تعرف علي سلوكيات السياح تزداد سوءا.. ما السبب؟

معظم السياح يميلون إلى التخلص من الكبت والتصرف بعيدا عن المعايير والسلوكيات الصحيحة خارج بلدهم

سواء بسبب الغطس في قنوات البندقية أو مطاردة فتيات الجيشا في شوارع اليابان أو مجرد التواجد بأعداد غفيرة بشكل غير محتمل في إحدى المناطق السياحية ذات الشعبية، أصبح السياح يتصدرون مؤخرا عناوين الأخبار بسبب سلوكيات سيئة.

وأرجعت شبكة “سي إن إن” الأمريكية أحد أسباب تزايد السلوكيات السيئة بين السياح إلى تحول السفر وحزم الأمتعة مع مرور الوقت والسنوات إلى أمر عادي إذ أصبح التنقل بين العالم الكبير الواسع أكثر سهولة.

ومما لا شك فيه أن السياحة زادت بشكل كبير خلال القرن الماضي، ووفقا لمنظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة UNWTO، وصل عدد السياح الدوليين حول العالم إلى 1.4 مليار شخص العام الماضي، بزيادة 6% عن عام 2017. وبالعودة إلى عام 1970 قبل ازدهار السفر كان عدد السياح 166 مليون فقط، وبالعودة أكثر إلى الخلف عام 1950 كان عددهم 25 مليون فقط. علاوة على أن السياحة أصبحت تلعب دورا كبيرا في الاقتصاد العالمي. ففي 2018، وصلت عائداتها إلى 1.7 تريليون دولار.

وحسب UNWTO، تعد فرنسا الدولة الأكثر شعبية سياحيا في العالم، يليها إسبانيا ثم الولايات المتحدة والصين وإيطاليا. وبالرغم من أن هذا الأمر من المفترض أن يكون مفرحا فإن بعض هذه الجهات أصبحت ضحايا لشعبيتها الزائدة.

ويرى البروفيسور فيدرا بيزولو، مؤلف كتاب “السياحة السامة”، أنه طالما يستمر سفر البشر، فستتصارع الثقافات وستدفع البيئة الثمن.

ومن أبرز السلوكيات الخاطئة التي ارتكبها سياح مؤخرا، ذلك الذي ارتكبه مدونا موقع التواصل الاجتماعي يوتيوب سابينا دولزالوفا وزدينك سلوكا من جمهورية التشيك، أغسطس/آب الماضي في بالي. قام سلوكا بالتقاط فيديو وهو يرفع تنورة صديقته ويرش الماء على جسدها داخل معبد بيجي في غابة القرود المقدسة Sacred Monkey Forest في أوبود. لكن بعد تعرضهما إلى ردود فعل غاضبة عبر الإنترنت، أصدرا اعتذارا رسميا عن سلوكهما.

وجاءت هذه الفضيحة بعد أسابيع فقط من فيديو آخر نشره 5 رجال أستراليين ويظهرون فيه بدون ملابس ويتبولون ويركضون في شوارع بالي أيضا.

تسببت كلتا الواقعتين في رد فعل غاضب وانتقادات دفعت بعض المسؤولين في بالي بإندونيسيا إلى التفكير في طرد السياح الذين يقومون بمثل هذه السلوكيات المشينة. ويقول مجلس سياحة بالي إنه بصدد إعداد قانون جديد ينظم سلوك المسافرين الذين يزورون الجزيرة الإندونيسية ذات الشعبية الكبيرة.

من جهته، قال هيري رحمت ويدجاجا، نائب مساعد مدير إدارة الأزمات السياحية بوزارة السياحة الإندونيسية، إنه حاليا لا توجد إحصاءات تفيد زيادة سوء تصرف السياح، لكن في ظل عصر التكنولوجيا الذي نعيشه أصبحت الأمور تنتشر بسرعة ما يعطي انطباعا بأن التصرفات الخاطئة في تزايد.

وأضاف أنه ينبغي على قوات الأمن وقطاعات السياحة الاستمرار في إرشاد السياح حول كيفية احترام الثقافات المحلية والشعائر الدينية بالإضافة إلى الحفاظ على النظافة والنظام في الدول التي يزورونها حتى لا تسوء العلاقة بين المحليين والزوار.

وتعد روما إحدى الجهات السياحية التي قدمت إرشادات للسياح للحد من السلوكيات الخاطئة. وفي 2018، مررت العاصمة الإيطالية قانونا يحظر شرب الخمر في الشارع أو الغطس في نوافير المدينة.

كما تحظر إسبانيا تناول الوجبات الخفيفة في الأماكن العامة أو الجلوس على سلالم الآثار التاريخية مثل Spanish Steps. وعلى سبيل المثال، قامت مدينة كيوتو بعمل تحديث هاتف ذكي يسهل كبح السياح غير المهذبين الذين يجوبون الشوارع لمطاردة فتيات الجيشا.

وفي أبريل/نيسان الماضي، أطلقت أمستردام حملة Enjoy Respect للحد من سلوكيات السياح المشينة، وفرض عواقب على المخالفين.

وفي عام 2013، أصدرت الحكومة الصينية كتيبا من 46 صفحة بعنوان Guide to Civilized Tourism and Travel ويتضمن بعض النصائح والإرشادات التي ينبغي التعامل بها.

وتخطط نيوزيلندا أيضا لوضع قواعد السلوك الجيد “Tiaki Promise” على أن يلتزم بها زوارها فيما يتعلق بالقيادة المتهورة وتجاهل قواعد السلامة في الأماكن المفتوحة.

ويرى بعض الخبراء أن معظم السياح يميلون إلى التخلص من الكبت والتصرف بعيدا عن المعايير والسلوكيات الصحيحة طالما أنهم خارج بلدهم، كما يجد بعضهم استمتاعا في الانخراط في أمور فظة أو غير قانونية لا يقدرون على القيام بها في بلادهم.

وأخيرا قال جودي راندال، الرئيس التنفيذي لشركة Randall Travel Marketing المتخصصة في أبحاث السفر والسياحة، إن تعامل المحليين مع السياح والمسافرين بطريقة جيدة ستجعلهم في المقابل يقدمون أفضل ما لديهم.

جميع الحقوق محفوظة لـ موقع الهجرة

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *