مراكش الحمراء.. وجهة أول طائرة إسرائيلية للمغرب


تعرف علي مراكش الحمراء.. وجهة أول طائرة إسرائيلية للمغرب

تلقب بمدينة سبعة رجال، وتحظى بالعديد من المرافق السياحية والتاريخية.

حطت أول رحلة مباشرة تربط إسرائيل بالمملكة المغربية، والتي تعتبر تدشينا للرحلات بين البلدين، بمدينة مُراكش، وهي واحدة من أشهر المدن التاريخية والسياحية في البلاد.

لمراكش نكهة خاصة، تختلف عن باقي مُدن المملكة، تقع وسط البلاد، تبعد عن العاصمة الرباط بحوالي 325 كيلومتراً، فيما يُمكن الوصول إليها بواسطة القطار، أو السيارة، كما توجد أيضا رحلات مُباشرة من مدينة الدار البيضاء ومدن أخرى، ناهيك عن أنه يمكن الوصول إليها برحلات مباشرة من دول عدة.

لديها العديد من المسميات، كـ”أرض سبعة رجال”، “مراكش الحمراء”، “مراكش النخيل”، “مدينة البهجة”، أو “أرض الله”، وهي أسماء جميعها تُحيل إلى مكان واحد، وهو مدينة مراكش المعروفة بخفة دم أهلها، وشمسها الساطعة، ومآثرها السياحية العديدة.

ملاح مراكش

وعلى غرار أغلب مدن المملكة المغربية، تضم مدينة مراكش حياً يُدعى “الملاح”، أو الحي اليهودي.

ملاح مُراكش، يُعد ثاني أقدم ملاح في المملكة المغربية، تم إنشاؤه بمرسومٍ من السُلطان السعدي عبد الله الغالب عام 1558، ولازالت العديد من الأسر اليهودية المغربية تقطن بهذا الحي العتيق.

ويضم الحي كنيس “صلاة العازمة”، آخر كنيس في الحي، الذي بني عام 1492 إبان فترة محاكم التفتيش التي أرغم خلالها اليهود على الرحيل من إسبانيا.

وكان الكنيس يستقبل التلاميذ اليهود الذين كانوا يرسلون من البلدات الأمازيغية لتعلم التوراة لأجيال عديدة. وقد خلا من طلابه تدرييجيا مع هجرة اليهود بعد إقامة دولة إسرائيل عام 1948، بعدما كان يضم أكثر من 40 ألف يهودي.

في عام 2016، وجه العاهل المغربي الملك محمد السادس، أوامر بإعادة الحي إلى إسمه الأصلي وهو “الملاح”، وذلك بعد تغيير اسمه إلى “حي السلام”.

كما خصص الملك محمد السادس ميزانية تفوق العشرين مليون دولار أمريكي لترميم البيوت والشوارع والمعابد اليهودية المتواجدة هناك.

أرض التاريخ والجمال

كُل شبر في مدينة مراكش، خاصة المدينة القديمة منها، يعبق بالتاريخ والحضارة. فالمدينة التي تأسست عام 1062 ميلادية، من قبل أبو بكر بن عمر اللمتوني، زعيم وابن عم الملك المرابطي، يوسف بن تاشفين، اتخذت عاصمةً للإمبراطورية المرابطية. والتي كانت آنذاك واحدة من أربع مدن إمبراطورية في المغرب.

وحينما نذكر مُراكش، بدون تفكير تحضر إلى أذهاننا ساحة جامع الفنا، وهي مركز نشاط المدينة وتجارتها، تُعد جسرًا بين الماضي والحاضر والمكان حيث التقاليد المغربية وتراث شفوي. وهي تعتبر من مواقع التراث العالمي لليونسكو منذ عام 1985م.

الساحة التي كانت في قرون خلت مكان لتنفيذ عقوبات الإعدام في حق المُخالفين، صارت في العهد الحالي مكاناً للبهجة والاستمتاع بجمال مراكش، إذ تنتشر فيها عربات الشواء والأكل التقليدي، وترتفع فيها أهازيج حلقات الفلكلور، وعروض النكتة والفكاهة.

كما تضم المدينة الكثير من المعالم الأخرى، كمسجد الكتبية، وساحة المنارة، وغيرها من المآثر التاريخية.

أبواب ومنتزهات

كدأب جميع المدن التاريخية، فلمراكش عدة أبواب تخترق أسوار مدينتها العتيقة، وهي الأسوار التي تمتد على محيط 19 كيلومترا، كان الغرض منها في الماضي تعزيز حصانة المدينة وحمايتها، بُنيت من طين أحمر يميل إلى البرتقالي وطباشير مميز، مما يعطي المدينة لقبها باسم “المدينة الحمراء”؛ يصل ارتفاعها إلى 19 قدمًا (5.8 م) ولديها 20 بوابة و 200 برج على طولها .

والأبواب العشرون تسمياتها كالتالي: باب أكناو، باب سليم، باب الخميس، باب الجديد، باب دكالة، باب أغمات، باب النقب، باب الرحى، باب القصيبة، باب الشارية، باب المخزن، باب بريمة، باب تاغزوت، باب الغرازة، باب الفتوح، باب أمين بن محمد المنفلوطي، باب إغلي، باب الرب.

كما تضم المدينة العديد من الحدائق والمنتزهات البهية، والتي يلجأ إليها السائح للاستمتاع بالرطوبة، خاصة وأن جو مراكش حار وجاف.

ومن بين هذه الحدائق، توجد حدائق المنارة، والتي يعود تاريخ إنشائها إلى عصر الموحدين التي كانت عبارة عن تكنة للتدريب الجنود على السباحة، ليتم تزيينها بأشجار الزيتون في بداية القرن 12.

وتقع حدائق المنارة على بعد حوالي 3 كلم خارج أسوار مدينة مراكش العتيقة، تضم في وسطها بركة أو خزان ماء، عمقه متران ومحيطه 510 متراً، يصله الماء عبر قنوات من جبال الأطلس المتوسط.

أما حدائق ماجوريل، فتقع وسط المدينة، وبالضبط في حي كيليز، إذ استنبطت تسميتها من الشخص الذي بناها عام 1924، وهو الرسام الفرنسي جاك ماجوريل، وتحتوي على نباتات وأزهار نادرة قادمة من القارات الخمس خصوصا مختلف أنواع نبات الصبار.

حدائق أكدال أو بساتين أكدال هي منتزه طبيعي على مشارف مراكش بالمغرب. يمكن للزائر أن يجد فيها مئات من أشجار الزيتون والبرتقال والمشمش وغيرها من الأشجار المثمرة. هذه الحدائق تعتبر مكانا مميزا للاستمتاع بالهدوء والاسترخاء، فهي بعيدة عن الضجيج وملاذ حقيقي للفارين من ضوضاء المدينة الحمراء.

تتوفر حدائق أكدال على عشرات الأنواع من الأشجار المثمرة، وهي متاحة للزوار على مساحة تتجاوز 500 هكتار، ما يضفي على الحديقة رونقا خاصا هو استقطابها لمجموعة من الطيور النادرة، فزوارها يستمتعون كثيرا بمراقبة الطيور والإنصات إلى زقزقتها.

أرض القصور

لمدينة مراكش ثروة تاريخية كبيرة، وهي قصور وبنايات الدول والإمبراطوريات المتعاقبة عليها، والتي صارت قبلة لعشاق التاريخ، كانوا سياحاً أو باحثين أكاديميين.

ومن بين هذه القصور، يوجد قصر البديع، الذي بُني عام 1578 ميلادية من طرف الملك السعدي أحمد المنصور الذهبي، وذلك تزامنا مع انتصار المغرب على الجيش البرتغالي في معركة وادي المخازن.

ويتوسط القصر صهريج كبير طوله 90 متراً وعرضه 20 متراً، تُحاذيه أربعة صهاريج أخرى جانبية، تتخللها أربعة حدائق، فيما يُحيط بالجميع حيطان تعلوها زخارف كثيرة، استخدم فيها لبناء تيجان وأعمدة مكسورة، كل من الرخام وأوراق الذهب، وزليج متعدد الألوان.

أما قصر الباهية، الواقع وسط المدينة العتيقة، فقد شُيد في القرن التاسع عشر للميلاد، طرف أحد أشهر وزراء السلطان مولاي الحسن المعروف بباحماد.

ويعتبر قصر الباهية من أفخم قُصور المدينة، إذ تمتد مساحته على طول هكتارين تقريباً، ويتألف من رياض وصحن صغيرين، بالإضافة إلى ساحة شرفية واسعة، تُحيط بها أروقة مدعمة بأعمدة خشبية، وبعض الأجنحة الخاصة.

جميع الحقوق محفوظة لـ موقع الهجرة

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *