تعرف علي بنزرت التونسية.. “جمال متجدد” يأسر محبي السياحة الداخلية

بنزرت الساحلية التي تتضمن أجمل الشواطئ التونسية ذات الرمال البيضاء ومياه البحر الصافية، تعتبر الوجهة الأفضل للسياحة الداخلية، وللسياح الجزائريين أيضًا.

وتقع بنزرت الآسرة بجمالها وبهائها، في أقصى شمال القارة الأفريقية وعلى بعد 65 كيلومترًا على العاصمة التونسية.

بنزرت ليست اسمًا كبيرًا على الخارطة السياحية التونسية، ولا ترى فيها أثرًا كبيرًا للسياح الأجانب، كما أن النزل المتوفرة فيها متواضعة من حيث الحجم وجودة الخدمات باستثناء نزل وحيد معروف. وذلك بسبب احتوائها على أكبر قاعدة جوية في البلاد هي قاعدة “سيدي أحمد “الجوية التي تحظى بقيمة عسكرية كبيرة.

لكن مع ذلك فإن الحركة فيها لا تهدأ خلال أشهر الصيف الثلاثة، فهي بلا منازع أولى قبلات السياحة الداخلية والسياح الجزائريين.

ولعل شواطئ “رفراف ” و”غار الملح” و”سيدي علي المكي” و”الرمال” و”كاب زبيب” و”كاب سراط” و”رأس انجلة” و”سيدي مشرق ” و”كاف عباد” و”سيدي سالم”، بدأت تشد إليها الانتباه في السنوات الأخيرة حتى تحولت إلى قبلة مفضلة لعدد كبير من الناس خاصة بعد تراجع “سمعة” شواطئ الضاحيتين الجنوبية والشمالية للعاصمة بسبب التلوث.

وتعتبر تونس الوجهة السياحية الأولى المفضلة للجزائريين، بالنظر إلى الأسعار التنافسية التي تقدمها الفنادق والمنتجعات السياحية للجزائريين مقارنة مع الأسعار المرتفعة في الجزائر.

وبلغ عدد السياح الجزائريين الذين زاروا تونس مع نهاية 2019 نحو 2 مليون و812 ألف و400 سائح جزائري.

مالديف تونس

وقال عمر اليعقوبي الناشط بالمجتمع المدني في بنزرت إن مدينته تمتلك أجمل الشواطئ في البلاد وتستقطب عددًا هامًا من السياح بفضل نظافة رمال شواطئها العذراء مؤكدًا أن أغلب شواطئ العاصمة ملوثة بسبب كب فضلات المصانع في البحر ما يجعل شواطئ بنزرت الوجهة الأفضل للتونسيين والجزائريين .

وأكد في تصريحات لـ”العين الإخبارية” أن ما يميز مدينة بنزرت على نحو خاص هو تعدد الموانئ؛ حيث نجد أن المدينة تحتوي على ميناء ترفيهي لليخوت الصغيرة يسمى بالمطعم البحري وميناء للصيد البحري و كذلك على ميناء تجاري إضافة إلى المقاهي الجميلة الموجودة على الشواطئ والتي تجعلها شبيهة بشواطئ المالديف.

وأشار إلى أن موقع مدينة بنزرت الاستراتيجي جعلها ملتقى لمختلف الحضارات، لها تاريخ كبير يعود إلى آلاف السنين ما يجعل السياح يتوجهون لزيارة المعالم التاريخية لاكتشافها إلى جانب الاستمتاع بالبحر .

وأشار إلى أن ما يزيد في كثرة الاقبال على هذه الشواطئ هو وجود محلات مختلفة للإيجار وهي محلات تتراوح من الفيلات الفاخرة إلى الشقق الصغيرة والتي يتم استئجارها لمدة أسبوع أو شهر أو حتى لبضعة أيام، عكس الحمامات وسوسة وقمرت التي تتميز بالنزل الفخمة وبتعدد الملاهي الليلية والمقاهي والمطاعم الفاخرة باهظة الثمن.

من جهة أخرى، قال الخبير الاقتصادي حسن عبد الرحمن إن السياحة الداخلية تساهم في دعم الاقتصاد التونسي كما أن بقاء الوجهة التونسية الأكثر طلبًا لدى الجزائريين يرجع إلى جودة الخدمات التي تقدمها تونس والأسعار التنافسية في الفنادق.

وأكد أن تونس تعمل في السنوات الأخيرة على تحسين الاستغلال لإمكاناتها السياحية وتنويع العرض، مستفيدة من تنوعها الجغرافي لتقديم خدمات متنوعة وعدم الاكتفاء بالسياحة الساحلية التي بقيت لسنوات الوجهة الوحيدة الجاذبة للأجانب.

وأشار إلى أن الجزائر خاصة المنطقة الشرقية القريبة من تونس، تُعد أكبر سوق للسياحة التونسية نظرًا للقرب الجغرافي، وتُعد محافظة بنزرت ومدن مثل طبرقة والحمامات وسوسة ونابل والمنستير وبدرجة أقل جزيرة جربة المناطق السياحية المفضلة للسائح الجزائري.

ويعتبر صعوبة الحصول على تأشيرات سفر إلى أوروبا وغلاء أسعار تذاكر الطيران إلى بعض الوجهات السياحية الآسيوية وجودة الخدمات السياحية في تونس والقرب الجغرافي، من أبرز العوامل التي أسهمت في استقطاب تونس للمزيد من السياح الجزائريين.

وتأمل تونس مع انطلاق الموسم السياحي الصيفي لعام 2023 في استقطاب أكثر من 9 ملايين سائح واستعادة المؤشرات السياحية لفترة ما قبل جائحة كورونا في عام 2019.

وتونس تملك في كامل محافظات البلاد، 840 نزلا و220 ألف سريرا و1100 وكالة سفر، إلى جانب 357 مطعما مصنفا على أنها سياحية.ويشغل القطاع 600 ألف عامل ويعيش منه ما يقارب 2.800 مليون نسمة.

74-125-208-140 جزيرة ام اند امز

جميع الحقوق محفوظة لـ موقع الهجرة

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *