قومية “يم” بجنوب إثيوبيا.. وجهة سياحية بنكهة “الطبيعة الخلابة”


تعرف علي قومية “يم” بجنوب إثيوبيا.. وجهة سياحية بنكهة “الطبيعة الخلابة”

في الجنوب الغربي من إقليم شعوب جنوب إثيوبيا الذي تقطنه نحو 56 قومية، اتخذت قومية “يم” مناطق سكنها.. إليك أسرار سحرها الخاص.

تقع تلك المنطقة على بعد 239 كلم عن العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، فيما تبعد 333 كلم عن مدينة “أواسا” حاضر إقليم شعوب جنوب إثيوبيا وكبرى مدن الجنوب الإثيوبي.

مناطق قومية “يم” بجنوب إثيوبيا

تتخذ قومية “يم” في الجنوب الغربي من البلاد موقعا جغرافيا استراتيجيا، تجاور فيه إقليم أوروميا أكبر أقاليم البلاد من جهة الشمال، فيما تحدها قوميتا هدية جنوبا، وغوراغي شرقا في أقليم شعوب جنوب إثيوبيا الذي يجمعها، ليطوق مناطق قومية يم، إقليم أوروميا بصورة التفافية من جهة الغرب بجانب مجاورتها له من جهة الشمال.

وتتميز مناطق “يم” في إقليم شعوب جنوب إثيوبيا بطبيعة غنية وموارد زراعية وأرض منبسطة بخيراتها، متمددة بشكل كبير على منطقة جيما بإقليم أوروميا، التي تتمتع هي الأخرى بأراض زراعية تتنوع فيها المحاصيل.

وتقدر مساحات الأراضي بنحو 742.5 كيلومترمربع، ويسكنها أكثر من 108 آلاف و524 نسمة حسب آخر تعداد رسمي جرى عام 2017.

ولقومية “يم” بإقليم شعوب جنوب إثيوبيا، إدارة خاصة بها تتكون من 31 محليات ريفية و4 مدن شبه قروية، عدا المدينة الكبرى الخاصة بهم مدينة “سجي” التي تقع على الطريق الرئيسي الرابط بين العاصمة أديس أبابا ومدينة “جيما” إحدى أكبر مدن إقليم أوروميا.

ولموقعها الاستراتيجي نالت مدينة سجي اهتماما كبيرا وتوفرت بها بنية تحتية مناسبة للزراعة والتجارة والاستثمار الفندقي، فضلا عن أنها المدينة الرئيسية لقومية يم.

ويمارس أكثر من 89.6% من شعب قومية “يم” الزراعة كمصدر رئيسي بالمنطقة، وأبرز المحاصيل هي الشعير والتيف الذي يمثل الغذاء الرئيسي في إثيوبيا بجانب إنتاج القمح والذرة والمحاصيل الأخرى.

منطقة “يم”.. زراعة وسياحة

ولعل ما يميز منطقة قومية “يم” إلى جانب أنها أراض زراعية، تذخر مناطقها بجمال الطبيعة والمناظر الخلابة بجغرافيتها الجبلية المتراوحة ما بين السهل والجبل، متكئة على مساحة ما بين 930 إلى 2939 مترًا فوق مستوى سطح البحر، ما جعل المنطقة تتمتع بمناخ 16%، فضلا عن المناطق الاستوائية بنسبة 73% والأراضي المنخفضة في مساحة نحو 11%.

ويتراوح معدل هطول الأمطار السنوي في منطقة قومية “يم” بإقليم شعوب جنوب إثيوبيا ما بين 801 و1400 ملم، فيما يتراوح متوسط درجة الحرارة السنوية بين 12 و30 درجة مئوية، وتقدر التربة الحمراء بنسبة 60% و15% سوداء.

هذا إلى جانب ثقافتها الخاصة بها في الرقص والزي، حيث يرتدون ملابسهم الشعبية بألوانها الزاهية البيضاء مخطط باللون الأحمر، وعادة ما يحملون الرماح ويرتدون جلود النمور في ألعابهم ورقصاتهم في المناسبات العامة والخاصة.

نظام القضاء والإدارة لدى قومية “يم”

عرف شعب الـ”يم” بتشكيل هيكله الإداري الخاص به، منذ أن كان يحكمه ملك يدعى تاتو، امتد حكمه عبر ثلاث سلالات، كان آخرهم في النصف الثاني من القرن الثالث عشر فصاعدًا، ولا يزال قصره المعروف بـ”أنجي” الذي كان يحكم منه شاهدا على هذا التاريخ التليد.

ويقع القصر حاليا على بعد 27.8 كيلومتر جنوب شرق مدينة سجي التي تحكم منها الإدارة الخاصة بشعب “يم”.

ولهم نظامهم الخاص بهم في القضاء التقليدي، الذي يتميز بالعدالة والجنوح للسلم والمصالحة حتى أصبحت سمة تتوارثها الأجيال عبر القرون، حيث يمر القضاء التقليدي بسبعة مراحل تؤدي وتساعد بشكل سريع في الوصول إلى إنهاء الخلاف أو الصراع وحسمه بصورة تصالحية.

وتعقد جلسات الحكم التقليدية لمدة سبعة أيام متتالية خلال فترة محددة، غالبا تعقد في سبتمبر/أيلول من كل عام، وإذا لم تنته القضية بالحكم على الجاني تستأنف القضية فقط مطلع شهر مايو/أيار، بتعيين 12 شخصا من كبار السن من الأسر المتصارعة للإشراف على إنهاء القضية وهي الحالة التقليدية.

وهناك قضايا مختلفة، لكن في الغالب حاليا تنظر على القضايا غير الدستورية، ويجتمع الآلاف من الحضور التحكيم التقليدي الذي لا تجده بهذه الصورة إلا لدى قومية يم بإقليم شعوب جنوب إثيوبيا، الذي به نحو 56 قومية بينها هذه القومية ذات التقاليد الفريدة في القضاء التقليدي.

منازل قومية يم

ولشعب “يم” طريقتهم الخاصة وثقافتهم المتميزة في بناء المنازل، معتمدين على أخشاب شجر الخيزران التي توجد بكثرة في مناطقهم.

والخيزران شجر ينمو في المرتفعات وله القدرة على النمو والازدهار بشكل سريع، ويعتني شعب قومية “يم” بزراعة الخيزران مما ساعد في تكوين غابات كثيفة لهذه الأشجار تتمدد في مساحات بلغت مجملها 78 هكتارًا بمختلف مناطق قومية “يم” .

وبطبيعة الحال استفاد سكان المنطقة من هذه الغابات والثروة الطبيعية لأشجار الخيزران في بناء منازلهم التقليدية، في السقوف، والسياج، ومختلف المفروشات المنزلية المناسبة للطبيعة.

كل ذلك جعل من منطقة شعب “يم” وجهة سياحية، فضلا عن الطبيعة الخلابة والمناظر الجميلة، وقصر انجي القديم، الذي يحكي عن الحياة الإدارية والحكم التقليدي.

وقومية “يم” التي تتميز بمناطقها الزراعية وطبيعتها الخلابة وحكمها الإداري والقضائي الخاص بها، هي إحدى قوميات إقليم شعوب جنوب إثيوبيا.

ويضم إقليم جنوب إثيوبيا أكثر من 50 قومية، أبرزها سيداما التي أصبحت تحكم نفسها عبر إقليم خاص بها، ولايتا، والهديا، وقوراقي، وجامو، وسيليتا، وهو ما أضاف للإقليم مزيجاً من التنوع في مجال الفنون والتراث والثقافة، كأرض مشبعة بعادات وتقاليد قوميات عديدة.

جميع الحقوق محفوظة لـ موقع الهجرة

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *