تونس.. المدينة العتيقة تشع نورا في رمضان


تعرف علي تونس.. المدينة العتيقة تشع نورا في رمضان

سطعت الأنوار مساء في المدينة العتيقة بالعاصمة التونسية، في إطار تظاهرة احتفالية بشهر رمضان باسم “ضوي المدينة” التي استطاعت استقطاب عدد هام من التونسيين للاطلاع على أبرز المعالم التاريخية التي تزخر بها هذه المدينة.

وتنظم الاحتفالية بمبادرة من وزارة السياحة بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي والوزارة الألمانية للتعاون الاقتصادي والتنمية يومي 8 و 14 و15 أبريل/نيسان الجاري.

وتأسّست مدينة تونس العتيقة سنة 698 ميلاديا حول جامع الزيتونة، الذي يعد أقدم المعالم الدّينية بالعاصمة تونس.

وأضاءت الأنوار على “باب بحر”، ذلك الباب الكبير التاريخي الذي يفصل بين الجهة الجنوبية للمدينة العتيقة ونظيرتها الجديدة بالعاصمة تونس، إذ تحول باب البحر إلى شاشة ضخمة عرضت مقاطع مصورة أظهرت عراقة المعالم التاريخية والأثرية داخل المدينة العتيقة.

فيما تجمع عشرات التونسيين وسط ساحة النصر، لمشاهدة العرض التراثي “الإسطمبالي” الراقص على أنغام الايقاعات الأفريقية.

ومن ساحة النصر، انطلقت الاحتفالات من مقر الكنيسة القديمة “الصليب المقدس” التي شهدت بدورها عرضا فنيا راقصا رافقه معرض لصناعة الفخار الذي يعد تراثا ماديا في تونس.

وسانت كروا هي كنيسة كاثوليكية تم بناؤها عام 1662 ثم وقع ترميمها سنة 1848 بأمر من أحمد باي بن مصطفى الذي أمر بتوسعتها.

كما تطرقت الجولة إلى المركز الثقافي “بئر الأحجار” والذي تأسس في عهد علي باي الأول عام 1757، وكان مخصصا كمبيت لطلاب جامع الزيتونة، والذي تحول منذ تسعينيات القرن الماضي إلى مركز ثقافي.

وانفتحت الرحلة هذه السنة على فضاءات أخرى وغير معروفة كثيرا لدى عامة التونسيين على غرار “قشلة العطارين” حيث أقيم عرض مسرحي تشاركي مع الجمهور .

وقشلة العطارين هي معلم بُني أوّل الأمر لغايات عسكرية بداية القرن التاسع عشر كمأوى لجنود حمودة باشا، ثم أصبح المبنى في نهاية القرن مخزن الوثائق الرسمية، ومن ثمّ صار مقرّ “المكتبة الوطنية” حتى 2005، إلى أن أصبح فضاء مسرحيا.

وانتهى الطواف الاحتفالي في ساحة التريبونال العريقة أمام قصر خير الدين، الذي تم تشييده بين عامي 1860 و1870، وهو قصر يجمع بين النمط التقليدي والتجديد الأوروبي، بتقديم عرض كوريغرافي بألعاب بهلوانية وسط أضواء تشع كامل الساحة.

وقال ممثل اللجنة المنظمة للاحتفالية كريم الرمادي للعين الاخبارية إنه يتم إحياء هذه التظاهرة للسنة الثانية على التوالي.

وأكد ” اخترنا المدينة العتيقة في شهر رمضان لتنظيم هذه التظاهرة الثقافية والفنية للتعريف بمعالم المدينة الحضارية والثقافية التي تزخر بها ” قائلا ” الكثير من التونسيين يزورون المدينة العتيقة ولا يعرفون ماذا يوجد خلف الأبواب المغلقة من قصور ومدارس وفنادق ومعالم تاريخية تعود لمئات السنين مازالت شاهدة على التاريخ . ”

وتابع” لذلك فأن هذه التظاهرة تمكن الزائرين من الدخول لهذه المعالم واكتشاف كنوزها بطريقة مجانية “.

وزاد” هذه التظاهرة ساهمت في حركية تجارية وسياحية في أسواق المدينة العتيقة وللتعريف بمعالم المدينة الحضارية والثقافية”.

الرمادي تابع أن “وزارة السياحة حريصة على تقديم كل الدعم من خلال هذه التظاهرة وتظاهرات مشابهة لترسيخ العلاقة بين التونسيين وزوار البلاد مع الموروث الثقافي ببلدنا، فضلا عن خلق أجواء مميزة ترافق شهر رمضان الكريم كل سنة”.

من جهته أكد وزير السياحة التونسي محمد المعز بلحسين أنه نظرا لما تعرفه المدينة العتيقة من حركية هامة طوال شهر رمضان المعظم، تسعى وزارة السياحة، عن طريق هذه التظاهرة، إلى استثمار التوافد الكبير للمواطنين والسياح الأجانب لإبراز مختلف المعالم الأثرية والتراثية ومحلات الصناعات التقليدية المتواجدة بمدينة تونس والترويج لها.

وأكد في تصريحات للعين الإخبارية أن وزارة السياحة تسعى، عبر شراكة فاعلة بين القطاع العام والقطاع الخاص والنسيج الجمعياتي، إلى إحياء مدينة تونس وكل المدن العتيقة بمختلف محافظات البلاد لإبراز المخزون الثقافي والحضاري لتونس وهو هدف يندرج في إطار استراتيجية وزارة السياحة لتنويع وتطوير المنتوج والعرض السياحي التونسي.

جميع الحقوق محفوظة لـ موقع الهجرة

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *