قرار أمريكي جديد بشأن فيروس كورونا

وزارة الخارجية الأمريكية تدعو مواطني الولايات المتحدة بضرورة إعادة النظر في سفرهم إلى خارج البلاد بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد

دعت وزارة الخارجية الأمريكية مواطني الولايات المتحدة بضرورة إعادة النظر في سفرهم إلى خارج البلاد، بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد.

وقالت في بيان في وقت متأخر من مساء أمس الأربعاء “تنصح وزارة الخارجية الأمريكية المواطنين الأمريكيين بإعادة النظر بسفرهم إلى الخارج، بسبب التأثير العالمي لفيروس كوفيد-19”.

وأضافت “العديد من المناطق في أنحاء العالم تشهد انتشارا لكوفيد-19، وتأخذ التدابير التي يمكن أن تقيد حركة المسافرين، منها فرض حجر صحي وقيود أوسع نطاقا”.

وتابع البيان “حتى الدول والمناطق التي لم يتم فيها تسجيل حالات، قد تفرض قيودا على السفر دون إنذار”.

ويأتي بيان وزارة الخارجية الأمريكية عقب خطاب بثه التلفزيون مساء للرئيس دونالد ترامب، أعلن فيه تعليق الرحلات من أوروبا إلى الولايات المتحدة لـ30 يوما.

وكانت الولايات المتحدة قد حظرت مطلع العام دخول أجانب زاروا الصين إلى أراضيها.

وقال ترامب في خطاب إلى الأمريكيين “من أجل منع الإصابات الجديدة من الوصول إلى شواطئنا، سوف نعلق جميع الرحلات من أوروبا إلى الولايات المتحدة للأيام الـ30 المقبلة”.

وأضاف “القواعد الجديدة تدخل حيز التنفيذ منتصف ليل الجمعة”.

وأشار إلى أن أعداد الإصابات بفيروس كورونا في بلاده انخفضت بفضل الإجراءات التي اتخذتها إدارته في التعامل مع الفيروس، لافتا إلى أنه أمر بتوفير قروض ذات فوائد مُخفضة للعمال في الولايات المُصابة بالفيروس.

وشدد على أن الولايات المتحدة لديها أفضل الأنظمة الصحية في العالم، واعدا الشعب الأمريكي بعرقلة انتشار فيروس كورونا الجديد.

وأعلنت منظّمة الصحة العالمية، الأربعاء، أنّها باتت تعتبر فيروس كورونا المستجدّ الذي أصاب أكثر من 110 آلاف شخص حول العالم منذ ديسمبر/كانون الأول 2019، “جائحة”، لكنها أكّدت أنّ هذا الوباء العالمي ما زال من الممكن “السيطرة عليه”.

وحسب المنظّمة التابعة للأمم المتحدة فقد تضاعف في الأسبوعين الأخيرين عدد الإصابات بالفيروس خارج الصين 13 مرة، كما تضاعف عدد البلدان التي وصل إليها الوباء 3 مرّات.

وتخطى عدد الوفيات جراء كوفيد- 19 نحو 4500 شخص في أنحاء العالم من بين أكثر من 124 ألف إصابة، حسب حصيلة وضعتها وكالة فرانس برس استنادا إلى الأرقام الرسمية.

وقال المدير العام لمنظمة الصحّة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس في مؤتمر صحفي في جنيف “نحن قلقون للغاية إزاء مستويات التفشّي المقلقة وخطورتها، وكذلك أيضاً إزاء مستويات انعدام التحرّك المقلقة” في العالم.

وأضاف “يمكن تصنيف كوفيد-19 الآن على أنّه جائحة.. لم يسبق مطلقاً أن شهدنا انتشار جائحة بسبب فيروس كورونا”.

وأكّد المدير العام للمنظمة الأممية أنّ “توصيف الوضع على أنّه جائحة لا يغيّر تقييم الخطر الذي يشكله فيروس كورونا، هذا الأمر لا يغيّر ما تقوم به منظّمة الصحة العالمية، كما لا يغيّر ما يتعيّن على الدول القيام به”.

وأضاف أنّ عدد الإصابات والوفيات والدول المتأثرة سيزداد “في الأيام والأسابيع المقبلة”، مجدّداً دعوته إلى البلدان للتحرك من أجل “احتواء” الوباء الذي تخطّت وفياته 4 آلاف شخص.

وأكّد المدير العام “ضرورة اعتماد مقاربة أكثر تشدّداً”، مؤكّداً أنّ “دولاً عدّة برهنت أنّه يمكن القضاء على الفيروس أو السيطرة عليه”.

ويسبب تفشي فيروس كورونا المستجد خسائر بشرية واقتصادية فادحة في مختلف أنحاء العالم.

وكان وزير الخزانة ستيفن منوتشين أعلن، أمس الأربعاء، أنّ الإدارة الأمريكية تعمل “على مدار الساعة” لوضع خطة لدعم الاقتصاد الوطني في مواجهة انتشار فيروس كورونا المستجدّ.

وهبط مؤشر داو جونز الصناعي 5,9% إلى 23.553,22 نقطة، أي متراجعا بأكثر من 20% مقارنة بآخر سعر قياسي حقّقه في فبراير/شباط الماضي.

وفيروس كورونا المستجدّ الذي ظهر في ديسمبر/كانون الأول 2019 في الصين انتشر في كل قارات العالم باستثناء أنتاركتيكا (القارة القطبية الجنوبية)، وهو يعرقل الحياة اليومية والدورة الاقتصادية في عدد متزايد من الدول.

من جهته، قال المدير التنفيذي لبرنامج الطوارئ الصحية في منظمة الصحة العالمية مايكل راين إنّ إيران وإيطاليا هما في الواجهة و”تعانيان”، محذّراً من أنّ دولاً أخرى ستصبح في وضع مماثل لوضعهما.

وأوضح أنّه “حالياً في إيران هناك نقص في أجهزة المساعدة على التنفّس والأوكسجين”.

ومساء الأربعاء أعلن رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي في خطاب إلى الأمة إغلاق كل المتاجر في سائر أنحاء البلاد، باستثناء تلك التي تبيع الأغذية والصيدليات، وذلك في إجراء غير مسبوق للحدّ من تفشّي فيروس كورونا المستجدّ في البلاد.

وأشار إلى أن “خدمة التوصيل إلى المنازل ستبقى مسموحة”، وأنّ “مفعول هذا الجهد سيظهر في الأيام الـ14 المقبلة”، في وقت بلغ فيه عدد المصابين بالوباء أكثر من 12 ألف شخص قضى منهم 827 شخصاً.

وفي إيران تخطّت حصيلة وفيات فيروس كورونا المستجد 350 حالة بعد تسجيل 63 وفاة جديدة.