافات طويلة للوصول لقمة الجبل.

ويقول برهانو إنداشو: “ما زالت المنطقة تحافظ على تقاليدها، إذ لم تدخل فيها كل ما هو مواكب للحداثة، ولا توجد آليات ولا سيارات، فقط السير على الأقدام، ويذهب إليها الجميع لكي يتعرفوا على الثقافات الدينية المعروفة، والمعالم الدينية في البلاد، والآثار الدينية المسيحية القديمة، وزيارة الأديرة الدينية التي تبعد عن مناطق المدن”.

وأوضح الإعلامي فقادو تكلو، الذي زار قشين من قبل: “الموقع الجبلي على شكل صليب له منظر رائع، ويتجه إليه الزوار في احتفالات عيد الصليب، للتعرف على الإرث التاريخي الديني الفريد الذي تضمه كنائس وأديرة البلاد، وفي الغالب يزوره الناس 3 مرات في العام”.

آثار الكنائس والأديرة

تضم تلك الأديرة والكنائس، وخاصة “قشين ماريام”، عددا كبيرا من الآثار الدينية المسيحية الأرثوذكسية، ومدافن لكبار القادة والقساوسة ورجال الدين، التي ما زالت تحافظ على أشكالها بعد عصور من الدفن، وكذلك بعض اللوحات والكتب الدينية التي تعود لحقب قديمة من الزمن، إذ تعتبر من أهم المواقع الدينية التي تضم آثاراً دينية تاريخية.

جميع الحقوق محفوظة لـ موقع الهجرة

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *