تعرف علي على خطى رحالة مصري.. الطريق إلى النوبة مليء بالسحر

النوبة هو الاسم الذي أطلق على السودان قديما، وتحديدا هي المنطقة التاريخية التي كانت تقع بين مدينة أسوان إلى جنوب الخرطوم.

“مشتاقين يا ناس للبيت لنبع الحبايب لبلاد النخيل والغيط على العمر اللي غايب للحب الكبير والشوق الكتير مشتاقين يا ناس لبلاد الدهب” بتلك الكلمات التي كتبها محيي الدين شريف، عبّر الفنان الراحل أحمد منيب عن حبه للنوبة أو بلاد الذهب.

وبلاد النوبة هو الاسم الذي أطلق على السودان قديماً قبل مسماها الحالي، وتحديداً هي المنطقة التاريخية التي كانت تقع بين مدينة أسوان إلى جنوب الخرطوم (تشمل معظم أراضي السودان الحديث). أما حالياً فقد اقتصر اسم النوبة فقط على المنطقة التي تشمل شمال السودان وجنوب مصر على طول نهر النيل.

وكانت بلاد النوبة التاريخية موطناً لإحدى أقدم الحضارات في أفريقيا، ومنها حضارة كرمة، ومملكة كوش التي حكمت مصر وامتد حكمها إلى فلسطين في عهد الأسرة الخامسة والعشرين، إلى أن سقطت المملكة على يد الأحباش بقيادة عيزانا ملك مملكة أكسوم في القرن الرابع الميلادي. وقد شهدت البلاد بعدها صعود ثلاث ممالك نوبية مسيحية كبيرة في المنطقة، إلى أن سقطت آخرها في عام 1504، وقامت مكانها سلطنة سنار الإسلامية.

واسم النوبة مشتق من قبائل النوبة البدو، أو النوبادي، والذين استقروا في المنطقة في القرن الرابع الميلادي، بعد انهيار مملكة كوش (بعاصمتها مروي)، والنوبة تعني “الذهب” حيث تشبه جبالها الذهب.

ويقول الرحالة حسام مختار، مؤسس نادي الرحالة، ستخسر كثيراً إذا لم تزُر بلاد الذهب، فأنت على موعد مع النيل وأبوسمبل والقلوب الطيبة والاستماع بالطقس الدافئ.

وحسام مختار هو رحالة مصري، عاشق للسفر واكتشاف الأماكن الجديدة، قام بتأسيس نادي الرحالة لنشر ثقافة الترحال وبناء جيل جديد من الرحالة المصريين في 2008.

ولقضاء أفضل أيام بالنوبة، يقول مختار إنه يحرص دائماً على وضع برنامج يتضمن أماكن الجذب المخفية لأسوان والنوبة؛ حيث يبدأ اليوم بعد الوصول بزيارة نيلية باستخدام القوارب الآلية لزيارة جزيرة إلبانتين مع الاستماع بالحدائق الخضراء الواسعة، وزيارة معبد ساتيت ومقياس النيل الأسواني ومنازل الأسرة الحاكمة الـ12، كما لا بد من زيارة أطلال المدينة القديمة.

أما اليوم الثاني، يضيف مختار أن الاستماع بجزيرة ناصر وبها سترى وتغذي طيور النورس على طول الطريق حول القوارب التي تستقلها للجزيرة، ولاكتساب طاقة إيجابية عالية مثلما وصفها العلماء فعليك بزيارة جزيرة ومعبد كلابشة المعروف أيضاً بمعبد ماندوليس هو معبد مصري قديم موقعه الأصلي باب الكلابشة، ويبعد حوالي 50 كم جنوب أسوان، وتم نقله عام 1970 على ضفاف بحيرة ناصر، والمعبد كُرس لعبادة الإله النوبي مندوليس إله الخصوبة والشمس عند النوبيين.

ولا يفوتك مشاهدة بانورامية لبلاد الدهب وأسوان بأكملها من أعلى جبل الهوى، فهو أفضل مكان للتصوير ويقع الجبل غرب أسوان.

وللمزج مع عبق التاريخ يقول مختار، لا تذهب من أسوان بدون الاستماع بعرض “الصوت والضوء” في معبد فيلة هذا المعبد المخصص للإله إيزيس والذي أغرقته مياه النيل وتم تقسيمه وأعيد تجميعه في موقع جديد فوق جزيرة إجيليكا على بعد حوالي 500 متر من مكانه الأصلي بجزيرة فيلة، ويضم مبانيه معبداً لحتحور إله السماء والحب والجمال.

وللنوبة توقيت خاص؛ حيث يبدأ اليوم الثالث مع غرب سهيل بعد رحلة نيلية رائعة، وزيارة البيوت النوبية والتقاط الصور مع التماسيح التي تشتهر بها تلك المنطقة، والاستمتاع بوضع الحنة النوبية للفتيات، والتسوق في الأسواق السياحية حيث التوابل والإكسسورات الفريدة بألوانها.

جميع الحقوق محفوظة لـ موقع الهجرة

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *