جائحة الحرائق تخنق ما تبقى من السياحة في منتجعات الجنوب الأوروبي


تعرف علي جائحة الحرائق تخنق ما تبقى من السياحة في منتجعات الجنوب الأوروبي

ما أن استفاقت منتجعات الجنوب الأوروبي من صدمات جائحة كورونا متلهفة لصيف يعوض آلامها الباقية منذ 2020 حتى ضربتها جائحة الحرائق.

من تركيا إلى إيطاليا واليونان وإسبانيا، سقطت منتجعات الجنوب الأوروبي الساحر في أسر حرائق هائلة لستة أيام متتالية، ما أدى إلى تلوث أجوائها وإجلاء زوراها.

وبينما نجحت بعض الدول في استيعاب الأمر، سقطت أخرى في براثن الفشل كتركيا التي أدى انتشار الحرائق فيها إلى انتقادات عارمة طالت الرئيس رجب أردوغان.

حرمان من عائدات السياحة

وتشهد هذه البلدان الواقعة على البحر الأبيض المتوسط والتي تعتمد بشكل كبير على عائدات السياحة التي حرمت منها بسبب الوباء، هذا الصيف ارتفاعا كبيرا في درجات حرارة وحرائق غابات أكبر من العادة.

وتواجه تركيا حاليا حرائق هي الأسوأ منذ عقد على الأقل أتت على نحو 95 ألف هكتار منذ كانون الثاني/يناير، مقابل 13516 في المتوسط في هذه الفترة من العام بين 2008 و2020.

وقالت قناة “سي إن إن تركيا” إنه في منتجع بودروم التركي الراقي، تم إخلاء أحد الأحياء بينما تؤجج رياح قوية آتية من منطقة ميلاس المجاورة، النيران.

وأوضحت القناة أنه تم إجلاء 540 شخصا بالقوارب من دون التمكن من السير في الطريق. وشهدت مدينة أنطاليا السياحية عمليات إجلاء أخرى، كما ذكرت قناة “إن تي في”.

أنطاليا التركية تشتعل

ويتوقع أن تبقى درجات الحرارة مرتفعة بعدما وصلت إلى مستويات قياسية الشهر الماضي. وقد بلغت مثلا 49,1 درجة مئوية في 20 يوليو/ تموز في جزيرة سيزر في منطقة الأناضول في أقصى جنوب شرق تركيا.

وتفيد الأرصاد الجوية أن درجة الحرارة يمكن أن تبلغ 40 مئوية في أنطاليا الإثنين.

ونشرت وزارة الدفاع التركية صورا التقطت بالأقمار الاصطناعية تظهر حجم الضرر في الغابات التي باتت سوداء وما زالت تتصاعد منها أدخنة.

وواجه الرئيس رجب طيب إردوغان انتقادات عندما تبين أن تركيا لا تملك طائرات لرش المياه بينما تتفاقم مشكلة الحرائق في البلاد التي تغطي أحراج ثلث أراضيها.

واتهم أكبر حزب معارض حزب الشعب الجمهوري (اشتراكي ديموقراطي)، الرئيس التركي بانه فكك البنية التحتية لمنظمة شبه حكومية كانت تمتلك طائرات قاذفة للمياه.

وتفيد بيانات للاتحاد الأوروبي أن 133 حريقا سجل في تركيا في 2021 حتى الآن، مقابل 43 حريقا في المعدل بين 2008 و2020.

اليونان تعاني

ويكافح رجال الإطفاء في اليونان الأحد حريقا في شمال غرب شبه جزيرة بيلوبونيز ، بالقرب من مدينة باتراس.

وبسبب مشاكل في الجهاز التنفسي وحروق، نقل ثمانية أشخاص إلى مستشفيات المنطقة التي بقيت متأهبة، بحسب الدفاع المدني. وتم إخلاء خمس قرى بسبب هذا الحريق الكبير الذي اندلع السبت في أجواء من الحر الشديد.

وقال ديمتريس كالوجيروبولوس رئيس بلدية أيجيالياس إحدى القرى القريبة من الحريق إن “الكارثة هائلة”.

وفي قرى زيريا وكاماريس وأياس ولابيري، احترق نحو ثلاثين منزلا وحظائر زراعية واسطبلات ودمرت حقول زيتون بأكملها، وفق ما ذكرت الصحيفة المحلية “باتراستايمز”.

وقالت سكاي وهي من سكان لابيري للتلفزيون اليوناني “نمنا في الخارج ليلا وكنا خائفين ألا نجد منزلنا عندما نستيقظ”.

وتم إخلاء منتجع لوغوس الساحلي. ونقلت شرطة الميناء مساء السبت مئات من السكان والسياح إلى ميناء أيو على بعد كيلومترات قليلة من القرية.

ومنذ بداية العام، دمرت حرائق أكثر من 13 الفا و500 هكتار في اليونان، مقابل 7500 في المتوسط في هذه الفترة من العام بين 2008 و2020.

دمار في إيطاليا

وكتب رجال الإطفاء على تويتر أنه بعد حرائق مدمرة في سردينيا نهاية الأسبوع الماضي، سجلت إيطاليا أكثر من 800 حريق في نهاية هذا الأسبوع الجاري، معظمها في جنوب البلاد.

وأضافوا في تغريدتهم “في الساعات ال24 الماضية، قام رجال الإطفاء بأكثر من 800 عملية تدخل: 250 في صقلية وثلاثون في بوليا وكالابريا وتسعون في لاتسيو (منطقة روما) وسبعون في كمبانيا”.

إسبانيا تدافع عن محمياتها

في إسبانيا، التي طاولها في منتصف يوليو/ تموز حريق في محمية طبيعية على الساحل الكاتالوني بالقرب من الحدود الفرنسية الإسبانية، كان رجال الإطفاء يكافحون في نهاية الأسبوع حريقا بالقرب من خزان سان خوان على بعد حوالى سبعين كيلومترا شرق مدريد.

جميع الحقوق محفوظة لـ موقع الهجرة

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *