تعرف علي كهف “صوفي عمر” في إثيوبيا.. مزار ديني ولوحة جمالية مميزة

كهف “صوفي عمر” يقع في إقليم آروميا بمنطقة بالي جنوب شرق إثيوبيا، ويمر عبره نهر “وابي شبلي”، الذي يصل حتى الحدود الصومالية.

يعتبر كهف “صوفي عمر” من أطول الكهوف في إثيوبيا بل وفي أفريقيا أيضاً، بحسب العديد من الدراسات والمقارنات، إذ يبلغ طوله حوالي 15 كيلو متراً.

ويقع الكهف في إقليم آروميا في منطقة بالي جنوب شرق إثيوبيا، ويمر عبره نهر “وابي شبلي”، الذي يصل حتى الحدود الصومالية، ويجف قبل الدخول إلى دولة الصومال المجاورة.

ويوجد داخله العديد من الممرات المائية التي تُشكل حلقات من المجاري المائية وشبكة أنهار داخلية، إلى جانب أعمدة نُحتت بفعل العوامل الطبيعة وجريان المياه داخل الكهف.

من هو صوفي عمر؟

بحسب مصادر عدة، فإن “صوفي عمر” هو اسم رجل مسلم متدين، كان يعيش في هذه المنطقة، وله ابنة تدعى “إيو”، وكانت له مكانة كبيرة لدى سكان هذه المنطقة.

وظل الكهف لفترة طويلة مركزاً دينياً مقدساً، حيث يقوم الناس بزيارته طوال العام، خاصة المسلمين من سكان آروميا، وقد اُكتشف كهف صوفي عندما سجل المستكشف آرثر دونالدسون زيارته الأولى للكهف عام 1895، وأيضاً كانت هناك محاولة للإيطاليين للوصول إلى المنطقة عام 1913.

ولكن وفقاً لبعض المصادر المحلية، فإن سكان المنطقة يعرفون الكهف قبل ذلك بكثير، إلا أنه لم يكتب عنه شيء يذكر، وفي عام 1934 أجرى هنري برويل محاولات استكشاف أثرية في المنطقة.

الغريب في الأمر أنه رغم قيام العديد من المستكشفين بمحاولات للتعرف على الكهف، إلا أن اسمه لم يتغير، بل ظل اسماً إثيوبياً لأحد سكان المنطقة في الماضي.

أجزاء الكهف

يتكون الكهف من شبكة من الكهوف الممتدة للداخل، وتمتد من الغرب إلى الشرق، ومن الجنوب إلى الغرب في مساحة طويلة.

ويوجد به 42 مدخلاً، 4 منها فقط التي يستطيع أن يستخدمها الأشخاص لدخوله، ويعتبر كهف “صوفي عمر” من المعالم الطبيعية الغريبة والنادرة في منطقة الشرق الأفريقي، ويحتوي على 35 غرفة.

وتوجد داخل الكهف صالات كبيرة وممرات ومعابر متعددة، ومنها ما يعتبر ممراً لقاعات أخرى، ومنها المغلق في نهايته، وهناك مناطق تبدو وكأنها نُحتت لإقامة شخص فيها، وكذلك توجد أشكال سلالم في كل الاتجاهات، وأعداد كبيرة من الأعمدة التي تعطي شكل منحوتات.

الكهف والمعتقدات

توجد بالقرب من الكهف وداخله مزارات دينية اعتاد الأهالي، خاصة مسلمي المنطقة زيارتها، وذلك اعتقاداً منهم بأن هذا المكان كان فيه شيوخ لهم كرامات دينية كانوا يسكنون في هذه المنطقة، ولهذا تجد العديد من المسلمين يزورون هذه المواقع خلال المناسبات المختلفة.

ويمتلئ الكهف في مواسم الفيضانات بالمياه حتى أعلاه، ويصعب دخوله في فترات محددة من موسم الأمطار، وفي مناطق محددة فقط إما أن تكون جافة إلى حد ما، وإما بارتفاع مناسب للمياه.

وهناك علامات وخطوط من الطين مرسومة على جدران الكهف والأعمدة، توضح ارتفاع مناسيب المياه في أوقات مختلفة، ولا تجف المياه عن الكهف نهائياً، بل تقل فقط.

من أهم الآثار

ويعتبر كهف صوفي عمر من الآثار الإسلامية الفريدة في إثيوبيا، وتسعى وزارة السياحة الإثيوبية إلى ضمه بقائمة التراث العالمي لليونسكو.

والكهف يتمتع بأشكال جمالية تبهر الزوار خاصة عند الصباح، وتمر عبره أشعة الشمس، وعند المساء يدخل الضوء بممراته الداخلية، الشيء الذي يعطي أشكالاً وألوانا جميلة قد تسحر ناظريها.

جميع الحقوق محفوظة لـ موقع الهجرة

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *