تعرف علي سيدي بوسعيد التونسية تتحول لمدينة “أشباح” خوفا من كورونا

مدينة سيدي بوسعيد الضاحية السياحية ويقصدها آلاف التونسيين والأجانب طوال العام تحولت لمدينة أشباح بسبب كورونا

حولها فيروس كورونا إلى مدينة أشباح، فلا محلات الصناعات التقليدية ولا المقاهي العتيقة ولا أبواب “الزوايا الطرقية” مفتوحة أمام زوارها من التونسيين والأجانب.

مدينة “سيدي بوسعيد” التونسية أصبحت مجرد محلات مقفلة وأزقة فارغة يخيم عليها الخوف من انتشار الوباء، بعد أن كانت بالأمس القريب متنفسا سياحيا، يعانق فيه الزائرون حلاوة البحر وأشعة الشمس.

وسيدي بوسعيد الضاحية السياحية (20 كلم من العاصمة) ويقصدها آلاف التونسيين والأجانب طوال العام، كانت مقصدا صوفيا في السنوات الماضية لزيارة ضريح أبو سعيد الباجي، أحد أعلام المدرسة الصوفية في تونس في القرن الثاني عشر الميلادي.

ويذكر التاريخ أن هذه المدينة السياحية المطلة على البحر المتوسط، أنجبت أسماء سياسية وأدبية في تونس، على غرار الرئيس السابق الباجي قائد السبسي، والفنان التشكيلي التونسي زبير التركي والمصمم العالمي عز الدين علية.

ورغم اتجاه الحكومة نحو تفعيل الحجر الصحي الموجه الذي انطلق، الإثنين، مع استئناف المواصلات لعملها، فإن توافد الزائرين عليها ما زال غائبا تماما خوفا من انتشار العدوى.

جاذبية مفقودة

وفقدت سيدي بوسعيد التي تشتهر بجمال مقاهيها الواقعة على سفح جبل والمطلة على البحر، سحرها الجاذب للزوار من تونسيين وأجانب بسبب وباء كورونا المتفشي بالبلاد.

ويقول سعيد الشابي عضو المجلس البلدي بالمنطقة إن “غياب الحيوية الاقتصادية بسيدي بوسعيد، تسبب في أضرار اقتصادية لمتاجر الصناعات التقليدية”.

واعتبر في تصريحات لـ”العين الإخبارية” أنه على الحكومة التدخل لدعم هذه المتاجر التي يتجاوز عمرها 60 عاما، وإلا فإن الإفلاس سيكون طريقها.

ويؤكد أنه في إفلاس متاجر الصناعات التقليدية، ستكون المدينة التي وصفها نزار قباني بالساحرة أمام انهيار كبير لقيمتها ووزنها السياحي في تونس.

وخفت صوت باعة الملابس والمنتجات التقليدية الذين يعرضون بضائعهم على قارعة الطريق علهم يظفرون بزبون لبيعها، فيما انطفأت رائحة النرجيلة المنبعثة من مقاهيها وغابت أصوات الموسيقى والأغاني التونسية المحلية القديمة.

واعتاد التونسيون في ليالي رمضان على التوجه لسيدي بوسعيد لاقتناء ما لذ وطاب من حلويات تقليدية؛ ومنها “البامبلوني” (فطائر) و”قطائف” و”الحلقوم” (الراح) والزلابية، إلا أنه بسبب الكورونا خلت شوارعها وأزقتها من المارة.

وتشتهر هذه المدينة الصغيرة في ليالي رمضان بالسهرات الرمضانية الروحانية والحفلات ومهرجان “ليالي النجمة الزهراء”، إلا أنها أصبحت خالية من ملامح الحياة المعتادة، فحتى سكانها لا يخرجون ليلا بسبب حظر التجوال الذي فرضته الحكومة منذ أواخر شهر مارس/آذار.

وفي تصريح لـ”العين الإخبارية”، قال سالم القبي، ناشط في المجتمع المدني وهو من سكان المنطقة، إن مدينته تشهد لأول مرة منذ عقود هذه الانتكاسة، معبرا في الوقت ذاته عن أمله في عودة الحركية الاقتصادية والتجارية في المنطقة.

وبين أن منظمات المجتمع المدني في المنطقة ستطرح خطة عمل للحكومة تشرح فيها طريقة لعودة المتاجر للعمل، مع المحافظة على مسافة التباعد الاجتماعي المطلوبة.

وقال: “غابت بهجة الحياة عن الرئة التي يتنفس منها التونسيون والسياح الزائرون، ولم تعد للبحر قيمته ولا لأشعة الشمس رونقها تحت وطأة الخوف من انتشار كورونا.

جميع الحقوق محفوظة لـ موقع الهجرة

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *