3 كوارث تضرب السياحة التونسية في 10 سنوات


تعرف علي 3 كوارث تضرب السياحة التونسية في 10 سنوات

انهيار الإيرادات السياحية التونسية حتى 20 سبتمبر/أيلول الجاري وتسجيلها 491.4 ملايين يورو بنسبة تراجع 60% مقارنة بنفس الفترة من 2019

جدد المستثمرون دعواتهم بضرورة إصلاح قطاع السياحة في تونس بعد الضرر الكبير الذي لحق به نتيجة تداعيات جائحة فيروس كورونا المستجد.

وتمثل جائحة (كوفيد – 19) ثالث أزمة كبيرة تضرب القطاع الرئيسي في اقتصاد تونس منذ ثورة 2011، وما تلاها من عمليات إرهابية استهدفت السياح.

وزادت الأزمة الصحية من إضعاف هذا القطاع الذي يضم العديد من المعالم والمنتجعات السياحية على شواطئ البلاد.

ويرى العاملون في السياحة التونسية، أن الوضع سيئ للغاية، وأن 60% من الفنادق لم تفتح أبوابها هذا العام وهناك مخاوف من أن لا تفتح بسبب الجائحة.

ويمثل قطاع السياحة في تونس 14% من الناتج الداخلي الخام وفقا للأرقام الرسمية ويشغل نحو 400 ألف عامل.

وشهد قطاع السياحة في تونس عام 2019 بداية انتعاش لم يعرفها منذ ما قبل ثورة 2011 وزار البلاد نحو 9.5 مليون سائح.

ولكن الفنادق تواجه مصاعب تسديد ديونها المتراكمة منذ ثورة 2011 بعد إغلاق مفاجئ لبعض المنشآت، وبسبب عدم الاستقرار ثم تنامي الهجمات الإرهابية وبالأخص تلك التي استهدفت السياح في العام 2015.

كما تواجه بعض الفنادق مشاكل إدارية فضلا عن التطور العشوائي للسياحة منذ تسعينيات القرن الماضي.

وأتى وباء كوفيد-19 ليزيد من تعميق الأزمة ودفع القطاع في دوّامة جديدة خصوصا بالنسبة للمستثمرين في قطاع الفنادق.

وأكدت الحكومة التونسية من جانبها أنها تشجع كل المبادرات والأشكال الجديدة للسياحة على غرار دور الضيافة التي انتشرت هذا الصيف في العديد من مناطق البلاد خاصة في الريف.

وقال وزير السياحة التونسي الحبيب عمّار “حققنا نجاحات في قطاعات أخرى مثل السياحة الاستشفائية. نجاح محدود وكذلك بملاعب الجولف.. لكن هذا غير كاف بالمرة”.

معوقات

وتابع بن عمّار: أنه “يجب استغلال الحملات الدعائية الجديدة لخلق مواطن الشغل، ليس فقط في المناطق الساحلية بل أيضا في المناطق الداخلية”.

ولكن كما في كل القطاعات الاقتصادية في تونس، فالمشاريع تخضع للكثير من التراخيص ما يعني التأخير في الإنجاز ويفتح الباب أمام الفساد.

ومن جانبه قال محمد الناصر العياري أحد المستثمرين في دور الضيافة في منطقة طبرقة الريفية، شمال غرب تونس، أن “هذا مسار كله حواجز”.

وأضاف “لم يكن أحد يؤمن بهذا الصنف من الخدمات.. الادارة لا تعمل أو لا تريد العمل”.

وبعد سنة من إطلاق مشروعه في منطقة طبرقة الساحلية والجبلية والحدودية مع الجزائر، يبحث العياري عن توسيع مشروعه وإضافة أسرّة لاستقبال المزيد من السياح الذين يفضلون هذه المنازل ويقول “نعمل طيلة السنة تقريبا”.

وغير بعيد عن مكان مشروع العياري، ينتظر مستثمر آخر منذ 10 أعوام إطلاق مشروعه بسبب معوقات إدارية متواصلة.

وتمكنت تونس من حسن إدارة الجائحة في موجتها الأولى، لكن مع قرار إعادة فتح الحدود نهاية شهر يونيو/حزيران الماضي في محاولة لإنقاذ ما أمكن من الموسم السياحي، عادت البلاد تسجل أرقاما قياسية في عدد المصابين بالفيروس.

ووصل السياح الأوروبيون إلى تونس هذا الصيف عبر وكالات السفر ولم يتم إلزام الوافدين بحجر صحي لأسبوعين، ولكن لم تتمكن الفنادق من الوصول إلى نسب حجز كما كانت عليه الحال خلال صيف 2019.

ووصلت الرحلات المستأجرة الأولى إلى تونس نهاية يوليو/تموز الماضي.

ولم يتمكن العديد من السياح الأوروبيين من مغادرة بلدانهم يسبب القيود التي بقيت مفروضة على السفر.

كارثة

وحتى 20 سبتمبر/أيلول الجاري، زار تونس 330 ألف سائح أوروبي فقط بينما غاب سياح الجزائر وروسيا وهما أكبر سوقين بالنسبة لتونس بسبب الوضع الوبائي في البلدين.

وقال رئيس الجامعة التونسية للفنادق خالد فخفاخ “الوضع سيئ للغاية لكي لا نقول كارثي”.

وأضاف “60% من الفنادق لم تفتح أبوابها هذا العام وهناك مخاوف من أن لا تفتح” بسبب الجائحة.

كما انهار عدد الليالي الفندقية بنسبة 80% ولم تتجاوز 4.6 ملايين ليلة منذ مطلع العام 2020.

وتبعا لذلك تدهورت الإيرادات السياحية اجمالا بتراجع بنسبة 60% لتسجل 491.4 ملايين يورو حتى 20 سبتمبر/أيلول الجاري.

وزار تونس حتى ذاك التاريخ 1.7 مليون سائح وسُجل تراجع بنسبة 75% مقارنة بالفترة نفسها من العام 2019 بالرغم من أن بداية الموسم كانت واعدة مطلع العام الجاري.

ومن هنا تتأكد ضرورة تنويع وتطوير الخدمات السياحية في البلاد بشرط أن تكون هناك عزيمة سياسية مدعومة من الإدارات الرسمية والمصارف.

جميع الحقوق محفوظة لـ موقع الهجرة

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *