تعرف علي هولندا تقع ضحية نجاحها السياحي.. الزوار يفوقون تعداد السكان 3 مرات

السلطات الهولندية تفرض غرامات فورية تصل إلى 140 يورو على كل من يتبول في الطرقات أو يثمل أو يتسبب في ضوضاء

قررت هولندا وقف الترويج لمعالمها السياحية الأكثر شهرة، لكم السياح الهائل الذي يزورها سنويا، في محاولة لتشجيع الزوار على السفر إلى مناطق هولندية أخرى لكن أقل شهرة.

وحسب صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية تعد هولندا “ضحية نجاحها”، حيث تسبب النجاح الهائل للحملات الحكومية التي تسعى إلى جذب السياح من أنحاء العالم في مشكلات تكدس في العديد من المناطق ذات الشعبية، على رأسها العاصمة أمستردام التي تستقبل 19 مليون سائحا كل عام.

وخلص تقرير أصدره مجلس السياحة الهولندية إلى أنه بحلول عام 2030 يمكن أن تستقبل هولندا ما يصل إلى 42 مليون سائح، وهو عدد ضخم بالنسبة لدولة يبلغ عدد سكانها 17 مليون نسمة.

وقالت إلسجي فان فورين، المتحدثة باسم مجلس السياحة الهولندية، إنه جارٍ تحويل تركيز الحملات التسويقية الآن على أمور مختلفة، مضيفة أنهم سيستمرون في الترويج والدعاية لكن للمناطق والمدن غير المعروفة ولا تحظى بشهرة في الخارج.

وتحظى أمستردام بشعبية هائلة بين السياح من الدول المختلفة، حيث قنواتها المائية المميزة ومتاحفها التي لا تعد ولا تحصى ومعالم جذبها الثقافية، لا سيما أن تكلفة السفر إليها منخفضة نسبيا.

واتخذت المدينة بالفعل بعض الخطوات للتحكم في التدفق السياحي، وأعلنت السلطات الهولندية مارس/آذار الماضي أنه سيتم حظر الرحلات إلى منطقة الضوء الأحمر، وكذلك فرض ضريبة إضافية على الرحلات الأخرى في العاصمة.

وجاءت هذه الإجراءات بعد خطوات اتخذت العام الماضي في عهد إدارة عمدة أمستردام فيمكي هالسيما، في جهد للحد من السلوكيات السيئة.

وتضمنت هذه الإجراءات تعزيز جهود تنظيف الشوارع وجمع غرامات فورية تصل إلى 140 يورو على كل من يتبول في الطرقات أو يثمل أو يتسبب في ضوضاء، وبدء حملة تدعو الزوار لاحترام المدينة وقواعدها.

ومن المناطق الهولندية التي خضعت للحصار الحكومي أيضا حقول التيوليب الشهيرة، التي تضررت بصورة كبيرة بسبب أفواج السياح الذين يسعون إلى التقاط صور مثالية. وخوفاً من تدمير الزهور والحقول أصدر مجلس السياحة كتيب إرشادات أثناء التقاط صور السيلفي في هذه المناطق.

وقال المجلس، في بيان، إن التصوير في هذه المناطق رائع لكنه يكلف الأشخاص الذين يزرعون هذه الزهور مئات آلاف اليوروهات سنويا بسبب الضرر البالغ الذي يتسبب فيه السياح بالوقوف عليها.

بالمقارنة توجد مناطق هولندية أخرى مثل مقاطعة زيلاند أو مدن مثل جرونينجن لكنها لا تتمتع بشهرة وشعبية كبيرة، وقالت إلسجي فان فورين إن تسليط الضوء على مثل هذه الأماكن سيكون أولوية المجلس.

وعلى الرغم من أن السياحة الزائدة نادرة إلا أن هولندا ليست الدولة الوحيدة في أوروبا التي تعاني منها، حيث تحاول فينيسيا الإيطالية وجزيرة سانتوريني اليونانية والعاصمة الفرنسية باريس ومدينة برشلونة الإسبانية مواجهة هذه المشكلة منذ سنوات.

ويلقي البعض اللوم على انتشار مواقع الحجز الرخيصة مثل Airbnb والتي تفاقم من مشكلة السياحة الزائدة، لكن تدافع شركة Airbnb عن نفسها بأنها مسؤولة عن 7% فقط من إجمالي زوار أشهر جهات السفر حول العالم التي تعاني من مشكلة السياحة الزائدة.

جميع الحقوق محفوظة لـ موقع الهجرة

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *