تعرف علي ماربيليا الإسبانية مدينة لم تفقد بريقها.. ملتقى الأثرياء والمشاهير

المدينة الواقعة في منطقة كوستا ديل سول الساحلية في جنوب إسبانيا.

من حين لآخر يستعيد رودولف جراف فون شونبرج ذكرياته عن نادي وفندق ماربيليا بإسبانيا. ويتذكر وصول الأمير الفونسو هونلوي لانجينبرج إلى الفندق في أحد الأيام، وهو يمتطي حماراً. فقد كان موضوع الحفل في تلك الليلة هو “ألف ليلة وليلة”.

في ذلك الوقت كان يأتي إلى الفندق مجموعات كبيرة من أثرياء وجميلات المجتمع لحضور حفلات الفندق.

ويقول رودولف: “كانت تتم إقامة حفل كل أسبوع بموضوع مختلف”. في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، كان يصعب على النخبة الدولية عدم الالتقاء بالفونسو وزيارة ماربيليا، المدينة والمنتجع الواقعة في منطقة كوستا ديل سول الساحلية في جنوب إسبانيا، التي يرتبط اسمه بها ارتباطاً وثيقاً.

ويوضح رودولف أنه على الرغم من أن نادي ماربيليا لم يعد “مكتظاً بالمشاهير”، فإنه ما زال يجتذب بعض النجوم، حيث شوهد المغني البريطاني ستينج هناك مؤخراً، بالإضافة إلى لاعب كرة القدم الشهير كريستيانو رونالدو والمغنية الأمريكية الشهيرة ليدي جاجا.

ولكن الكونت رودي “86 عاما”، وهو الاسم الذى اشتهر به رودولف يعترف أن ماربيليا لن يصبح كما كان: “هكذا تسير الأمور”.

ففي عام 1957، دشن رودي مسيرته المهنية في نادي ماربيليا الذي افتتحه ابن عمه الفونسو قبل ثلاثة أعوام، بعد الانتهاء من دورة تدريبية تتعلق بالضيافة في الفنادق في لوزان بسويسرا، ليتولى منصب المدير لعقود.

وأمضى الفونسو معظم وقت في القيام بأعمال تتعلق بالفندق في منتجع سانت موريتز السويسري بجبل الألب وهوليوود.

ربما لم يكن كونت رودي الشخصية المعروفة في النادي لكنه كان يعرف الجميع ويحتفل معهم ويخطط لزيارتهم بالتفصيل، مثل بريجيت باردو وماريا كالاس وأودري هيبورن وشون كونري وآخرين.

وحتى اليوم، ما زال يحضر كل يوم ليرى كيف تسير الأمور فى الفندق الذى يعشقه، وهو جالس على مقعد من الخيرزان في فناء الفندق.

ولا يعلم شخص أكثر من كونت رودي دخائل الأمور التي ترجع إلى الوقت الذي كان يتم التحدث فيه عن ماربيليا تماماً مثلما كان يتم التحدث عن سانت تروبيز وكابري.

ويقول رودي: “لقد حضر كل مستشار لألمانيا تقريباً لنادي إلى هنا، ما عدا هلموت شميت الذي كان يأتي فقط لتناول الطعام. وكان شميت يقول لا أستطيع أن أقيم في نادي ماربيليا، إنه فخم للغاية”.

من هو نجم هوليوود المفضل لرودي؟ يجب وهو ينظر للخضرة بالحدائق الداخلية للفندق، التي تبدو مثل واحة سلام يتجول فيها الضيوف الذين يرتدون ملابس أنيقة ويقدم فيها النوادل المشروبات، “أنا أفضل أودري هيبورن على وجه الخصوص، لقد كانت سيدة حقيقية”.

وتمكن نادي ماربيليا، الذي بدأ بـ18 غرفة نوم فقط، من جذب عدد لا يصدق من المشاهير خلال فترة قصيرة.

ويتابع رودي: “لقد كانت هناك أوقات كان النادي فيها يعج بالأسماء الشهيرة، الجميع كان يحسد عملاءنا”. ولكن أضاف أن ضيوف الأماكن الأخرى كانوا يقومون في أماكن إقامة فاخرة، وليس الغرف الفندقية الاعتيادية”.

وفي صيف 2019، كان لا يزال هناك عدد كبير من اليخوت يمكن رؤيتها أمام المنتجع، الكثير منها ملك لأثرياء عرب، وتوجد المتاجر الفاخرة في مبانٍ بيضاء، وعادة ما تكون سيارات من طرازات بورشه ولامبورجيني متوقفة أمامها.

وينظر السائحون العاديون لهذه السيارات بفضول أثناء تجولهم ويتوقفون لالتقاط الصور أمامها.

أما الفرنسي سيباستيان، الذي يعمل كقبطان لليخوت، ويصطحب المالك في رحلات بحرية فيقول: “ماربيليا ما زال مكان الأثرياء”.

وأضاف أنه “المكان الذي يستطيع فيه الأشخاص التباهي بما لديهم ومقارنة أنفسهم بالآخرين”.

ويشتهر كبير الطهاة هناك وهو توماس ستورك ألماني المولد بتقديم “المأكولات البحرية المشوية”، وهو قد التقى عدداً من أفراد الأسرة الملكية الإسبانية ونجم التنس السابق بوريس بيكر وعارضة الأزياء البرازيلية أدريانا ليما، بالإضافة لضيوف آخرين. ويقول ستورك “46 عاماً” وهو يضحك “ماربيليا تصعد مجددا”، مضيفاً “لقد تخطينا الستينيات”.

ولكن رودي ما زال يحمل حنيناً معيناً لهذه الفترة، عندما كان يأتي أشخاص أنيقون يرتدون ملابس فاخرة ويريدون فقط تمضية وقت ممتع، وعندما كانت تتم إقامة حفلات بملابس تنكرية في النادي الشاطئ، وعندما كان يأتي مجموعة من المشاهير للرقص معاً ويهمسون بكلمات معسولة لبعضهم البعض.

وكذلك يشعر بحنين لليالي ألف ليلة وليلة العربية، عندما كان يأتي أمير وهو يمتطي حماراً.

جميع الحقوق محفوظة لـ موقع الهجرة

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *