“نورستان” الأفغانية مقصد سياحي خلاب.. ولكن بشروط


تعرف علي “نورستان” الأفغانية مقصد سياحي خلاب.. ولكن بشروط

الوكالة الوطنية الأفغانية لحماية البيئة تعتزم إنفاق 30 مليون دولار أمريكي لتحسين البيئة والسياحة في السنوات الخمس المقبلة

كشف مسؤولون أفغان عن ارتفاع عدد زوار ولاية نورستان التي تتمتع بمناخ لطيف بعد إعلان الأخيرة كمتنزه وطني مؤخرا.

ورجح تقرير لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) في نسختها الفارسية، أن تتحول ولاية نورستان الواقعة شرقي أفغانستان إلى مقصد سياحي.

ونقل التقرير، عن مسؤولين محليين، أن مئات الأشخاص يسافرون يوميا إلى ولاية نورستان بغرض السياحة وقضاء أوقات وسط أجواء الطبيعة.

أوضح حافظ عبد القيوم، والي نورستان الأفغانية، أن إعلان حكومة كابول تلك الولاية منتزها وطنيا لفت انتباه الشعب الأفغاني لها ولذا زاد عدد زائريها يوميا لأجل الاستمتاع بطبيعتها.

وساهم نشر صور للمناظر الطبيعية الخلابة داخل ولاية نورستان على وسائل التواصل الاجتماعي في جذب انتباه المتابعين، حيث يقرر الكثير من الناس السفر إلى هناك من خلال رؤية هذه الصور، وفق التقرير.

وقال بادام أحمد زاي من إقليم ننكرهار الشرقي في أفغانستان وهو من بين أولئك الذين سافروا إلى نورستان، “كانت المرة الأولى التي ذهبت فيها إلى نورستان.. إنها مكان جميل ومذهل، أمن نورستان هو الأفضل، وهي مكان آمن للغاية وسكانها مثقفون”.

وتسببت الطرق الوعرة وانعدام الأمن خلال السنوات الماضية إلى ندرة إقبال الزوار على السفر إلى ولاية نورستان التي لا تزال تخلو من وجود مرافق مثل الفنادق ومنازل المسافرين.

وأشار خيام قيام من ولاية كنار المجاورة لنورستان والذي زارها مؤخرا إلى أنها إقليم ذو مناظر طبيعية كاملة، لكن الأمر يتطلب تلبية احتياجات السائحين مثل الإقامة، وخدمات النقل، والمرافق الصحية.

وذكر مسؤولون محليون إن الحكومة الأفغانية تخطط لتحسين حياة السكان وحماية الموارد الطبيعية والحياة البرية في ولاية نورستان وكذلك العمل على جذب السياح، وفق “بي بي سي”.

وأعلن والي نورستان عن وجود مساعي بغرض بناء الفنادق وغيرها من المرافق اللازمة لأولئك الذين يأتون إلى الولاية للسياحة لكي يسهل عليهم البقاء والسفر.

ولفت عبد القيوم إلى أن مناطق ولاية نورستان الأفغانية تتمتع بوجود خدمات الكهرباء، مؤكدا أن الحكومة ترغب في فعل شئ هناك من قبيل بناء متحف كبير سيضم الآثار القديمة لجذب السياح.

واستطرد والي نورستان أن بعض قطع الآثار الخشبية والحجرية التي يعود تاريخها إلى آلاف السنين ما زالت محفوظة داخل بعض المنازل في الولاية، على الرغم من الحرب الأهلية وتهريبها للخارج، حسب قوله.

ويعد بناء ثمانية سدود كهربائية في مناطق نورستان، وشق طرق ريفية وإنشاء طرق بالمناطق السياحية والمناظر الطبيعية بالولاية من بين البرامج الأخرى التي يقوم بها المسؤولون المحليون، وفق عبد القيوم.

وتكمن الخطورة في وصول المسافرين إلى ولاية نورستان الأفغانية بمرورهم عبر طرق وعرة بولايتي ننكرهار وكنر المجاورتين لها.

وتعد الولايتين مسارا غير آمنا لبعض الزوار الراغبين بالسفر إلى نورستان التي يربطها طريق ترابي وغير مستو مع منطقة أسعد آباد عاصمة ولاية كنر، حيث يتعذر على السيارات الخاصة التجول هناك.

وبدأت أعمال إنشاء طرق حديثة في المسار المذكور؛ فيما تشير السلطات الأفغانية إلى تحسن الوضع الأمني في مدينة بارون عاصمة ولاية نورستان وكذلك في 7 مقاطعات أخرى بها هم (نوركرام، دو آب، مندول، وايجل، واما، كامديش، برجمتال).

وتبرز المشكلات الأمنية في تلك المنطقة التي ترتبط بحدود مشتركة مع باكستان تصل إلى 140 كم بسبب وجود أنشطة لمجموعات من المتمردين المسلحين في مناطق نائية داخل أفغانستان.

يقول المسؤولون المحليون إنه بمشاركات السكان سوف يتحسن مستوى حماية البيئة إلى جانب الوضع الأمني ​​في ولاية نورستان.

وتعتبر نورستان التي تقع في شرق أفغانستان واحدة من أكثر المناطق الخلابة في البلاد، مع وجود ثلاثة أنهار كبيرة والعديد من الأنهار الصغيرة والوديان الخصبة والجبال المغطاة بالأشجار والمناظر الطبيعية الفريدة.

وتمتلئ الأنهار في ولاية نورستان الأفغانية بالمياه العذبة في جميع المواسم وتتدفق ينابيع المياه الصافية في كل ركن من أركان الولاية.

ولدى ولاية نورستان غابات كثيفة تزداد سمكا مع هطول أمطار موسمية غزيرة، بينما تخلق هذه الغابات مناظر طبيعية جميلة وتعتبر موطنا لحيوانات مثل القرود والغزلان والدببة ونمور الثلوج والفهود والسناجب ومئات الأنواع من الطيور.

تتمتع غابات ولاية نورستان الأفغانية بسمعة خاصة على الصعيدين الوطني والدولي، كما أن التنوع اللغوي والثقافي بين سكان نورستان بارز ومثير للاهتمام أيضًا.

ويعد الفن والآثار والموسيقى المحلية الفريدة لهذه المنطقة من أفغانستان محط إعجاب من جانب الزوار.

وصنفت الوكالة الوطنية لحماية البيئة في أفغانستان، الشهر الماضي، نورستان إلى جانب ثلاث مناطق أخرى كمتنزه وطني، ومنطقة محمية، وموطن للحياة البرية وتكاثر الأنواع المهددة بالانقراض.

وتعتزم الوكالة الوطنية الأفغانية لحماية البيئة إنفاق 30 مليون دولار أمريكي لتحسين البيئة والسياحة في السنوات الخمس المقبلة.

جميع الحقوق محفوظة لـ موقع الهجرة

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *