تعرف علي 20 امرأة تحاول إنقاذ تقاليد “البندقية” بالتجديف

جاين كابورال أسست جمعية “روو فينيس” قبل أكثر من 8 أعوام في محاولة لإنقاذ نمط “فوغا ألا فينيتا” للتجديف.

إبرييلا لاتساري هي واحدة من نحو 20 امرأة يعلمن السياح من أنحاء العالم طريقة التجديف وقوفا في القوارب الخشبية التقليدية في مدينة البندقية الإيطالية.

تقول جاين كابورال التي أسست جمعية “روو فينيس” قبل أكثر من 8 أعوام في محاولة لإنقاذ نمط “فوغا ألا فينيتا” للتجديف، مازحة: “نأخذهم إلى البحيرة حتى يتمكنوا من التجديف دون الاصطدام بأحد”.

وتضيف: “من الواضح أن القوارب التي تجول في البندقية الآن مزودة محركات، الأمر الذي أدى إلى تراجع عدد الأشخاص الذين يتجولون في قوارب التجديف الصغيرة”.

وتوضح: “نحاول إنقاذ التقاليد. ليس فقط عملية التجديف بل كل شيء متعلق بها، من بناء القوارب إلى صناعة المجداف، وهي حرف يدوية مستمرة منذ قرون”.

تصيح يزي جين فرحا وهي تنزل النصل إلى المياه وتدفع القارب إلى الأمام، بعيدا عن القنوات الهادئة لهذه المدينة الإيطالية العائمة، في المياه المفتوحة حيث تبحر حافلات المياه المليئة بالسياح ذهابا وإيابا.

وتخبر هذه الأمريكية البالغة 32 عاما فيما يحاول زوجها الذي يحكم قبضته على مجدافه أن يضاهي وتيرتها “إنه عمل شاق، ظهري يؤلمني، لكنه ممتع للغاية”.

وتضيف: “نرى كل الجزر هنا.. المشهد مختلف تماما عن المشهد الذي نراه من جسر ريالتو أو بين الحشود”.

حرفي بارع

معظم النساء اللواتي يدرّسن “الفوغا” يشاركن في سباقات مائية محترفة برعاية “روو فينيس”.

وترى كابورال أنها وسيلة لدخول رياضة ومهنة يهيمن عليها الرجال.

وفي المدينة راهنا امرأة واحدة فقط تقود القوارب التقليدية، وكان عليها المكافحة من أجل الحصول على حصتها من بين 20 مليون سائح يزورون البندقية كل عام، وفق كابورال.

وهي تشير إلى أن “أعداد المجدفين (في مراكب الجندول) المعتمدين تتحكم بها رابطة المجدفين. إنه مجال مغلق، ومع جمعية (روو فينينس) أتحنا للنساء فرصة لدخوله”.

وتقول هذه الأسترالية المولودة في بريطانيا والتي عاشت في البندقية 30 عاما، إنها اختارت الباتيلا، وهو قارب تقليدي خرج حاليا عن نطاق الإنتاج، لأنه أكثر ثباتا من القارب العادي غير المتناسق (جندول) ويمكن المناورة به بسهولة أكبر.

وتروي: “اشتريته من ناد للتجديف وكان خارج الخدمة لسنوات. لقد صنعه حرفي بارع كان قد رأى مثله عندما كان صغيرا”.

وكانت هذه المحلّلة الاقتصادية السابقة مستعدة لدفع 14 ألف يورو في مقابل بناء نسخة منه.

إلا أن الحرفي الذي صنعه توفي، ولم يكن أحد يعرف طريقة تصميمه. فكان على صانعي القارب الحصول على التصاميم من متحف التاريخ البحري الموجود في المدينة .

حلم يتحقق

تقدم لاتساري نصائح الملاحة لتلاميذها أثناء تعليمهم تاريخ المدينة وتقول: “إنه من دواعي سروري السماح للسياح بتجربة البندقية على المياه وشرح المشكلات المتعلقة بالتلوث أو ارتفاع مستوى المياه أو الأضرار التي تسببها السفن الكبيرة للنظام البيئي الهش”.

فقبل أسبوع واحد فقط، اقتحمت سفينة سياحية رصيف الميناء ما أثار جدلا حول الضرر الذي تسببه هذه السفن الكبيرة للمدينة.

وتضيف: “أنا أخبرهم أيضا عن أنواع القوارب المختلفة التي كانت موجودة في السابق مثل (ماسكاريتا)، أو الجندول التي كانت قوارب أجرة للأغنياء”.

وكان حكام البندقية حتى القرن الثامن عشر، يتباهون بالسفن المذهبة والمؤلفة من طابقين التي كانوا يستخدمونها سنويا لإقامة احتفال “زواج البحر” وهو زواج رمزي بين البندقية والمياه.

وتقول السائحة أليس هندريكس البالغة 71 عاما والتي أنهت حصتها، إن قيادة قارب في البندقية “كان حلما وأصبح حقيقة”.

جميع الحقوق محفوظة لـ موقع الهجرة

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *