حكايات وأساطير تكشف سر جاذبية “بيت الكريتلية”


تعرف علي حكايات وأساطير تكشف سر جاذبية “بيت الكريتلية”

حكاية “بيت الكريتلية” بدأت عام 1504م، عندما أنشأ المعلم عبد القادر الحداد البيت الأول، وعُرف باسم بيت آمنة سالم وقتها.

حكايات كثيرة ترويها جدران “بيت الكريتلية” والمعروف حالياً بمتحف جاير أندرسون في منطقة القاهرة القديمة، الذي أصبح الآن مقصدًا لكثير من السياح.

ومنذ أن دخله السيد أحمد عبدالجواد، بطل ثلاثية نجيب محفوظ، ومن بعده سعد اليتيم والإمام الغزالي، وتردد بين جدرانه صوت السندريلا “بانوا.. بانوا على أصلكم بانوا”، وهي الجدران نفسها التي احتضنت ألمظ وعبده الحامولي من قبل، صارت شهرته كبيرة تجذب الزوار من كل مكان.

في 4 ميدان ابن طولون، بحي السيدة زينب، في قلب العاصمة المصرية القاهرة، تعبر البوابة الإلكترونية والتي عن يمينها باب خشبي صغير، ولافتة تحمل بخط عربي “ضريح الشيخ سليمان الكريتلي”، إلى حديقة منزلية، لبيتين متقابلين، يتسلمك عندها “راوٍ”، ليقص عليك الحكاية.

بدأت حكاية “بيت الكريتلية” عام 1504م، عندما أنشأ المعلم عبدالقادر الحداد البيت الأول، وعُرف باسم بيت آمنة سالم، كونها آخر من امتلكه، أما البيت الثاني، فقد بناه أحد أعيان القاهرة، وهو محمد بن سالم بن جلمام، سنة 1631م، وكان آخر من سكنه سيدة من جزيرة كريت، فعرف ببيت الكريتلية.

ويحتوي المتحف على جناح “السلاملك” وهو لاستقبال الزاور، و”الحرملك” ويخص سيدات البيت، كما يوجد به العديد من الغرف الأخرى واحدة منها للقراءة وأخرى تسمى الغرفة الفارسية وغرفة الأطفال التي توثق بناء القصر.

ولد جاير أندرسون في بريطانيا عام 1881م، وعمل طبيباً في الجيش الإنجليزي وكان من بين الضباط الذين خدموا في الجيش الإنجليزي والجيش المصري في وادي النيل، استقر أندرسون بمصر التي عشقها من كل جوانحه منذ عام 1908م، واعتبر أندرسون مصر وطنه الثاني.

وذكر أندرسون في مذكراته المحفوظة بمتحف فيكتوريا وألبرت بلندن: “مصر أحب الأرض إلى قلبي لذلك لم أفارقها لأني قضيت بها أسعد أيامي منذ مولدي”، وكان أندرسون مهتماً بالآثار من العصور المختلفة وخصوصاً الفن الإسلامي حيث جمّع مجموعات نادرة تعرض حالياً في المتحف.

أساطير البيت وحكاياته، تدفعك لأن تبحث أثناء زيارتك له، عن أثر هذه الأساطير التي حفرها صانع يدعى “عبدالعزيز عبده” على النحاس، لتجدها في البيت الأول، بـ”غرفة البئر”، عبارة عن أطباق نحاسية صغيرة الحجم، دُوّن عليها كلمات استرشاديه للأساطير، ورسم يوضح الأسطورة، أما الرسوم الأصلية فهي محفوظة في متحف فيكتوريا وألبرت بلندن، بحسب كتاب أساطير بيت الكريتلية.

في الكتاب، 13 أسطورة، أوردها أندرسون على لسان شيخ يدعى سليمان الكرتلي، منتسب إلى آخر العائلات التي سكنت البيت، وأولها عن وصول سفينة نوح: “وجبل يشكر الذي بني عليه، بيت الكريتلية، وجامع ابن طولون العظيم، كان في سالف العصر والأوان أعلى جبال مصر، وهنا لا على جبل ارآرات (شرق تركيا)، كما يظن البعض، وقد رست السفينة، بعد الطوفان، فبنوا هنا أول المدن، وعلى هذا الجبل

كانت آثار بئر حفر في جوف الصحراء، فنزلت في جوفه مياه الطوفان، وهو البئر الذي جدده يوسف بن يعقوب، وسمي بعد ذلك بئر الوطاويط، وبعد سنين جاء أحمد بن طولون وبنى جامعه فوجد سفينة نوح.

في الغرفة الأولى، في البيت الأول، المعروفة بغرفة البئر، شارات للأساطير، فالبئر الذي قال عنه سليمان الكرتلي مسحورًا في إحدى الأساطير، وترى فيه وجه حبيبك، والذي يقصده غير المتزوجين أو رافضو الزواج ليتزوجوا، يقع تمامًا في منتصف الغرفة، وكذلك مجسمات صغيرة وقديمة لسفينة نوح.

من بين الأساطير واحدة، للشيخ الأعمى الذي سكن ضريحه سليمان الكريتلي، والذي عذب اللصوص، وجعلهم يدورون حول أنفسهم، ولا يستطيعون الوصول إلى البيت لسرقته، وكل الأساطير مجسدة في الأطباق.

ويحتوي البيت على آثار وقطع فنية، حملت من الشرق والغرب لتستقر فيه من بينها، رأس مزيف لنفرتاري، وتابوت مصري حقيقي، وصلبان وأناجيل من العصر القبطي.

الآن من خلال جولة متأنية في “بيت الكريتلية” يمكنك أن تصنع معها ذكرياتك الخاصة، بين جدران المتحف الذي يتكون من 29 قاعة، وكل منها تعد لوحة فنية خاصة لما تتميز به من التصميم المعماري الشرقي، والتحف المختلفة.

جميع الحقوق محفوظة لـ موقع الهجرة

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *