بعد الجمعة السوداء.. يوم عالمي بدون شراء لترويض “غول التسوق”


تعرف علي بعد الجمعة السوداء.. يوم عالمي بدون شراء لترويض “غول التسوق”

عروض “غول التسوق” منتشرة في كل مكان لهذا يدعو “اليوم العالمي بدون شراء” لامتلاك الأشياء التي أحتاجها أو أستخدمها فقط.

ورغم أن المتاجر كانت مغلقة لأسابيع في الربيع الماضي.. لكن بوجه عام لم يكن هناك استهلاك أقل.. فبدلا من التسوق التقليدي، زاد تسوق الناس عبر الإنترنت.

هناك دائما بعض العروض الخاصة، التى تعرضها واجهات المتاجر مثل أحدث صيحات الموضة وأحدث الأجهزة التقنية. ثلاثة قمصان بسعر اثنين، الهواتف الذكية بتخفيض نسبته 16%.

لاحقا، يجذبك عرض على كيلوجرامين من البرتقال في المتجر، وعندما تشتري خمسة أرغفة، تحصل على السادس مجانا في المخبز، حسب وكالة الأنباء الألمانية.

وتستمر العروض في ملاحقتك إلى المنزل بفضل الإنترنت، لا يزال بإمكاننا البحث عن صفقات جيدة حتى عقب موعد إغلاق المتاجر.

هدف الدعوة

لهذا يدعو “اليوم العالمي بدون شراء” في نهاية شهر نوفمبر/تشرين الثاني من كل عام، الأفراد إلى عدم إنفاق أي أموال لمدة يوم واحد من أجل توعية الناس بانتهاج سلوك شراء أكثر استدامة.

وفي الولايات المتحدة، يصادف هذا اليوم عن عمد اليوم التالي لعيد الشكر، الذي يطلق عليه “الجمعة السوداء”، الذي تبدأ فيه تقليديا مبيعات عيد الميلاد (الكريسماس)، ويغذي تجار التجزئة نهم المستهلكين فيه عبر العديد من العروض الخاصة.

وفي ألمانيا ودول أوروبية أخرى، يأتي “اليوم العالمي بدون شراء” عقب ذلك بيوم، في السبت الأخير من الشهر.

كيف تزهد الشراء

ويجد كريستوف هيرمان من نورمبرج والبالغ 48 عاما، صعوبة في مقاومة العروض قائلا:”الأمر صعب. الاستهلاك من حولنا دائما في كل مكان”.

لكن هيرمان تعلم ممارسة الاستغناء، حيث يعتبر نفسه زاهدا ، راضيا بالحد الأدنى من أي شيء.

وفي مدونة يصف هيرمان كيف غير هذا الزهد حياته، حيث يقول: “أنا في الحقيقة أمتلك فقط الأشياء التي أحتاجها أو أستخدمها”.

وتابع: قبل أن أشتري شيئا جديدا، أفكر فيما إذا كان هذا الشيء ضروريا فعلا.. مؤكدا إنه لا يشتري شيئا أبدا على نحو عفوي بدافع الرغبة المحضة.

والزاهد هيرمان لا يمتلك مكواة منذ سنوات.. فإذا أراد كي أحد قمصانه القليلة، فإنه يذهب فقط إلى جيرانه أو أصدقائه.

استهلاك أكثر

ومن جهته يرى ماتياس فيفكا، خبير الاستدامة الاقتصادي في جامعة إرلانجن الألمانية، أننا لا نزال بعيدين عن إعادة التفكير في السلوك الشرائي.

وأضاف:”نحن نعيش في مجتمع مُبدد، موضحا أن منطق الإنتاج موجه نحو تصنيع شيء ما ثم استهلاكه ثم التخلص منه.

وأعرب عن اعتقاده بأن أزمة جائحة كورونا لم تغير شيئا في ذلك، مؤكدا أن “لا أعتقد أن الأزمة تعتبر مُعجّلا للتخلي عن الاستهلاك”.

ورغم أن المتاجر كانت مغلقة لأسابيع في الربيع الماضي.. وكان لدى الناس المزيد من الوقت للتركيز على الأساسيات، لكن بوجه عام لم يكن هناك استهلاك أقل.. فبدلا من التسوق التقليدي، زاد تسوق الناس عبر الإنترنت.

وأوضح فيفكا: “لدي انطباع بأن الاستهلاك عبر الإنترنت في زمن كورونا أصبح نوعا من التسلية”.

فوائد تجارة الإنترنت البيئية

ومن جانبه يرى يان جيمكيفيتش من الوكالة الاتحادية للبيئة، أنه رغم ذلك، فإن التجارة عبر الإنترنت ليست سيئة في حد ذاتها من حيث الاستدامة. وأوضح: “تبين لنا من خلال دراسة تأثير التجارة عبر الإنترنت على البيئة أن هذا يمكن أن يقلل أيضا من الأعباء على البيئة”.

وأضاف: “يمكن لمستودع فعال أن يوفر في ظل ظروف معينة طاقة أكثر من المتاجر التي تعطي قيمة كبيرة لعرض البضائع وتجربة تسوق رائعة. بالإضافة إلى ذلك، لا تحتاج التجارة عبر التجزئة لقيام الأفراد بالانتقال للتسوق”.

ومع ذلك، فإن الشيء الأكثر استدامة هو استخدام المنتجات لأطول فترة ممكنة، أي إصلاحها عند تلفها.

مقاهي التصليح

وفي ألمانيا يمكن العثور على المساعدة فيما يعرف باسم “مقاهي التصليح”، مثل”فاب لاب” بمدينة فورت الألمانية.

وترى زابينا بون من “فاب لاب”: “غالبا ما يصبح التصليح على يد متخصص غير مجد بسبب تكاليف الانتقال، والأجر بالساعة”.

وأعربت عن انطباعها بأن العديد من الأجهزة الكهربائية تتعطل بشكل أسرع هذه الأيام.

وأوضحت بون: لكننا نلاحظ أيضا زيادة الطلب على الإصلاحات، خاصة مع أنظمة الموسيقى وأجهزة التلفزيون ومشغلات “دي في دي” وأجهزة إعداد القهوة آليا بالكامل وأدوات المطبخ الأخرى، يأتي الذين يطلبون المساعدة إلى خبراء “مقاهي التصليح”.

ومع ذلك، ترى بون أن إصلاح الأجهزة التقنية أصبح أكثر تعقيدا، حيث قالت: “بعضها لا يمكن تفكيكه، مثل فرشاة الأسنان الكهربائية. عليك إما إرسالها للمركز المختص بإصلاحها أو شراء واحدة جديدة”.

جميع الحقوق محفوظة لـ موقع الهجرة

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *