كريسماس لبنان.. فنادق رخيصة وخالية في أسوأ موسم سياحي


تعرف علي كريسماس لبنان.. فنادق رخيصة وخالية في أسوأ موسم سياحي

لطالما كان عيد الميلاد (الكريسماس) وما يليه من احتفالات بداية العام الجديد، موسما رائعا للسياحة في لبنان.. لكن ليس في 2020.

في 25 ديسمبر/ كانون الأول الماضي مر عيد الميلاد في لبنان معلنا عن موسم خائب هو الأسوأ منذ 15 عاما، عنوانه الفنادق الرخيصة.. والخالية.

ويأتي انهيار قطاع السياحة مترافقا مع أوضاع صحية واقتصادية وسياسية سيئة في لبنان، فاقمها عدوان جائحة كورونا وتداعياتها.

ولم يقتصر الأمر على غياب السياح الأجانب فقط، فقد امتد الأثر السلبي حتى إلى أهل لبنان المغتربين في الخارج، والذين عزفوا عن زيارة بلدهم في هذا الموسم كما اعتادوا.

كما قضت الأزمة الاقتصادية الخانقة بعد ارتفاع سعر صرف الدولار إلى درجة غير مسبوقة، حتى على السياحة الداخلية التي كانت تدعم هذا الموسم.

فشل سياسي

وتكمن المشكلة في عدم الاستقرار السياسي والتردّد في اتخاذ القرارات الهامة في وقتها، كما يقول جان بيروتي أمين عام اتحادات النقابات السياحية في لبنان لـ”العين الإخبارية”.

ويؤكد بيروتي أن نسبة الحجوزات في الفنادق تكاد تكون منعدمة رغم أن الأسعار منخفضة، مشيرا إلى أنه كانت هناك نسبة ضئيلة من الحجوزات، لكنها ألغيت بعد اتخاذ بعض الدول قرارا بالإقفال بعد ظهور السلالة الجديدة من كورونا.

وعن المغتربين الذين كان لبنان يعوّل على زيارتهم لإنعاش الاقتصاد بعض الشيء، والذين بدّلوا عاداتهم هذا العام، قال بيروتي إن السبب الأساس في هذا الأمر كان لتأخر الحكومة باتخاذ قرار فتح المؤسسات السياحية وبالتالي عدم قدرة هؤلاء كما السياح على الحجز في وقت مبكر.

ولم يسجل مجيء أكثر من 15% من المغتربين الذين اعتادوا زيارة لبنان في نهاية العام.

ضوابط مشددة

ويشار إلى أن الإجراءات التي اتخذتها الحكومة مع قرار إعادة فتح المؤسسات السياحية نصّت على شروط عدة تراعي متطلبات وباء كورونا، وأهمها، تقليص القدرة الاستيعابية في كل المؤسسات إلى نسبة 50% والحفاظ على مسافة مترَين بين الطاولات والسماح لجلوس من 6 إلى 8 أشخاص كحدّ أقصى على كل طاولة مع وضع المعقمات، على أن يعمد كل صاحب مؤسسة الى توقيع إقرار وتعهّد بالالتزام، تصادق عليه وزارة السياحة.

وتقوم القوى الأمنية بمراقبة دقيقة وتفرض غرامات على المخالفين في مختلف المناطق، لكن ورغم كل ذلك، لا تزال أجواء الأعياد التي اعتاد عليها لبنان في هذا الموسم غائبة، نتيجة كل الأوضاع التي تعيشها البلاد.

أسوأ موسم منذ 15 عاما

من جهته، يقول جان عبود نقيب أصحاب مكاتب السياحة والسفر في لبنان، إن الموسم الحالي هو الأسوأ منذ أكثر من 15 سنة.

ومع إشارته إلى أن وباء كورونا كان له الأثر الأبرز، إلا أنه يعدّد أيضا الأسباب الأخرى التي أطاحت ليس فقط بالموسم السياحي إنما أيضا بالقطاع السياحي.

ويقول لـ”العين الإخبارية” إن نسبة الإشغال في المؤسسات السياحية لا تتعدى 10% فيما كانت تصل في السنوات الأخيرة والتي كنا نعتبر فيها الموسم سيئ إلى 60 و70%.

وأوضح أن عدد المسافرين الواصلين الى بيروت يوميا لا يزيد عن 3500 مسافر بعدما كان يصل في بعض السنوات إلى 13 ألفا يوميا.

ويضيف “موسم الأعياد هذا العام في لبنان هو فقط تمنيات.. أجواء الفرح تكاد تكون غائبة”.

أمل 2021

ومع انتهاء هذا العام الذي يعتبر الأسوأ بالنسبة إلى السياحة في لبنان، يرى بيروتي أن القطاع السياحي يمكن أن يستعيد عافيته بعد الانتهاء من وباء كورونا، شرط تأمين الاستقرار السياسي وبالتالي الأمني.

واعتبر أنه رغم انعكاس الأزمة الاقتصادية سلبا على المواطن اللبناني، لكن ارتفاع سعر صرف الدولار قد يشكّل عاملا مشجعا لاستقطاب السياح وإدخال الدولارات إلى لبنان.

جميع الحقوق محفوظة لـ موقع الهجرة

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *