“سياحة الحروب”.. نوع جديد لقضاء الإجازات في دول مزقتها الصراعات


تعرف علي “سياحة الحروب”.. نوع جديد لقضاء الإجازات في دول مزقتها الصراعات

بورصة برلين للسياحة ITB تكشف نوعا جديدا من السياحة وهي “سياحة المخاطر” في سوريا وأفغانستان والسودان واليمن.

عديد من الصراعات والكوارث الإنسانية والحروب، كانت سببا في فقدان دول كثيرة كانت جهات سفر متميزة لقضاء الإجازات مثل: سوريا وأفغانستان والسودان، نظرا لشعبيتها وشهرتها بين السياح.

لكن في بورصة برلين للسياحة ITB التي تعد أهم وأكبر المعارض السياحية الدولية، لوحظ ظهور نوع سياحي جديد يطلق عليها البعض “سياحة الحروب”، وآخرون يطلقون عليها “السياحة المظلمة”، فيما تعدها مجموعة أخرى “سياحة الكوارث” أو “سياحة المخاطر” تركزت في سوريا وأفغانستان والسودان واليمن.

وبحسب شبكة “فوكس نيوز” الأمريكية، فعلى الرغم من العنف المستمر في السودان على سبيل المثال إلا أنها تقدم صورا مغرية للحياة البرية والتاريخ والبحر الأحمر والتراث والحرف اليدوية.

وفي سفاراتها يتم الترويج للسياحة في السودان، وكتب على أحد الملصقات: “تلعب السياحة دورين مهمين.. الأول أنها تعزز صورة السودان أمام العالم الخارجي وتعكس طبيعة شعبها الحسنة وحضارتها وتراثها الشعبي وفنونها، والآخر أنها تسهم في تعزيز الدبلوماسية الشعبية للبلد”.

فيما تظل فنزويلا التي تعاني حاليا من فوضى سياسية واقتصادية وإنسانية، جهة سفر لا بد من زيارتها في أمريكا اللاتينية، ودعا إلى زيارتها منظمو رحلات السفر خلال معرض برلين بمجموعة من الملصقات الترويجية.

وتتميز فنزويلا بفن معماري ملون والجبال المصطفة على الساحل الفنزويلي، كما تعد العاصمة “كراكاس” مدينة مثيرة تقدم للسياح أكثر مما يقال عنها، فضلا عن زهورها الغريبة ومطاعمها الشهية ذات الوجهات المذهلة على البحر الكاريبي.

لكن تحذر وزارة الخارجية الأمريكية من ندرة الطعام والرعاية الصحية وانقطاع التيار الكهربائي بصفة متكررة، علاوة على الاحتجاجات وارتفاع معدل الجرائم في فنزويلا حتى أن 4 ملايين تقريبا هاجروا منها على مدار الـ4 سنوات الماضية.

حتى أفغانستان التي يسيطر عليها المشهد الدموي، روج إليها بعض منظمي الرحلات السياحية خلال المعرض، ومنهم “Untamed Borders” التي قامت بتنظيم 35 رحلة في عام 2018 إلى أفغانستان.

كما ساعدت في تنظيم ماراثون أفغانستان، الحدث الرياضي الوحيد في الدولة الذي يشارك فيه الرجال والسيدات معًا، فضلا عن تنظيمها رحلات ثقافية إلى مناطق مثل “كابول” و”حرات” و”مزار” و”واخان”، وأخرى إلى وادي “بانجشير” الشهير بجباله الرائعة وقراه الغريبة.

وفي هذه الأثناء يستمر مجلس السياحة السوري في تشجيع السياح على زيارة بلده للانغماس في موارد الدولة الطبيعية والأثرية، ومعارض الفنون الجميلة، وجمالها الشاطئي، حتى أنه تم تدشين “هشتاق سوريا دائما جميلة” (Syria Always Beautiful) عبر موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، ويتم من خلالها الترويج إلى فنادق ومطاعم سورية.

ولا يزال معظم سوريا منهارا بعد 8 سنوات من الحرب التي أجبرت ملايين على مهاجرة منازلهم، وزهقت أرواح أكثر من 500 ألف سوريا.

ولم تذكر وزارة السياحة السورية أي شيء عن هذه المعارك في الكتيبات والمذكرات التي توزعها.

وحتى اليمن التي أعلنت الأمم المتحدة أنها تعاني من الأزمة الإنسانية الأسوأ في العالم، لا تزال مفتوحة أمام الزوار من أنحاء العالم.

وفي رسالة عبر البريد الإلكتروني لـ”فوكس نيوز”، قال أحد المرشدين السياحيين من شركة “Easy Yemen Tours”، إنه من الممكن زيارة اليمن والاستمتاع بكثير من المناطق الأثرية بها مثل جزيرة “سقطرى” القديمة.

وأضاف أن مكتب الهجرة يقبل تأشيرات السياح خلال من 5 إلى 7 أيام، لافتا إلى أن رحلات استكشاف اليمن تستمر نحو 5 أيام وسط تأمين مشدد من قبل شرطة السياحة اليمنية.

كما تحاول ليبيا أيضا الترويج للسياحة فيها والاستمتاع بمعالمها المميزة وشاطئها على البحر المتوسط وصحراء صحاري.

وتنصح جميع الزوار بقراءة إرشادات السفر التي وضعتها كل دولة بحرص قبل التوجه إلى ليبيا، وترتيب وسائل مواصلات آمنة قبل الوصول.

وفي الفترة الأخيرة، بدأت العراق في الترويج للسياحة الدينية خصوصا في الجزء الجنوبي منها، حيث مسجدي النجف وكربلاء.

من جانبه قال “تيم هنتشل”، الرئيس التنفيذي لموقع الحجز الجماعي “Hotel Planner “: “لا نشجع هذا النوع من السياحة، على الرغم من أننا نحصل على طلبات للسفر إلى هذه الجهات”.

وأوضح أن المسافرين الذين يحاولون تجربة هذا النوع من السياحة يعرضون أنفسهم إلى مخاطر، فضلا عن تعريض حياة الجنود الذين سيحاولون مساعدتهم إذا تم احتجازهم للخطر.

لكن في ظل هذه الظروف الطاحنة، تسعى حكومات هذه الدول إلى الاعتماد على السياحة، مستغلة الأهوال التي وقعت على أراضيها لإنقاذ اقتصادها من الغرق.

فملايين السياح على سبيل المثال يزورون كمبوديا سنويا لمشاهدة حقول القتل أو سجن S-21 الذي يذكر بالإبادة الجماعية في السبعينيات خلال عهد “بول بوت”، وبقايا البلقان التي دخلت في صراع أكثر مرارة منذ التسعينيات.

والغريب أن تكلفة السفر إلى دولة مثل “رواندا” التي مر على الإبادة الجماعية البشعة فيها نحو 15 عاما، هي الأكبر بين دول أفريقيا.

ويوضح السبب مندوب جناح “Visit Rwanda” في معرض برلين أن السبب هو احتواؤها على أماكن إقامة فخمة ورحلات سفاري ووديان، فضلا عن تاريخها.

جميع الحقوق محفوظة لـ موقع الهجرة

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *