تعرف علي سياحة الفرصة الأخيرة.. متعة السفر إلى أماكن مرشحة للاختفاء

تزداد المخاوف حول المناخ، وسط تنبؤات تشير إلى أن الأسوأ قادم، لكن هذا الواقع المحزن خلق نمطا سياحيا جديدا وهو “سياحة الفرصة الأخيرة”.

يحمل كل شهر أخبارًا عن رقم قياسي جديد للحرارة. ومع ارتفاع درجة حرارة الأرض، تصبح العجائب الطبيعية – الشعاب المرجانية والأنهار الجليدية والأرخبيل – معرضة لخطر الزوال والاختفاء. وقد حفز هذا بعض المسافرين للقيام برحلات تحت مسمى “سياحة الفرصة الأخيرة”، وزيارة الأماكن المهددة بتغير المناخ قبل فوات الأوان.

وكتبت بايج ماكلاناهان في مقال لصحيفة التايمز: “منذ آلاف السنين، تسابق البشر ليكونوا أول من يتسلق قمة جبلية، أو يعبروا الحدود، أو يوثقوا نوعًا جديدًا أو منظرًا طبيعيًا جديدًا، لكن لآن، في بعض الحالات، نحن نتسابق لنكون الأخيرين الذين يقومون برحلة لمنظر طبيعي خلاب.”

اختفاء نهر جليدي

إحدى هذه الوجهات هي مير دي غلاس، وهو أكبر نهر جليدي في جبال الألب الفرنسية، حيث يذهب الآلاف من الناس كل عام للتزلج. (كان من بين السياح الأوائل ماري شيلي ومارك توين).

يذوب هذا النهر الجليدي بسرعة، مثل العديد من الأنهار الجليدية الأخرى. وقد تم افتتاح مصعد جديد مؤخرًا للبقاء بالقرب من الجليد المتراجع. ووجدت دراسة نشرت في مجلة ساينس العام الماضي أن حوالي نصف الأنهار الجليدية في العالم سوف تذوب بحلول نهاية هذا القرن، حتى لو التزمت الدول بأهداف اتفاقية باريس للمناخ.

وقال أحد زائري هذا النهر الجليدي: “بالنسبة لشخص لا يعرف كيف كان الوضع من قبل، فهو مشهد جميل”. “ولكن عندما تعرف الفرق، فإنه أمر محزن حقا.”

إيجابيات وسلبيات

هناك بعض الأدلة على أن زيارة النظام البيئي المهدد بتغير المناخ يمكن أن يدفع الناس إلى أن يصبحوا أكثر وعياً بتأثيرهم على البيئة.

وفي استطلاع أجراه باحثون عام 2020 حول نهر “مير دو جلاس”، قال 80 في المائة من الزوار إنهم سيحاولون معرفة المزيد حول كيفية حماية البيئة، وقال 77 في المائة إنهم سيقللون من استهلاكهم للمياه والطاقة.

وفي بيرو، أعاد المسؤولون تسمية الرحلة إلى نهر “باستوروري” الجليدي باسم “La Ruta del Cambio Climático” أو “طريق تغير المناخ”. وفي مير دي جلاس، من المقرر افتتاح معرض حول تغير المناخ – يسمى جلاسيوريم – في وقت لاحق من هذا العام.

مع ذلك، هناك من يتساءلون عن قيمة سياحة الفرصة الأخيرة. من منطلق أن زيارة البيئات الهشة يمكن أن تضر أكثر مما تنفع.

ويسافر بعض الناس إلى القارة القطبية الجنوبية لأنهم يخشون تدميرها. ولكن، كما أوضحت سارة كليمنس في مقال نشرته مجلة The Atlantic العام الماضي، فإن السفر إلى هناك يتطلب الكثير من الوقود، في حين يمكن للزوار أن ينقلوا الأمراض ويلحقوا الضرر بالحياة البرية. ووجد البحث الذي أجرته كارلا بولوك، الأكاديمية من جامعة واترلو، أن غالبية سياح الفرصة الأخيرة لزيارة موقعين في كندا لم يكونوا على استعداد لدفع المزيد لتعويض البصمة الكربونية لرحلتهم.

aXA6IDc0LjEyNS4yMDguMTQwIA== جزيرة ام اند امز US

جميع الحقوق محفوظة لـ موقع الهجرة

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *