تعرف علي فو كوك.. جزيرة فقيرة تحولت إلى وجهة سياحية فاخرة في عامين

شواطئ خلابة ومناخ جاذب لكن البنية التحتية الفقيرة حبست إمكانيات الجزيرة السياحية.. كيف أصبحت في عامين وجهة المليارديرات والمشاهير؟

شواطئ خلابة ومناخ جاذب على مدار العام لكن البنية التحتية الفقيرة من طرق غير ممهدة وغياب الفنادق الشهيرة جعل المكان بلا جدوى سياحيا.. كان هذا وضع جزيرة فو كوك الفيتنامية قبل أن تركب قطار التنمية وتنطلق في غضون عامين فقط لتصبح واحدة من أكثر الوجهات الآسيوية الجاذبة للسياحة الفاخرة.

في مطلع القرن الحادي والعشرين، ورغم كونها جزيرة استوائية غير متطورة، آمن العديد من الخبراء السياحيين بأن فو كوك تمتلك من المقومات ما يجعلها قادرة على منافسة الوجهات الآسيوية الشهيرة.

وعلى مدار 10 سنوات من بداية القرن انتقل هذا الإيمان تدريجيا إلى المستثمرين الذي ما أن افتتحوا مشاريعهم السياحية في الجزيرة حتى حققت نموا إعجازيا في عدد الزوار، وليس أي زوار بل المليارديرات والراغبين في الوجهات الفاخرة.

الجزيرة كانت في السابق تعتمد فقط على جذب الزوار لشاطئ البحر المتواضع والترويج للمأكولات البحرية الطازجة أو الغطس أو الاستمتاع بالشاطئ الفارغ.

ولم يكن الزوار يحتملون قضاء أكثر من يومين فيها لقلة الأماكن الترفيهية، كما أن الرحلة إلى الجزيرة كانت صعبة في ظل عدم وجود مطار فيها واضطرارهم للتوجه أولا إلى مدينة هانوي المجاورة.

مطار وفندق.. ونجاح مهول

في عام 2010، ورغم طرقها “الطينية” غير الممهدة وقلة المنتجعات الشاطئية الراقية والفنادق من فئة 5 نجوم، استقبلت الجزيرة 240 ألف سائح، لكن بمجرد افتتاح مطار “فو كوك” الدولي الجديد في عام 2012، قفز هذا الرقم إلى 850 ألف سائح في عام 2015، ورغم النمو الهائل لم يكن هذا يرضي طموح المستثمرين أو حكومة فيتنام.

وفي عام 2016 افتتحت شركة “ماريوت” الدولية للضيافة والفنادق، منتجعا سياحيا من فئة 5 نجوم بالجزيرة، ما حولها إلى وجهة رائدة لقضاء العطلات الفاخرة للمليارديرات والمشاهير في جميع أنحاء آسيا.

تمت تسمية المنتجع “جي دبليو فو كوك إيميرالد باي”، وقد جرى اختبار ضمن أكثر المنتجعات والفنادق تميزا في العام التالي، ما أنعش استقبال الجزيرة لراغبي السياحة الفاخرة.

وبحسب موقع “فيتنام نيوز”، فإنه على مدى السنوات الثلاث الماضية، شهدت الجزيرة نمواً هائلاً في عدد الزوار لدرجة انها أصبحت تستقبل في شهر واحد عدداً أكبر من ذلك الذي استقبلته على مدار عام 2010 بالكامل، حيث زار الجزيرة قرابة 340 ألف سائح في يونيو 2018، و407 آلاف سائح في يوليو 2018.

ليس هذا فقط، بل إن الخطة الاستراتيجية للجزيرة كانت تستهدف استقبال 3 ملايين سائح بحلول عام 2020، لكنها تخطت هذا الرقم بالفعل في عام 2017.

وفي عام 2018 استقبلت الجزيرة أكثر من 4 ملايين سائح ويتوقع أن تسجل رقما قياسيا جديدا بحلول نهاية عام 2019.

ويمكن أن يُعزى الكثير من هذا النجاح إلى حقيقة أن فو كوك بدأت في جذب المزيد من المستثمرين الاستراتيجيين الذين كانوا يوجهون استثمارات كبيرة إلى البنية التحتية والخدمات السياحية في الجزيرة.

وقد حصلت الجزيرة على دفعة هائلة من السياح بفضل الفيلات الموجودة على البحر في منتجع “بريمير فيلج فو كوك ريزورت” الذي تم إطلاقه في أبريل 2018، فضلا عن أطول تلفريك عبر البحر في العالم والذي تم إنشاؤه ضمن مجمع ترفيهي ومنتزه طبيعي دولي “صن وورلد ناشيونال بارك” تم افتتاحه رسميا في فبراير 2018.

ومن المتوقع أن تصبح الجزيرة منافسا رئيسيا حتى للمالديف، حيث ينتظر تشغيل العديد من المشاريع الطموحة فيها مثل منتجع صن بريمير فيليدج كيم بيتش، وصن بريمير فيليدج ذي إيدن باي، وصن بريمير فيليدج بريمافيرا، ما يمهد الطريق لأكبر جزيرة في فيتنام بأن تصبح واحدة من الوجهات الرائدة للسياحة الفاخرة في العالم.

مشاريع سياحية تحت الانشاء في فيتنام

جدير بالذكر أنه بحلول نهاية عام 2018، مُنح ما مجموعه 248 مشروعا سياحيا تراخيص استثمارية في الجزيرة برأسمال إجمالي قدره 335 مليار دونج فيتنامي (نحو 14 مليار دولار).

جميع الحقوق محفوظة لـ موقع الهجرة

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *