تعرف علي سواحل الإمارات.. ذاكرة التاريخ تكتب الحاضر المضيء والمستقبل المشرق

سواحل الإمارات بامتداداتها شاهدة على الإنجازات الكبيرة التي حققتها الدولة برؤية قيادتها الرشيدة التي تؤمن بأنه لا مستحيل.

كانت سواحل الإمارات ولا تزال بامتداداتها شاهدة على الإنجازات الكبيرة التي حققتها الدولة برؤية قيادتها الرشيدة التي تؤمن بأنه لا مستحيل.

ويعد الساحل البحري للإمارات – الذي يفوح بعبق الحضارة والتاريخ – عنوانا للرقي والتحضر ويضم عددا من المدن الجميلة التي ذاع صيتها في أرجاء المعمورة.

ويشد ناظريك ذلك الساحل الذي تجتمع فيه الحضارة والتاريخ والحداثة معا مع إطلالات مدن الإمارات العامرة ” أبوظبي ودبي والشارقة وعجمان وأم القيوين ورأس الخيمة والفجيرة” بسحرها ورقيها والتي جمعت بين مكانة الجغرافيا وعيق التاريخ.

وتثبت تلك الآلئ السبع على طول الساحل أن الإمارات دولة معجزات ولا يمكن أن تقف طويلا أمام أي تحديات لتواصل من خلالها نهجها ركب التطور والحداثة لأن من همه السير قدما نحو القمة لا يرضى إلا بالرقم “1”.

والإمارات بإنجازاتها ومعجزاتها تغلبت على صعوبات الجغرافيا وكتبت التاريخ من جديد وعلى سبيل المثال “لا الحصر” كورنيش أبوظبي الحالي الذي بني داخل البحر بعد أن مرت عملية تطويره بعدة مراحل كل مرحلة كانت أجمل من سابقاتها.. وأحدثها جعلت منه أيقونة للجمال يحلم برؤيته كل سائح ويتغنى به العالم .

ومن يرغب في تدوين تاريخ المكان عليه الاعتراف بأن إنجاز الحاضر شاهد عيان على تاريخه وأنه مادة أكثر واقعية لكتابة التاريخ الحقيقي للمكان.

كان أول ظهور فوتوغرافي لكورنيش أبوظبي عام 1948 وكان عبارة عن شاطئ تغزوه الرمال من كل جهة يجتمع عليه عدة رجال يتوسطهم قارب في محاولة لإدخاله إلى البحر.

وسطرت إمارة أبوظبي بقيادة أسرة آل نهيان الكريمة – عبر جهودها المتواصلة عبر التاريخ – انطلاقا من سواحلها أعظم إنجازاتها من خلال شاطئ الخليج العربي وكانت انطلاقة تلك الإنجازات من خلال بناء قصر الحصن عام 1760.. لتتواصل منذ ذلك الحين حتى غدت أبوظبي ” درة المدن ” تفاخر بإنجازاتها ونهضتها الشاملة وتحاكي العواصم الأكثر تقدما في العالم.

ويعتبر هذا الساحل اليوم شريان الحياة وروح المدينة ويعج بأكبر مشاريع التطوير العقاري في المنطقة ويزخر بمجموعة كبيرة من المعجزات الحديثة التي يندر تواجدها في المدن الأخرى.

وأنت على ساحل المدينة تدرك أن طموحات أبوظبي بلا حدود وتتفهم معنى القيادة التي تحول المستحيل إلى ممكن تصنع الحياة وتغير الجغرافيا وتنجز للتاريخ ولا تلتفت إلا إلى المستقبل.

وتطل مدينة دبي على الساحل البحري نفسه إذا تجاوز زائرها مواقعها الأثرية القديمة التي يعود تاريخها إلى الألفية الثالثة قبل الميلاد حتما لابد أن يتوقف عند “برج خليفة” المهيمن على أفق المدينة أطول برج في العالم والذي يجسد طموح الإمارات وقدرتها على تحقيق المستحيل.

تاريخ أسرة آل مكتوم

وشكل تاريخ أسرة آل مكتوم مسيرة ملهمة من العطاء والبناء على مر الأجيال حيث آمنت بالتطور وتبنت التنمية ومن شدة شغفها بالرقي والتطور غيرت جغرافيا المدينة والمنطقة عندما أضافت شواطئ جديدة للإمارة بطول 78 كيلومترا عبارة عن شواطئ مشروع جزيرة نخلة جميرا.

وتعتبر جزيرة نخلة جميرا على ساحل دبي جزءا من رؤية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والتي تعد أكبر جزيرة صناعية على وجه الأرض أقامها الإنسان وسط المياه.

وتعود المدينة مرة أخرى لتسطر تاريخا جديدا يضاف إلى نجاحات دبي ” دانة الدنيا ” عندما تدفقت المياه في ” قناة دبي المائية” عام 2016 لتربط منطقة الخليج التجاري بالخليج العربي وتضيف مسافة 6.4 كيلومترات من الواجهات البحرية للمدينة.

ضيافة الثقافة

فيما تقع مدينة الشارقة شمال مدينة دبي على الساحل نفسه ويعود تاريخها إلى أكثر من 6000 عام وتعد اليوم موئلا للسياح من جميع أنحاء العالم.

وتشعر وأنت في مدينة الشارقة أنك في ضيافة الثقافة وعبق التاريخ، وفي ضيافة الإنسان والمكان والزمان أيضا فهي تأسرك بكرمها وكرم أهلها.

ولا تخلو الشارقة من صروح كثيرة تشكل إطلالتها على الخليج مثل مشروع قناة القصباء الذي غير من جغرافيا المدينة وربط بحيرة خالد ببحر الخان ناهيك عن أنها أول مدينة في العالم تحول جزيرة بالكامل “جزيرة المجاز” إلى مسرح شيد فوق الماء على طريقة تصميم المدرجات الرومانية الشهيرة.

وتعكس تلك الانجازات رؤية الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة وإصراره على أن تكون المدينة منارة تضيء العالم ثقافة ومعرفة وعلما.

وتجاور مدينة عجمان، مدينة الشارقة على ساحل الخليج العربي ويتوسطها متحف عجمان الذي كان حصنا عتيقا ومقرا لأسرة النعيمي منذ أوائل القرن التاسع عشر.

وتشير الاكتشافات الأثرية إلى أن تاريخ إمارة أم القيوين قديم جدا وفيها مقبرة يعود تاريخها إلى ما قبل نحو 80 قرنا مضت.. وهو التاريخ الذي يقدم مثالا حيا لكثير من الأشياء التي نمر بها في حياتنا .. فسكانها عاشوا في منطقة الدور بعد ذلك انتقلوا إلى وسط جزيرة السينية التي كانت تسمى في ذلك الوقت /ملاح/ ومن ثم انتقلوا إلى أم القيوين الحالية.

وكأن لسان حالهم يقول من سنن الحياة ” دوام الحال من المحال” والأمم المتحضرة لا تلتفت للمكان والزمان .. وابن الإمارات إنسان مثابر منذ القدم لا يحده مكان وما يشغله حاضره ومستقبله يصنع تاريخه أينما حل وارتحل.

رأس الخيمة

وعند الوصول إلى رأس الخيمة أنى أدرت عينيك يصافحك التاريخ ويشدك التطور وتشعر أنه وسط أمة كافحت لتحيا وتستمر واصلة الماضي بالحاضر مستشرفة آفاق المستقبل .

عرفت رأس الخيمة قديما باسم ” جلفار ” ويقع بالقرب من ساحلها كثير من المواقع والمباني الأثرية لعل أبرزها حصن رأس الخيمة / متحف رأس الخيمة الوطني/ والذي تم إنشاؤه في الفترة الواقعة ما بين عامي 1809 و1819 واستخدم كمقر سكني لأسرة القاسمي حتى عام 1964 وفي عام 1984 وجه المغفور له الشيخ صقر بن محمد القاسمي حاكم الإمارة آنذاك بتحويل مبنى الحصن القديم إلى مقر لمتحف رأس الخيمة.

واستطاعت رأس الخيمة خلال العقد الماضي تغيير جغرافيتها الساحلية خاصة ساحلها البحري مع إنشاء “جزيرة المرجان” لتكون جوهرة متلألئة داخل مياه الخليج العربي.

وأضاف المشروع ساحلا بحريا يصل إلى 23 كيلومترا من الشواطئ الجديدة للإمارة وهذا إنجاز عظيم يضاف لسجل الإمارة الحافل.

الفجيرة وأم القيوين

أما إمارة الفجيرة والتي تطل سواحلها على بحر العرب كانت ولا تزال الموطن الأول لقبائل الشرقيين الذين اشتهروا بالكرم والشجاعة وهي الإمارة الوحيدة التي لا تطل على الخليج العربي وتمتد سواحلها على بحر العرب مسافة 90 كلم تقريبا.

وسواحل الفجيرة خير شاهد على تطورها والنهضة التي تشهدها الآن حيث تنشط في مجال تقديم الخدمات اللوجستية لصناعة النفط المحلية والعالمية وتعتبر ثاني أكبر ميناء “عالمي” في مجال تزويد السفن بالوقود بعد سنغافورة وتتبوأ المركز الثالث لتخزين النفط والمشتقات البترولية في العالم.

والحال نفسه ينطبق في كل تفاصيله على إمارة أم القيوين – التي تواصل طريقها نحو مزيد التقدم والرقي- ليكتمل عقد إمارات الدولة السبع ضمن مسيرة النهضة والنماء والازدهار.

ولا يمكن الحديث عن سواحل الإمارات دون ذكر تلك الآلئ السابعة وما بها من حداثة غيرت الجغرافيا بفضل رؤية قيادة فذة تؤمن بأن البناء على التاريخ والاستغلال الأمثل لطبيعة الجغرافيا شرطان للنهضة.

وهاهي تتراءى سواحل الإمارات أمام الناظرين مجسدة الرؤية الملهمة التي نجحت في إحداث التحول المنشود.. وباتت الإنجازات تكبر لتواصل الإمارات مسيرتها الحضارية نحول المستقبل.

جميع الحقوق محفوظة لـ موقع الهجرة

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *