تعرف علي مصر تعد شرم الشيخ لتكون مدينة المؤتمرات الأولى عالميا

مصر تستهدف استثمار النجاح اللافت الذي تحققه المؤتمرات الدولية في إنعاش حركة القطاع السياحي، حيث يشهد حاليا طفرة ملحوظة.

بات منتجع شرم الشيخ المصري (جنوب سيناء)، مؤخراً، قبلة مميزة للتجمعات الدولية الكبرى، في إطار توجه مصري لتكثيف “سياحة المؤتمرات”، باعتبارها دفعة قوية لحركة السياحة والاقتصاد بشكل عام.

ووفقاً للواء خالد فودة، محافظ جنوب سيناء، الذي تحدث لـ”العين الإخبارية”، فإن “الحكومة تستهدف جعل شرم الشيخ مدينة المؤتمرات الأولى عالمياً”، مشيراً إلى أن “عائد سياحة المؤتمرات على مصر كبير جداً، ويشكل أهمية في ظل الظروف الحالية التي تعيشها البلاد”.

وتستضيف مدينة شرم الشيخ (الملقبة بمدينة السلام)، السبت، اجتماعات المنتدى الثالث للاستثمار بأفريقيا 2018، تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي، وبمشاركة عدد من زعماء القارة الأفريقية وأكثر من 3000 شخص من رواد الأعمال بالدول الأفريقية.

ويأتي المنتدى، بعد أيام من ختام ناجح لمؤتمر التنوع البيولوجي، والذي شهد حضور 180 دولة، وكذلك “منتدى الشباب الدولي”، الذي عقد للعام الثاني على التوالي بمشاركة نحو 5 آلاف شاب وشابة من أنحاء العالم كافة. واختتمت، الجمعة، الدورة الثالثة لبينالي شرم الشيخ الدولي للفنون.

وتستهدف مصر استثمار النجاح اللافت، الذي تحققه تلك المؤتمرات الدولية في إنعاش حركة القطاع السياحي، الذي يشهد حالياً طفرة ملحوظة، بعدما عانى على مدار السنوات الماضية من الركود.

يشير فودة إلى أن “اختيار شرم الشيخ كوجهة لكبرى المؤتمرات العالمية يعكس رسالة مهمة، وهي أن مصر كانت وما زالت وستظل بلد الأمن والأمان”، مؤكداً أن “شرم أصبحت تنافس كبرى المدن العالمية في سياحة المؤتمرات”.

ويضيف “عائد سياحة المؤتمرات على مصر كبير جداً، بشكل مباشر وغير مباشر، فمن خلال تلك المؤتمرات، تقدم مصر صورة حقيقة للخارج عنها من حيث مستوى الأمان والاستقرار، وجمال المناظر الطبيعية والسياحية، إضافة إلى تشجيع الاستثمار فيها”، موضحاً أن “تكلفة تنظيم هذه المؤتمرات لا تشكل عبئاً على ميزانية الدولة بالنظر إلى العوائد المباشرة وغير المباشرة لتلك التجمعات”.

وعن المزايا التي تقدمها المدينة لتلك السياحة غير التقليدية، قال فودة “إن شرم الشيخ تقدم ميزة كبيرة لا تتوافر في كثير من بلدان منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، فهي تتمتع بتجهيزات عالمية لتنظيم المؤتمرات، تشمل بنية أساسية على أعلى طراز، وخدمات فندقية ووسائل ترفيه، وبيئة ذات مناخ متميز طوال فصول العام”.

وتابع “معظم المشاركين في تلك المؤتمرات يأتون مرة أخرى بأسرهم وجيرانهم وأصدقائهم للاستمتاع بأجوائها الساحرة التي لمسوها بأنفسهم”.

واستعادت شرم الشيخ، أهم منتجع سياحي على البحر الأحمر، بريقها كوجهة مميزة للمؤتمرات الإقليمية والدولية، منذ نحو 4 أعوام، مع انعقاد المؤتمر الاقتصادي العالمي والقمة العربية عام 2015، في بداية حكم الرئيس عبدالفتاح السيسي.

وتتمتع المدينة بطبيعة جوية ساحرة، خاصة في بداية فصل الشتاء، حيث الأجواء الدافئة بعكس معظم مدن العالم الكبرى. وتعقد المؤتمرات في ظل تأمين أمني واسع لقوات الجيش والشرطة.

ويعول أهالي شرم الشيخ والعاملون بها من أصحاب المحال والبازارات والمقاهي، على انعقاد مثل تلك المؤتمرات الكبرى، حيث تشهد المناطق التجارية رواجاً ملحوظاً في تلك الأيام، من جانب المشاركين.

الكاتب والشاعر جمال الدين محمد، أحد المشاركين في بينالي شرم الشيخ الدولي للفنون، يقول لـ”العين الإخبارية” إن “روحاً حميمة رافقت كل أنشطة البينالي سواء في مرسمه الأساسي بالمنتج السياحي أو في الأماكن الخارجية التي انتقل الفنانون للرسم فيها، مثل السوق القديمة بوسط المدينة، الذي بهر الكثير من الفنانين العالميين، والنمط المعماري النادر لمسجده الأثري العتيق المنحوت في بطن الجبل، وكذلك أجواء التراث الشعبي السيناوي المتناثرة في المحال التجارية”.

ويضيف “سياحة المؤتمرات باتت حالياً عنصر جذب مهماً للمدينة، تعوض النقص السياحي الكبير الذي تعاني منه مصر، بسبب تداعيات الإرهاب”، مشيراً إلى أن “كثيراً من الضيوف عادة ما يحرصون على التمتع بجمال المدينة ومزاراتها”.

من جانبه، يرى جورج باتلر، نائب المدير التنفيذي لإحدى المؤسسات الدولية العاملة في مجال تنظيم المؤتمرات والعلاقات العامة بالنمسا، أن شرم الشيخ مؤهلة لاستضافة مؤتمرات دولية على مدار العام للعديد من العوامل من بينها الجو المعتدل وتوفر البنية التحتية السياحية كالمنشآت الفندقية وسهولة السفر إليها وحالة الأمن والاستقرار.

وأضاف، نقلا عن وكالة أنباء الشرق الأوسط (الرسمية) أن “مدناً عديدة تقل شهرتها وإمكانياتها السياحية عن شرم الشيخ نجحت فى استضافة فعاليات دولية كبرى”، لافتاً إلى أن استضافة المؤتمرات الدولية الكبرى التي تشارك فيها شخصيات مهمة يسهم بفاعلية في الترويج السياحي ووضع تلك المدن على خريطة السياحة العالمية”.

ويمثل قطاع السياحة ركيزة أساسية لاقتصاد مصر، ومورداً رئيسياً للعملة الصعبة. وتشهد مصر حالياً انتعاشة سياحية لافتة، بعد عدول العديد من الدول عن قراراتها السابقة بإيقاف الطيران المباشر للمقاصد السياحية المصرية، بسبب عودة الاستقرار الأمني.

جميع الحقوق محفوظة لـ موقع الهجرة

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *