تعرف علي مزار سياحي.. “كازاماسيما” قرية إيطاليا الزرقاء

تمتلك كازاماسيما الزرقاء العديد من المعالم التاريخية التي تستحق الزيارة، بداية من رمز المدينة بوابة برج الساعة، النصب الأكثر شهرة.

كثيرا ما نسمع عن أكثر المدن الزرقاء شهرة مثل شفشاون في المغرب، أو جودبور في شمال الهند، لكن الأمر الذي قد لا يعرفه الكثيرون أن إيطاليا لديها أيضاً مدينتها الزرقاء، وهي قرية جميلة تقع في مقاطعة باري بإقليم بوليا، جنوب البلاد، وتسمى كازاماسيما Casamassima أو “مدينة إيطاليا الزرقاء” كما أطلق عليها الرسام فيتوريو فيفياني، لأنها تركت العديد من الفنانين، وخاصة الرسامين، مفتونين.

كازاماسيما، قرية صغيرة من العصور الوسطى منازلها مطلية باللونين السماوي والأزرق، وقد يعتقد البعض أن سبب طلاء منازلها بهذا اللون يرجع لأسباب جمالية ولكن في حقيقة الأمر، يرجع لشيء أكثر أهمية، وهو وفقاً للتراث الشعبي، بدأ كل شيء في القرن السابع عشر، خلال الفترة التي انتشر فيها الطاعون في إيطاليا حتى وصل إلى مقاطعة باري وقرية كازاماسيما بواسطة البحارة، ليلزم سكانها منازلهم، متحصنين بها، متفرغين للصلاة للحماية من الوباء الذي قتل وقتها 20 ألف شخص.
ومع إنقاذ القرية أمر الدوق أورلاندو فاز، ببناء كنيسة وإعادة طلاء جميع المنازل باللون الأزرق بطريقة سريعة للتطهير، اللون الذي اختاره مثل عباءة السيدة مريم، بحسب موقع مجلة “greenme” الإيطالية والموقع الرسمي للسياحة في إقليم بوليا.

ولكن هناك أيضاً من القصص التي تبين سبب طلاء منازل كازاماسيما باللون الأزرق ولكنها أقل فرضية، منها على سبيل المثال، السبب الذي يرجع إلى لون الماء الذي تستخدمه النساء في غسل ملابسهن، إذ تقول الأسطورة إنه عندما تغسل النساء يضيفن مسحوقاً أزرق إلى الماء لمنع ملابسهن من التحول إلى اللون الأصفر، ثم يعاد تدوير نفس الماء لغسل الجدران أو خلطه لإعادة تلوينه.

وبالإضافة إلى جمال ألوان وشكل منازلها، تمتلك هذه القرية الصغيرة العديد من المعالم والمزارات التاريخية والسياحية الرائعة التي تستحق الزيارة، بداية من المدخل الرئيسي لساحتها التاريخية ورمز المدينة ببوابة برج الساعة أو Porta Orologio أو La Torre dell’Orologio، النصب الأكثر شهرة بها.

ولا يمكن تفويت زيارة كنيسة بورجاتوريو أو المُطهر La chiesa del Purgatorio المبنية على طراز الباروكي، وبها برج جرس كبير، تم بناؤه بين عامي 1722 و1758، ولها صحن مفرد من الداخل، على الرغم من احتوائها على عدة مصليات، داخل هذه الكنيسة المهمة للغاية، يوجد تمثال لقديسة وراعية كازاماسيما، مادونا ديل كارمينى.

في المركز التاريخي، يمكن أيضاً زيارة دير القديسة كيارا il monastero di Santa Chiara، الذي بني في عام 1573، والذي كان في البداية دارا للأيتام، ومع مرور الزمن استخدم كمدرسة، سجن، مسرح، سينما، ومنزل خاص.

الكنيسة الأم أو la Chiesa Madre أيضاً من المعالم التاريخية الرائعة التي يجب المرور عليها ورؤيتها في كازاماسيما، المبنية على الطراز الروماني في عام 1321، عندما تم بناؤها لأول مرة من خلال توسيع جسم أصلي قديم يرجع تاريخه إلى 1100 – 1200.

وتتكون من ثلاث صحون كبيرة، وداخلها العديد من الأعمال ذات الأهمية البارزة، إضافة إلى خط معمودي من 1200 وتمثال سان روكو، قديس المدينة.

ولمحبي المباني التاريخية، توجد مبانٍ مهمة في وسط المدينة من أبرزها Palazzo Ducale Vaaz الذي يعود إلى عام 1100، المبنى الذي كان منزلا ريفيا قديما، مسكناً لفاز الإقطاعي، اليهودي من أصل برتغالي الذي أطلق على هذه القرية الصغيرة، اسم “المدينة الزرقاء” خلال القرن السابع عشر، بعد قراره بطلاء واجهات المنازل باللون الأزرق مثل عباءة مريم العذراء، من أجل حماية القرية من الطاعون.

كما تعد مقاطعة باري واحدة من أكثر المدن التي تعيش فيها روح تذوق الطعام في الهواء الطلق، حيث الشوارع المليئة بمقاعد خشبية التي تجلس عليها نساء البلد لصناعة مكرونة الأوريكيتي orecchiette أو الأذن الصغيرة، التي يصنع منها أشهى الأطباق التي تشتهر بها بوليا، مثل طبق المكرونة التقليدية بالقرنبيط أو اللفت وغيرهما من الأكلات اللذيذة الشهيرة.

جميع الحقوق محفوظة لـ موقع الهجرة

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *