مهندس مصري يكشف كواليس إنشاء أكبر جزيرة صناعية في العالم بدبي


تعرف علي مهندس مصري يكشف كواليس إنشاء أكبر جزيرة صناعية في العالم بدبي

الدكتور إيهاب الوجيه يعمل باليابان وتستعين به دول العالم في تصميم مشروعاتها، منها مبنى وزارة العدل الفيتنامية ودار الأوبرا الصينية

صنع بأيدٍ عربية.. جملة قد تسمعها من أحد اليابانيين أو أحد سكان فيتنام أو الصين، وذلك بفضل جولات المعماري العربي المصري الدكتور إيهاب الوجيه الذي يعمل باليابان، وتستعين به كبرى دول العالم في تصميم وتنفيذ مشروعاتها، وعلى سبيل المثال لا الحصر فإن أطول برج في فيتنام، يبلغ طوله 350 مترا، ومبنى وزارة العدل الفيتنامية ودار الأوبرا الصينية شن تاو, إضافة إلى أكبر جزيرة صناعية في إندونيسيا والمقرر الانتهاء منها عام 2029، جميعها صممت على يد المعماري إيهاب الوجيه، رئيس قسم التصميمات الدولية في إحدى الشركات الهندسية العملاقة في اليابان.

“العين الإخبارية” أجرت حوارا صحفيا عن حياته في اليابان وتصميماته في الشرق الأوسط خاصة الإمارات، والتحدث عن تصميم مشروع تحت الإنشاء وهو بالم ديرا “الجزيرة الصناعية الثالثة”، والتي ستكون أكبر جزيرة صناعية في العالم.

بداية.. احكِ لنا رحلتكَ إلى اليابان؟

أتيت إلى اليابان في عام ٢٠٠١، ودرست الهندسة المعمارية في جامعة طوكيو، ثم عملت في أكبر شركة تصميمات هندسية في اليابان، أول مشروع عملت فيه كان عام ٢٠٠٥، وهو بالم ديرا الجزيرة الصناعية الثالثة، وتم تصميم عدة مشروعات في دبي مثل horse stadium، ثم بعد عام ٢٠٠٨ تم العمل في جنوب شرق أسيا، والصين وفيتنام وإندونيسيا واليابان، وكان أغلب أعمالي الأبراج والفنادق والمكاتب، وتعلمت كثيرا في اليابان، واكتسبت خبرة على مدار ١٨ عاما.

ونحن الآن في إحدى الجزر اليابانية.. هل لنا من تفاصيل أكثر؟

نحن الآن في جزيرة أوديبا، وهي جزيرة اصطناعية كبيرة في خليج طوكيو-اليابان، يصلها بوسط طوكيو جسر قوس قزح، لاستيعاب عدد السكان وتكون نقطة جذب للسائحين، فتجد نموذج محاكاة مصغر لتمثال الحرية في نيويورك، ويوجد على الجزيرة أشهر مبنى للتلفزيون، وصممه أشهر مصمم معماري في اليابان وهو تانجي.

والشركة التي أعمل بها تعمل مع اليابان في عمل تصميمات معمارية عظيمة في مناطق متفرقة، مثل طوكيو واوساكا وهوكايدو لجذب السياح إلى اليابان، حيث يتم تخصيص أراضٍ في تلك المدن لعمل مدن مصغرة لزيادة عدد السياح.

كم يبلغ عدد السياح الوافدين إلى اليابان؟

٣٠ مليون تقريبا، وهناك رغبة من الحكومة اليابانية أن تضاعف الرقم إلى ٦٠ مليون سائح بحلول ٢٠٣٠.

حدثنا عن الشراكة مع الشرق الأوسط؟

لدينا شراكة مع الشرق الأوسط، خاصة مع دبي وأبوظبي، نظرا لأن اليابان تعمل الآن في بناء المدن الذكية والتصميمات المبهرة مع تقليل استهلاك الطاقة، واستخدام الطاقة المتجددة، والتحكم في إدارة الحياة بالتكنولوجيا الحديثة.

وهل هناك مشروعات داخل الإمارات؟

نعمل في الإمارات على تصميم مشروع بالم ديرا “الجزيرة الصناعية الثالثة”، وستكون أكبر جزيرة صناعية في العالم، كما قمنا من قبل بتصميمات لفنادق عملاقة في الإمارات، فاليابان تعد من أولى الدول التي تسهم في بناء البنية التحتية في دبي.

بما تتميز مدينة دبي عن نظرائها؟

دبي تتميز بالجرأة في تحدي العالم، وأن يكون لديها أعظم شيء، فهي تقوم بتطوير أفكارها، وفي اليابان كانوا يعتقدون أن بناء برج خليفة من رابع المستحيلات، لكن الإمارات أثبتت للعالم أنها تستطيع أن تكون الأولى دائما.

على ذكر الأبراج.. حدثنا عن أعلى برج في فيتنام؟

صممت في شهرين أعلى برج في فيتنام في هانوي، ارتفاعه 350 مترا، أي 100 طابق، وبه مهبط للطائرات، وكان لأكبر شركة اتصالات هناك، كما صممت مبنى وزارة العدل في هانوي أيضا، وصممت مبنى حكوميا في فيتنام بتكلفة 70 مليون دولار.

سمعنا عن تحديات كبيرة في إندونيسيا.. ما هي؟

بالفعل هي تواجه تحديات كثيرة، فالأماكن السياحية لديها تعاني، فبدأت في ردم البحر، وتقوم ببناء مدن صناعية، وقمت بعمل المخطط العام لأكبر مدينة هناك.

إذا ذهبنا إلى الصين كان لإنشاء دار الأوبرا الصينية شن تاو كواليس.. حدثنا عنها؟

البداية كانت مسابقة أيضا مثل تصميم برج فيتنام وغيرها، وكانت أكبر مسابقة تقدمت إليها منذ 2015، وكنت أنافس فيها المهندسة المعمارية الراحلة زها حديد، وذهبت إلى الصين للتعرف على ثقافة الصين، وكنت مفوضا كخبير ياباني ولكني كنت مصريا، وهذا كان يسبب بعض التساؤلات من الجانب الصيني، وكان رد اليابان على الصين “احنا منقدرش نصمم لكم ما تحتاجون إليه، ولكن لدينا المصري إيهاب الوجيه لديه أفكار وتصميمات تناسب أفكاركم”، وهذا ما يزيدني فخرا كعربي ومصري.

بالعودة إلى وطنك مصر.. ماذا عن دورك فيها واليابان؟

أقوم حاليا بتصميم نصب تذكاري بين مصر واليابان، وسيتم عرضه في المتحف المصري الجديد العام المقبل، الفكرة أن يكون رمزا تذكاريا يوضح الثقافة اليابانية والمصرية معاً، وسيكون إهداء من الشعب الياباني لمصر، حيث إن الحكومة اليابانية مساهمة في إنشاء المتحف المصري، وسنجمع توقيعات من الشعب الياباني وستكتب على النصب التذكاري.

وشكل التصميم سيكون مزجا بين بوابة المعابد اليابانية ولونها الأحمر وبوابة مصر الفرعونية، وسيكتب على الأعمدة توقيعات الشعب الياباني، وحجم التذكار سيكون عرض ٢ متر وارتفاعه ٣ أمتار، وهذه الفكرة تتولاها السفارة المصرية في اليابان.

هل كان الحظ حليفك لوجودك في اليابان بعد أحداث 11 سبتمبر؟

كانت الظروف في صالحي، حيث كنت أقيم مع أسرتي بمدينة المبعوثين باليابان، تلك المدينة التي خصصت لإقامة الأساتذة المبعوثين من جامعة القاهرة لليابان لأغراض بحثية، فهكذا تم تأهيلي للوجود في اليابان، خاصة أنني سعيد الحظ أنني أتيت لليابان بعد أحداث 11 سبتمبر بأسبوعين وليس قبلها، وكان أمامي منحتين، إحداها لأمريكا والأخرى لليابان، ولكني فضلت اليابان.

حلقة الوصل بين اليابان ومصر.. كيف دمجتهما؟

اختارتني اليابان لأكون حلقة وصل بين مصر واليابان في مشروع عيادات مستشفى أبوالريش، الذي تبلغ تكلفته 18 مليون دولار عبارة عن منحة يابانية لا ترد، بل جعلتني اليابان مصمما لتلك العيادات.

جميع الحقوق محفوظة لـ موقع الهجرة

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *